طور باحثون في مدرسة البوليتكنيك الفيدرالية في لوزان السويسرية، وجامعة روما تور فيرجاتا الإيطالية نموذجاً مبتكراً للبحث عن الحياة على كوكب آخر عن طريق تحليل الضوء المنتشر من الغلاف الجوي للكواكب.
يتفاعل الضوء الذي ينشأ من النجوم مع الغلاف الجوي للنجوم، ويقدم أدلة مهمة على الغازات التي يحتويها هذا النجم. يعتمد النموذج على تحليل هذا الضوء من أجل اكتشاف الغازات الموجودة في الغلاف الجوي للجسم الذي يدور حوله مثل الأكسجين أو الميثان أو الأوزون، إذا عثر على تلك الغازات فقد يشير ذلك إلى وجود كائنات حية.
تُعرف هذه الغازات بالبصمات الحيوية. طور الباحثون نموذجاً إحصائياً يمكن أن يساعد علماء الفلك في تفسير نتائج البحث عن علامات الحياة. ونُشر البحث في دورية بروسيدنج أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس العلمية.
في الآونة الأخيرة أحرز تقدماً كبيراً في اكتشاف البصمات الحيوية للكواكب الخارجية، لكن لا تزال هناك العديد من علامات الاستفهام حولها. مثل؛ ما هي الآثار المترتبة على هذا النوع من البحث؟ وكيف نفسر النتائج؟ ماذا لو اكتشاف بصمة حيوية واحدة على كوكب ما؟ أو ماذا لو لم يتم الكشف عن بصمات حيوية - فماذا نستنتج؟.
حاول الباحثون وضع إجابات لهذه الأسئلة من زاوية جديدة؛ يشتمل نموذجهم على عدة عوامل مثل العدد التقديري للنجوم الأخرى في المجرة المشابهة للشمس وعدد الكواكب التي يمكن أن تدور في مدارات ضمن مسافة صالحة للسكن من تلك النجوم. وهي تستخدم إحصائيات لحساب احتمالية الحياة في مجرتنا بناءً على عدد البصمات الحيوية التي تم اكتشافها؛ واحدة أو عدة أو لا توجد على الإطلاق.
يرى الباحثون أنه إذا وجدوا حياة على كوكب آخر، فمن المحتمل أن يكون هناك العديد من الكائنات الأخرى في المجرة. قال الباحثون إنه حتى إذا تم اكتشاف بصمة حيوية واحدة فقط، فيمكننا أن نخلص إلى أن هناك أكثر من 95٪ احتمال وجود أكثر من مئة ألف كوكب مأهول في المجرة، أي أكثر من عدد النجوم النابضة، وهي أجسام تنشأ عندما ينفجر نجم ضخم في نهاية حياته، وفي نفس الوقت إذا لم يتم اكتشاف بصمات حيوية، فلا يعني بالضرورة أن لا توجد حياة في أي مكان آخر في مجرة درب التبانة.