ماذا نعرف عن متحور كورونا الجديد؟ وهل سنعود إلى سيناريو 2020 المرعب؟

3 دقيقة
ماذا نعرف عن متحور كورونا الجديد؟ وهل سنعود إلى سيناريو 2020 المرعب؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Freer
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

حلّ فصل الشتاء وجلب معه العديد من الأمراض الفيروسية مثل الزكام وكوفيد-19، لكنْ حالياً هناك متحور لفيروس كورونا أثار اهتمام منظمة الصحة العالمية وسائر مؤسسات القطاع الصحي الدولية، ويُدعى هذا المتحور بـ “جيه إن ون” (JN.1) الذي أصبح ثاني أكثر متحورات كورونا انتشاراً في الولايات المتحدة الأميركية، فما قصة هذا المتحور؟

خلفية انتشار متحور كورونا جيه إن ون (JN.1)

وفقاً لتقييم منظمة الصحة العالمية (WHO) الأولي لمخاطر المتحور جيه إن ون، والمنشور في 19 ديسمبر/كانون الأول 2023، رُصِدَت حالات متحور جيه إن ون في 41 دولة، ويمثّل هذا المتحور 27.1% من حالات الإصابة بفيروس كورونا المتسجّد الموثّقة في قاعدة البيانات العالمية للفيروس (GISAID) في الأسبوع المنتهي في 3 ديسمبر/كانون الأول، وتُعدُّ هذه الزيادة كبيرة مقارنة بالبيانات التي أُبلِغ عنها أول مرة عن المتحور قبل 4 أسابيع من تحديث قاعدة البيانات، عندما كان معدل الانتشار العالمي لمتحور جيه إن ون يبلغ 3.3%. وضمت البلدان التي أبلغت عن أكبر نسبة من الحالات كلاً من فرنسا وأميركا وسنغافورة وكندا والمملكة المتحدة البريطانية والسويد.

وتبعاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) انتشر متحور كورونا جيه إن ون بسرعة في أنحاء أميركا كافة، حيث بدأ كنقطة صغيرة على رادار رصد المتحورات في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وتسبب حتى اللحظة في أكثر من 21% من حالات الإصابة بكوفيد-19، ويتوقع الخبراء الأميركيون أن يصبح هذا المتحور قريباً الشكل الأكثر شيوعاً للفيروس، نظراً لازدياد انتشاره بشكل كبير. 

أمّا من حيث البنية، فمتحور جيه إن ون من سلالة كورونا BA.2.86 وهو متحور آخر من نوع أوميكرون (Omicron)، وتحتوي سلالة BA.2.86 على أكثر من 20 طفرة في بروتين الشوكة (سبايك) التي تساعد الفيروس على إحداث العدوى، ما يجعل جهاز المناعة غير معتاد على هذا المتحور، ويمتلك متحور جيه إن ون بدوره طفرة إضافية في بروتينه الشوكي مقارنة بسلالة BA.2.86 السابقة له.

اقرأ أيضاً: كورونا يمنحنا فرصةً للتنفس: الإغلاق أدى إلى تحسينات سريعة في جودة الهواء 

أعراض الإصابة بمتحور فيروس كورونا جيه إن ون

لا توجد حالياً بيانات تشير إلى أن متحور JN.1 يسبب أعراضاً مختلفة عن متحورات فيروس كورونا السابقة. ووفقاً للمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، قد تشمل هذه الأعراض ما يلي:

  • الحمى أو القشعريرة.
  • السعال.
  • ضيق التنفس أو صعوبته.
  • التعب.
  • الآلام في العضلات أو الجسم بأكمله.
  • الصداع.
  • فقدان جديد لحاسة التذوق أو الشم.
  • التهاب الحلق.
  • احتقان أو سيلان الأنف.
  • الغثيان أو القيء.
  • الإسهال.

هل يُعدُّ متحور جيه إن ون أكثر قابلية للانتقال من المتحورات الأخرى؟

نعم، إذ يبدو أن هذا المتحور شديد العدوى ويظهر سرعة كبيرة في الانتشار، وهذا ما جعله يصبح “متحوراً ذا أهمية” (Variant of Interest) وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، إذ يجب مراقبته خشية تطوره وإصابة عدد كبير من الناس به، ويبدو أنه مزمع على الانتشار بشكلٍ أوسع. وعلى الرغم من أنه لا يظهر حتى الآن أعراضاً أكثر خطورة من المتحورات المعروفة سابقاً، لكنه ينتشر بشكلٍ واسع، ما يعني أن الأشخاص الذين يعانون نقص المناعة سيعانون المرض بشكلٍ أكبر.

اقرأ أيضاً: لقاح أسترازينيكا ضد كورونا: بين جلطات الدم وإجراءات إيقاف التوريد

هل تحمي لقاحات كوفيد-19 السابقة من الإصابة بمتحور جيه إن ون بفاعلية؟

تبيّن وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن متحور جيه إن ون أكثر قدرة على تجنب الأجسام المضادة التي يكوِّنها الجسم ليعطي مناعة ضد فيروس كورونا بعد الإصابات السابقة واللقاحات، أي أن اللقاحات لا تعطي فاعلية عالية في الوقاية من هذا المتحور، لكن بالوقت ذاته لا يُعدُّ هذا المتحور مقاوماً بشكلٍ تام للقاحات، إذ كلما زاد عدد الأجسام المضادة لدى الشخص، زادت فرصته في مقاومة عدوى كوفيد-19، وذلك من خلال تحديث ذاكرة الجهاز المناعي لكيفية القضاء على فيروس كورونا المستجد (SARS-CoV2)، ما يقلل من خطر الإصابة بالعدوى ويخفف من الأعراض الشديدة وحالات الوفاة. 

كيف ينتشر متحور جيه إن ون بين الناس؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟

لا تختلف طريقة انتشار متحور جيه إن ون عن الأشكال السابقة لفيروس كورونا، إذ ينتقل من شخصٍ مصابٍ إلى آخر سليم عن طريق السعال والعطاس واستنشاق هواء زفير المريض. ويُعدُّ السعال أو العطس في المرفق أو في المنديل وغسل اليدين بانتظام بالماء والصابون والحفاظ على تهوية الغرف وارتداء قناع عالي الجودة في المناطق المزدحمة أو المغلقة أو سيئة التهوية، من التدابير الوقائية التي تساعد على تقليل انتقال العدوى بشكلٍ كبير.