لنكن صادقين، لم يكن عام 2020 رائعاً، فمن الصعب تذكّر أيّة أحداث تكون ممتناً لها بعد إلغاء الاحتفالات في إطار الجهود المبذولة للحد من فيروس كورونا. ومع ذلك، وسواء كنت تقضي فترة العيد ونهاية العام خلال الجائحة مع صديقٍ أو اثنين، أو تستضيف وليمة افتراضية عبر الفيديو، أو تقضي وقتك في المنزل بمفردك، فلنتذكر على الأقل معاً بعض الإنجازات العلمية التي تستحق الاحتفال بها هذا العام.
قد لا يكون هناك الكثير لتقديم الشكر له في عام 2020، لكن هذا العام لم يكن سيئاً بالمطلق. لنلق نظرة سريعة على هذه القصص المبهجة لتساعدنا على جعل نهاية العام جيدة، ولكي يكون هناك حديث إيجابي تشاركه مع أصدقائك.
1. اللقاحات على الطريق
بالتأكيد لن تمر هذه العطلة دون الحديث عن مآسي جائحة فيروس كورونا؛ فنحن بشر في النهاية. لذلك دعونا نبتعد قليلاً عن الأخبار المؤسفة ونبدأ بالأخبار السّارّة؛ بالرغم من أنّ حالات الإصابة بفيروس كورونا آخذة في الارتفاع، إلا أنّ العديد من الشركات تحرز تقدماً رائعاً نحو إنتاج لقاحٍ له، وتجري الحكومات حول العالم حالياً تجارب أولية لتوزيع اللقاحات، وإذا سارت الأمور على ما يرام، فقد تكون الجرعات متاحة بحلول نهاية العام. لن تسمح لنا هذه اللقاحات بالعودة الفورية إلى حياتنا الطبيعية، ولكنّ تطويرها يمثل نقطة تحوّلٍ حاسمة في معركتنا ضد فيروس كورونا.
2. ارتداء الكمامات يصنع فرقاً
من الأخبار السّارّة أيضاً على جبهة فيروس كورونا أنّ الأبحاث تشير إلى أنّه عندما تلجأ الدول إلى فرض ارتداء الكمامات، يتراجع عدد الحالات والوفيات تلقائياً. وتشير إحدى الدراسات إلى أن التدابير الوقائية مثل ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي تساعد على الحد من انتشار فيروس كورونا بين الأطفال في المدارس ودور الرعاية. ارتدي قناعاً.
3. يمكن أن يكون البول البشري سماداً رائعاً
نأتي الآن إلى شيءٍ بعيدٍ عن أخبار فيروس كورونا. تستهلك عملية «هابر-بوش»، وهي أساس صناعة أسمدة الأمونيا، حوالي 1% من إجمالي الطاقة المُنتجة في العالم. في الواقع، تستهلك هذه العملية الفريدة كمياتٍ هائلةٍ من الطاقة -ناهيك عن الوقود الأحفوري وتكلفة تصنيعه- لأنّ الأسمدة النتروجينية مهمة للغاية في عملية الإنتاج الزراعي، والحفاظ على الأمن الغذائي للناس. لكن هناك مصدر آخر للنيتروجين، إنه البول البشري.
يحتوي بول البشر على النيتروجين الأساسي والفوسفور والبوتاسيوم اللذين تحتاجهما النباتات للنمو. لقد توصّل باحثون في معهد «ريتش إيرث» في فيرمونت مؤخراً إلى طريقةٍ لتركيز البول وصُنع مُركّباتٍ عالية القيمة السمادية يمكن للمزارعين حلها بالماء ورشها على محاصيلهم. ويأمل هؤلاء الباحثون أن يتم استخدام طريقتهم في المستقبل لتحويل كامل انبعاثات المدينة السائلة إلى أسمدةٍ توفّر الكثير من المال وصديقةٍ للبيئة.
4. اقتربنا من القضاء على سرطان عنق الرحم
وفقاً لدراسة نُشرت في فبراير/ شباط الماضي، فإن الولايات المتحدة في طريقها للقضاء على سرطان عنق الرحم في غضون عقدين إلى ثلاثة عقود. في الواقع، ينجم سرطان عنق الرحم غالباً بسبب الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، وقد استطاع الباحثون تطوير لقاحٍ ضد عدة سلالات من هذا الفيروس منذ عام 2006. ويقول الباحثون أنه، ومع زيادة معدلات التطعيم بين الأطفال، وتحسين طرق الكشف المبكر عن الخلايا السرطانية، قد نكون قادرين على القضاء على المرض بالكامل بحلول عام 2038.
5. وداعاً لاستئصال الزائدة الدودية أيضاً
جرت العادة سابقاً أن يلجأ الأطباء إلى استئصال الزائدة الدودية بمجرد التهابها. لكن سلسلة من الأبحاث الجديدة جرت خلال العقد الماضي أظهرت أنه يمكن علاج التهاب الزائدة الدودية بأنواعٍ مخصصة من المضادات الحيوية، وأنها يمكن أن تحل المشكلة أحياناً دون إجراء الاستئصال. وفي يوليو/ تموز الماضي، نشر باحثون دراسة جديدة تشير إلى أنّ اللجوء للمضادات الحيوية بدلاً من الجراحة قد يؤدي في الواقع إلى نتائج أفضل بالنسبة للأطفال ومقدمي الرعاية لهم.
6. انطلاق رحلات الفضاء من الولايات المتحدة
كان على رواد الفضاء الأميركيين، منذ ما يقارب من عقدٍ من الزمن، ركوب مركبة الفضاء الروسية سويوز للوصول إلى محطة الفضاء الدولية. لكن في الوقت الحالي، عادت الرحلات المأهولة إلى الفضاء لتنطلق من الولايات المتحدة مجدداً، ففي وقتٍ سابق من هذا الشهر، انطلقت كبسولة «دراجون كرو»؛ التي أُطلق عليها اسم «ريزيليانس»، من سواحل فلوريدا مُقلَّةً رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية.
في الحقيقة، من يمتلك كبسولة «ريزيلينس» هي شركة الفضاء الخاصة سبيس اكس وليس ناسا، وهي من قامت بتصميمها وتطويرها وتشغيلها، ولكنها في النهاية تبقى شركةً خاصة تقدم خدمات النقل الفضائي لزبائنها. الآن، وبعد أن أصبح لسبيس اكس سجلّ حافل بالإنجازات في إرسال رواد الفضاء إلى المدار، تتطلع إلى توسيع نطاق عملها وعملائها أكثر.
وبمناسبة الحديث عن محطة الفضاء الدولية؛ حيث يعيش البشر هناك منذ أكثر من 20 عاماً،
7. الذكاء الاصطناعي يصنع نسخاً متعددة من الأغاني
للأخبار السّارّة أشكال عديدة، وهذا الخبر مخصص لمحبي «بيلي إيليش»، إلى جانب محبي إبداعات الذكاء الاصطناعي طبعاً. في الواقع، تستخدم جوجل أدوات الذكاء الاصطناعي؛ المعروفة باسم الشبكات العصبونية، لمجموعةٍ كبيرة ومتنوعة من المهام، من اقتراح نصٍ لتكتبه في رسائل بريد جيميل، وحتى تقديم توصيات الفيديوهات في كل مرة تزور فيها موقع يوتيوب.
التفاصيل من هنا: نسخ متعددة لأغنية «باد جاي» مصممة بالذكاء الاصطناعي
8. نجح ناشطون بإيقاف مشروع خطين رئيسيين لأنابيب النفط
في بداية شهر يوليو/ تموز الماضي، حقق الناشطون البيئيون انتصارين كبيرين في غضون يومٍ واحد، حيث نجحت جهودهم في إيقاف مشروعين ضخمين كان من المفترض القيام بهما؛ هما خط أنابيب نفط داكوتا أكسس، وخط أنابيب الغاز الطبيعي على ساحل المحيط الأطلسي.
أجبر الناشطون والدعاوى القضائية الشركة المسؤولة عن إنشاء المشروع الثاني على التخلي عن المشروع بعد أن تأخر البدء فيه كثيراً، ولعدم رغبتها بتحمل المزيد من التكاليف الإضافية. من ناحية أخرى، كانت معركة مشروع خط أنابيب داكوتا معركة صعبة بالفعل، فقد توقّف أخيراً إنجاز المشروع بعد سنواتٍ من النزاعات القانونية بين سكان المنطقة من القبائل الأصلية هناك مع الشركة المشغّلة للمشروع لسنواتٍ عديدة. قد لا تكون هذه نهاية الأمر، حيث ما يزال على فيلق المهندسين بالجيش الأميركي الآن إعداد تقرير عن الأثر البيئي للمشروع. لكن في الوقت الحالي، يُعدّ ما حدث انتصاراً هائلاً لمُناهضي المشروع.
9. يمكن أن تنقذ أشجار المظلة الصغيرة غابات الأمازون
من المحتمل أن تواجه منطقة الأمازون الرطبة الشهيرة موجات جفاف متزايدة مع ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، لكن الخبر السّارّ هو أنه يمكن لأشجار المظلة؛ الأقل طولاً والقادرة على التكيف والنمو بسرعة، إنقاذها. فقد وجد الباحثون الذين درسوا الأشجار الأقل طولاً من نفس الأنواع السائدة في منطقة الأمازون، بأنها قادرة على التأقلم مع الظروف القريبة من ظروف الجفاف بشكلٍ أفضل.
التفاصيل من هنا: للأشجار الصغيرة قدرة على التكيّف ويمكنها إنقاذ غابات الأمازون
10. تغريد الطيور أصبح أكثر عذوبة خلال فترة الإغلاق
بعد الغياب المؤقت للضوضاء التي يتسبب فيها البشر أثناء الجائحة الحالية، قامت الطيور بالغناءِ بنغماتٍ مختلفة أكثر عذوبة وهدوءاً متفاعلةً مع صفاء محيطها الجديد. الطيور مثل البشر، تقدّر الأصوات اللطيفة، وبعض أنواعها لا يمكنها الغناء بصوتٍ عالٍ بما يكفي لكي يصل صوتها إلى الطيور الأخرى في ظل ضجيج المدينة، لذلك لا تعيش في المناطق الحضرية. إذا انخفض الضجيج في مدننا بما فيه الكفاية، فقد نرحب بالمزيد من الطيور بيننا.
11. طيور البطريق تتحدث مثل الناس
هل يمكنك ألا تكون ممتناً لمثل هذا الخبر المذهل؟ فقد اكتشف فريق من الباحثين الإيطاليين أدلة دامغة على أنّ طيور البطريق الأفريقية تستخدم أنماط الكلام نفسها التي يستخدمها البشر، ويُعتبر هذا الاكتشاف هو الأول من نوعه لدى حيوانات من غير الرئيسيات، وسجّل فريق الباحثين 590 عملية تواصل بين 28 من طيور البطريق الأفريقية البالغة خلال موسم التزاوج، وذلك في ثلاث مستعمرات مختلفة في حدائق الحيوان الإيطالية.
إليك أيضاً: تسع 9 صورٍ طريفةٍ للحيوانات.
صورة تمساحٍ يعبر النهر بمئة من أطفاله الصغار على ظهره.
هل تتذكر أحداثاً مميزة خلال العام؟
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً