ما حقيقة تفشي حمى التيفوئيد في السعودية؟ وما طرق علاجها والوقاية منها؟

ما حقيقة تفشي حمى التيفوئيد في السعودية؟ وما طرق علاجها والوقاية منها؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Festa
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

في الآونة الأخيرة، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بأخبار مفادها تفشي مرض التيفوئيد بين طلاب المدارس في مدينة مكة المكرمة في المملكة السعودية، وزعم بعض هذه التقارير أن السلطات المحلية لم تتخذ الإجراءات المناسبة لمواجهة الخطر. فما مدى صحة هذه الأخبار والادعاءات؟ وهل ينبغي دق ناقوس الخطر؟ إليك الحقيقة.

حقيقة انتشار مرض التيفوئيد بين الطلاب

نفت وزارة التربية السعودية ما تداولته الشائعات من تسجيل حالات إصابة بالتيفوئيد بين صفوف أبنائها في المدارس الحكومية بمكة المكرمة، ووجّهت أولياء الأمور لعدم القلق أو الخوف.

بدوره، أكد المدير التنفيذي للتواصل والإعلام والمتحدث الرسمي في تجمع مكة المكرمة الصحي ومدير التسويق والاتصال المؤسسي بمدينة الملك عبدالله الطبية، حاتم المسعودي، عدم وجود أي إصابة بحمى التيفوئيد في مدارس مكة، وأشار إلى أن ما تم تسجيله هو عدة حالات إصابة بـ “متلازمة اليد والقدم والفم”، وهي عدوى فيروسية موسمية غير خطيرة تُصيب الأطفال في فترات انقلاب درجات الحرارة، ولا تتطلب أكثر من مسكنات ألم وخافضات الحرارة.

بينما كشف التقصي الوبائي الذي أجرته الإدارة التنفيذية للصحة العامة والطب الوقائي، عن 7 حالات إصابة متفرقة فقط، بما لا يدعو لإثارة القلق أو الخوف. وعلى الرغم من أن خطر انتشار مرض التيفوئيد في مكة المكرمة ضئيل، فإنه من الضروري التعرّف إلى المرض، واتباع بعض الإجراءات البسيطة للحد من احتمال الإصابة به.

اقرأ ايضاً: مرض مجهول يسبب الشلل لـ 95 طالبة مدرسة في كينيا

ما هو مرض التيفوئيد؟

التيفوئيد هو عدوى تسببها بكتيريا سالمونيلا تيفي (Salmonella Typhi)، وتصل إلى جسم الإنسان عن طريق الطعام والماء الملوث بالبراز البشري. تخرج البكتيريا مع براز المريض، فإذا ذهب إلى الحمام ولم يغسل يديه، فإنه يصبح سبباً في تلوث كل ما يلامسه من غذاء وماء وأسطح مثل الهواتف ومقابض الأبواب، أو إذا تلوث الماء أو الغذاء بمياه الصرف الصحي.

أعراض حمى التيفوئيد

تُصيب البكتيريا الأمعاء الدقيقة وتنتقل مع مجرى الدم لأعضاء الجسم المختلفة، مسببة مجموعة واسعة من الأعراض بما في ذلك:

  • الحمى الشديدة.
  • التعب.
  • الصداع.
  • الغثيان.
  • آلام البطن.
  • طفح جلدي يُسمَّى “البقع الوردية”.
  • فقدان الشهية.
  • آلام العضلات.
  • الإمساك أو الإسهال.

فإذا لم يتلقَّ المصابُ العلاجَ في الوقت المناسب قد تزداد خطورة الأعراض لتضم بعض المضاعفات، مثل:

  • تضرر الأمعاء ونزفها، وما يتبعه من مضاعفات مثل موت خلايا جدران الأوعية الدقيقة أو الغليظة، ما قد يتسبب بتسرب محتويات الأمعاء إلى الجسم، وألم في المعدة وإنتان في أجزاء الجسم كافة.
  • التهاب عضلة القلب.
  • التهاب الشغاف أو التهاب بطانة القلب والصمامات.
  • عدوى الأوعية الدموية الأساسية.
  • عدوى الكلى والمثانة.
  • التهاب السحايا، أو التهاب السائل المحيط بالمخ والنخاع الشوكي.
  • اضطرابات نفسية مثل الهذيان والذهان والهلوسة.

اقرأ أيضاً: لماذا توفي “ديفيد بينيت” المريض الذي أُجريت له أول عملية زرع لقلب خنزير؟

مراحل العدوى التيفودية

تظهر أعراض العدوى بحمى التيفوئيد على 4 مراحل:

  • مرحلة الحضانة: تستمر من 1-14 يوماً، وفيها تبدأ أعراض الحمى التيفية الأولية بالظهور تدريجياً، وتنتقل البكتيريا من الأمعاء إلى الدم.
  • مرحلة نشاط الجهاز المناعي: تتكاثر البكتيريا في الأسبوع الثاني من الحمى في بقع باير، وهي جزء من الجهاز المناعي يمكنه التعرف إلى الأجسام الغريبة. تزداد حدة الأعراض في هذه المرحلة؛ فتبدأ بالشعور بالإسهال أو الإمساك، وآلام في البطن، وقد تظهر “بقع وردية” كالطفح الجلدي.
  • مرحلة العلاج بالمضادات الحيوية: في الأسبوع الثالث من العدوى، إذا لم يُعالَج المريض في هذه المرحلة بالمضادات الحيوية سيُصاب المريض بأعراض خطيرة مثل النزيف الداخلي والتهاب الدماغ.
  • مرحلة التعافي: تنخفض فيها درجات الحرارة، ويختفي معظم الأعراض، لكن البكتيريا يمكنها البقاء حية في المرارة، أي يبقى من الممكن أن يعود المرض، أو يبقى المريض مُعدياً وقادراً على نقل البكتيريا إلى أشخاص آخرين حتى بعد تحسنه.

علاج التيفوئيد

تتطلب حمى التيفوئيد علاجاً سريعاً بالمضادات الحيوية، فإذا شُخِّصت الإصابة في مراحل مبكرة، يمكن أن تكون الأعراض خفيفة، وقابلة للشفاء خلال مدة أقصاها 10-14 يوماً، لكن إذا تأخر العلاج بالمضادات الحيوية، قد تتطلب الحالة دخولاً إسعافياً للمستشفى وحقناً بالمضادات الحيوية، أمّا إذا لم يُقدم العلاج فهناك فرصة أن يموت ما يصل 1 من كل 5 أشخاص يصابون بالتيفوئيد.

ومع ذلك، تمكنت عدة سلالات من تطوير مقاومة للمضادات الحيوية، لذا يحتاج الطبيب المعالج إلى اختبار مقاومة البكتيريا، ليتمكن من تشخيص الدواء المناسب.

التحصين ضد حمى التيفوئيد

يوفّر اللقاح المتقارن المضاد مناعة طبيعية في الجسم لمقاومة بكتيريا التيفوئيد، ويتكون من مستضد مرتبط ببروتين حامل يُعطى للأطفال بدءاً من سن الستة أشهر.

علاوة على ذلك، يمكن استخدام لقاحين إضافيين للأطفال الأكبر سناً والبالغين حتى سن 65 عاماً المعرضين لخطر الإصابة بسبب التلوث، أو السفر لمناطق ترتفع فيها معدلات الإصابة بحمى التيفوئيد مثل:

  • الهند.
  • إفريقيا.
  • جنوب شرق آسيا.
  • أميركا الجنوبية.

ومع ذلك قد لا يوفّر هذان اللقاحان مناعة طويلة الأمد، لذا يمكن تكرار الجرعات أو تعزيزها، لكن يجب ألّا تقدم للأطفال دون السنتين، وهما:

  • حقن تحتوي على المستضد المُنقَّى تُعطى لسن السنتين فأكثر.
  • كبسولات فموية تحتوي على لقاح حي مُوَهَّن للأفراد الذين تزيد أعمارهم على 6 سنوات.

الوقاية من حمى التيفوئيد

تساعد عدة تدابير وإجراءات أوصت بها منظمة الصحة العالمية (WHO) على الوقاية من الإصابة بعدوى التيفوئيد، وتضم:

  • تجنب تناول طعام أعده فرد مصاب بالتيفوئيد.
  • غسل اليدين بالماء والصابون جيداً قبل إعداد الطعام أو أكله.
  • غسل اليدين جيداً بعد الذهاب إلى الحمام، أو بعد مخالطة الحيوانات الأليفة وحيوانات المزارع.
  • تنظيف الأسطح وأواني تحضير الطعام جيداً قبل الاستخدام وبعده.
  • غسل الخضار والفواكه بعناية، ولا سيما النيئة منها.
  •  تجنب شرب الماء من مصادر مجهولة، أو تناول الطعام المحضر بمياه غير معالجة.
  • طبخ الطعام جيداً قبل تناوله.
  • تجنب الحليب الخام أو المنتجات المصنوعة من الحليب الخام، والاعتماد فقط على الحليب المبستر والمغلي.
  • تجنب استخدام ثلج مياهه مجهولة المصدر.
  • غلي الماء لشربه إذا راودتك الشكوك حول تعقيمه.

اقرأ أيضاً: كيف استطاعت الدول العربية خفض معدلات وفيات الأمهات؟

إذاً، للحفاظ على وضع صحي آمن بين طلاب المدارس والمجتمع ينبغي على كل فرد منا تحمل مسؤولية حماية نفسه وعائلته ومجتمعه، والأهم من ذلك يجب علينا التحري عن صحة أي معلومات والتأكد من دقتها قبل نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.