باحثون من جامعة أبوظبي يبتكرون علاجاً للشلل النصفي الناتج عن السكتة الدماغية

3 دقيقة
باحثون من جامعة أبوظبي يبتكرون علاجاً للشلل النصفي الناتج عن السكتة الدماغية
حقوق الصورة: Shutterstock.com/Robert Kneschke
  • تسبب السكتة الدماغية أحياناً شللاً نصفياً طويل الأمد، تكون معالجته بارتداء المصابين أجهزة تقويم الكاحل والقدم (AFO) والتي أثبتت فعاليتها في تحسين هذه الحالات، أو من خلال بعض تمارين التوازن.
  • حاول فريق من الباحثين بالتعاون مع جامعة أبوظبي استكشاف الجدوى من الجمع بين طريق…

تسبب السكتة الدماغية أحياناً شللاً نصفياً طويل الأمد، وقد يؤدي إلى تشوهات في الأطراف السفلية واضطرابات في المشي. تكون معالجة هذه الحالة بارتداء المصابين أجهزة تقويم الكاحل والقدم (AFO) والتي أثبتت فعاليتها في تحسين هذه الحالات، أو من خلال بعض تمارين التوازن. لكن فريقاً من الباحثين بالتعاون مع جامعة أبوظبي حاولوا استكشاف الفوائد العلاجية التي تنجم عن الجمع بين أجهزة تقويم الكاحل والقدم وتدريب التوازن في علاج مركب لتحسين المشي لدى المرضى.

أجرى الدراسة فريق من الباحثين، من بينهم سيد عمر غيلاني من قسم الهندسة الكهربائية والحاسوبية والطبية الحيوية في جامعة أبوظبي، بالتعاون مع مجموعة من الباحثين من الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا في باكستان. ونشرت الدراسة في دورية "ساينس ريبورتس" في أبريل/نيسان 2025.

اضطرابات المشي بعد السكتة الدماغية

تسبب السكتة الدماغية الإعاقة طويلة الأمد لأنها تعرقل تدفق الدم إلى الدماغ، وتحرم الأنسجة من الأوكسجين والمغذيات، ما يؤدي إلى تلف بعض الخلايا العصبية التي تؤدي إلى حدوث الشلل النصفي وتأثيراته في التوازن والحركة والاستقلالية، إذ يعاني المصابون عادةً اضطرابات في المشي بسبب ضعف العضلات، وتوتراً غير طبيعي، وضعف الإحساس، ما يزيد خطر السقوط ويحد من قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية، بالإضافة إلى التأثير في الإدراك واللغة. 

أما معالجة المصابين فتكون على نحو أساسي عبر تدريب التوازن والمشي التقويمي بهدف تحسين المشي واستعادة القدرة على الحركة ومنع السقوط، أو يكون العلاج بارتداء المصابين أجهزة تقويم الكاحل والقدم، ولكلا الطريقتين فوائد عديدة في علاج هذه الحالة، لذلك أراد الباحثون اكتشاف جدوى الجمع بينهما.

اقرأ أيضاً: ما الذي يمكن القيام به لتخفيف مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية بما يتناسب مع كل سن؟

جدوى تطبيق العلاج المركب للشلل النصفي 

يسهم استخدام دعامات الكاحل والقدم عند علاج الشلل النصفي بعد السكتة الدماغية في دعم حركات مثل الانحناء الظهري، وتقليل تدلي القدم، ومشي أكثر اتزاناً وثباتاً؛ لأنها تحسن ردود الفعل الحسية العميقة والتعلم الحركي. في المقابل يؤدي التدريب إلى زيادة اللدونة العصبية وتعزيز التحكم الحركي وإعادة تنظيم القشرة المخية، وقد تحسن المشي نتيجة لتعزيز قوة العضلات والتوازن واستقرار الوضعية وتنسيق الأطراف السفلية، لكن التمارين غير كافية وحدها لمعالجة التغيرات البيوميكانيكية التي يواجهها مرضى السكتة الدماغية، مثل عدم استقرار الكاحل وتدلي القدم، وقد لا تنشط المسارات العصبية اللازمة لتحسين المشي بصورة كاملة.

يرى الباحثون أن الجمع بين طريقتي العلاج يقدم استراتيجية تأهيل واعدة لتحسين الحركة الوظيفية وجودة الحياة لدى الناجين من السكتة الدماغية. وبالفعل أظهر المرضى بعد العلاج المركب تحسناً ملحوظاً في معايير المشي مثل طول الخطوة وطول المسافة والسرعة والانطلاق والوقوف، وهو ما يدل على فعالية الجمع بين أجهزة تقويم الكاحل والقدم وتدريب التوازن لتحسين المشي لدى المرضى.

وحسب الدراسة طبق الباحثون العلاج على 32 مريضاً تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاماً، بعد 18-12 أسبوعاً من السكتة الدماغية (3-4 أشهر)، حيث عالجوا 16 مريضاً عبر تدريب التوازن فقط، و16 آخرين عبر الجمع بين تدريب التوازن وأجهزة تقويم الكاحل والقدم، وقيموا فعالية العلاج في تعزيز الثبات وآليات المشي والحركة الوظيفية. 

اختار الباحثون هذه الفئة العمرية لأن السكتة الدماغية والإعاقات الناجمة عنها شائعة لدى الأفراد في منتصف العمر، ولأن عضلاتهم طبيعية أكثر، ولا يعانون تنكساً كبيراً في العظام، ولديهم قدرة أكبر على العودة إلى أنشطتهم اليومية. في حين أن الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً لديهم مرونة عصبية وتعاف أسرع، ما قد يؤثر في تدريب التوازن والمشي، والمرضى الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً لديهم مرونة عصبية منخفضة، ويمكن للأمراض التي قد يكونون مصابين بها أن تقلل نتائج العلاج. وعلى الرغم من ذلك، قد يكون تدريب التوازن والمشي التقويمي لدى الأفراد الأصغر سناً وكبار السن فعالاً أيضاً. واختاروا أيضاً عمر الإصابة بين 12 و18 أسبوعاً بسبب فعالية تدخلات إعادة التأهيل نظراً لكفاءة اللدونة العصبية وإمكانية التعافي. 

اقرأ أيضاً: هل سيصبح الشلل مرضاً قابلاً للعلاج بفضل التحفيز الكهربائي العصبي؟ 

في النتيجة، أكد البحث أن الجمع بين أجهزة تقويم الكاحل والقدم وتمارين التوازن يحفز تنشيط العضلات في الجانب المصاب، ما يعزز تحمل الوزن ويسمح بتنسيق المشي والتقدم إلى الأمام، وهو ما يظهر من خلال التحسينات في معايير المشي المكانية والزمانية مثل زيادة طول الخطوة وطول المسافة والسرعة، وبذلك جمع العلاج الذي طبقه الباحثون بين العلاج الحركي والعصبي.

يمكن تطبيق نتائج هذه الدراسة على إعادة تأهيل حالات عصبية أخرى مثل التصلب المتعدد والشلل الدماغي، لأن هذا العلاج المركب قد يسهم في تقليل خطر السقوط بسبب تشنج العضلات أو ضعفها أو نقص التنسيق.

المحتوى محمي