في أثناء ساعات العمل المكثفة، يفقد بعض الموظفين شهيتهم لتناول الطعام، وفي المقابل يفرط بعضهم في الأكل، وكلا الأمرين له عواقب سلبية ويحتاج إلى اتباع استراتيجيات للتغلب عليه، لكن في البداية يجب تحديد الأسباب الكامنة وراء هذه السلوكيات، ومن ثم وضع الحلول المناسبة لكل حالة.
أسباب فقدان الشهية والإفراط في تناول الطعام
يتأثر كل من فقدان الشهية والإفراط في تناول الطعام خلال ساعات العمل بعوامل متنوعة، جسدية ونفسية، والتي يساعد تحديدها وفهمها على وضع استراتيجيات فعالة للتغلب على هذه الحالات. من العوامل الجسدية الإصابة بالعدوى مثل نزلات البرد والإنفلونزا والتهاب المعدة والأمعاء، واضطرابات الجهاز الهضمي، والحمل واختلال توازن الهرمونات، والإرهاق، وبعض الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض الكبد أو الكلى والسرطان.
أما أبرز العوامل النفسية الشائعة في أماكن العمل، والتي تسبب اضطرابات في الشهية، فهي القلق والحزن والتوتر وما ينتج عنه من إفراز الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الرئيسي في الجسم، ويؤثر في عمليات مثل الهضم، وينتج عنه فقدان الرغبة في تناول الطعام عند البعض أو الغثيان أو اضطراب المعدة. لكن قد يكون تأثيره معاكساً لدى البعض الآخر، ويؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام، خاصة الأطعمة عالية السعرات الحرارية. بعد تحديد سبب اضطراب الشهية، يحين الوقت لوضع الاستراتيجية المناسبة لضبط الشهية خلال فترات العمل المكثفة.
اقرأ أيضاً: ما هي المواعيد الأنسب لتناول وجبات الطعام اليومية؟
استراتيجيات للتغلب على فقدان الشهية
تسهم بعض الاستراتيجيات في التغلب على فقدان الشهية خلال ساعات العمل الطويلة، ومنها:
تناول وجبات صغيرة وكثيرة
قد يكون تناول كمية كافية من الطعام خلال فترة العمل صعباً على فاقد الشهية، لذا يمكنه تناول وجبات أصغر حجماً وأكثر عدداً على مدار اليوم. وبدلاً من تناول 3 وجبات مشبعة، يمكنه تناول 6 وجبات أصغر حجماً وغنية بالمغذيات، وخاصة البروتينات الخالية من الدهون والفواكه والخضروات، وبذلك يمكنه تزويد الجسم بالعناصر الغذائية اليومية والحفاظ على مستويات الطاقة حتى لو كانت كمية الوجبات صغيرة.
شرب السوائل
قد يقلل الجفاف الشهية، لذلك يجب الحفاظ على رطوبة الجسم عن طريق شرب الكثير من السوائل، وخاصة الماء، بعيداً عن المشروبات السكرية، ما يسهم في الحفاظ على الصحة العامة وزيادة الشهية.
تناول الطعام بوعي
إن تناول الطعام بوعي يزيد الشهية، ويعني ذلك التركيز على الطعام، والاستمتاع بكل لقمة، وتناول الطعام في مكان هادئ بعيداً عن المشتتات، وعدم تناول الطعام في أثناء الانشغال بالعمل، ما يحسن إشارات الجوع ويزيد الشهية.
تناول الطعام مع الزملاء
تناول الطعام مع الزملاء يزيد المتعة ويحفز الشهية، ويخفف مشاعر التوتر أو العزلة التي قد تصاحب فترات العمل المكثفة، لذلك يمكن تخصيص وقت واحد لتناول الطعام بما يتناسب مع فريق العمل.
معالجة التوتر والقلق
مشاعر القلق والتوتر وغيرها من العوامل النفسية التي تؤثر في الشهية يمكن التخلص منها عبر ممارسة أنشطة تخفف التوتر، كاليوغا والتأمل وتمارين التنفس العميق، وبالتالي تعزز الشهية.
طلب المساعدة
إذا لم تزد الرغبة في تناول الطعام بعد اتباع هذه الاستراتيجيات واستبعاد العوامل التي قد تسببها، من الأفضل استشارة الطبيب وخبير التغذية، وذلك لاستبعاد أي سبب مرضي غير مكتشف، ووضع خطة للوجبات التي تضمن الحصول على العناصر الغذائية اللازمة خلال فترات العمل المكثف.
اقرأ أيضاً: إليك 12 وجبة خفيفة صحية يمكنك تناولها في المكتب
استراتيجيات لضبط الإفراط في تناول الطعام
من الجهة الأخرى يمكن الحد من الإفراط في تناول الطعام بعدة طرق:
ضبط كمية الطعام
ضبط كمية الطعام في كل وجبة بما يتناسب مع متطلبات الجسم من العناصر الغذائية، والتوقف عند انتهائها دون زيادة، وقد يفيد تناول الطعام في طبق أصغر أيضاً، وإضافة الأطعمة الغنية بالألياف إلى الوجبات والوجبات الخفيفة لأنها تعزز الشعور بالشبع، وتغني عن تناول كميات كبيرة من الطعام، بالإضافة إلى تناول وجبات الطعام جميعها في وقتها، لأن تخطي أحدها يؤدي إلى الجوع الشديد ونقص طاقة الجسم، ما يسبب الإفراط في تناول الطعام.
تناول الطعام بوعي
يساعد تناول الطعام بوعي في ضبط الشهية الزائدة أيضاً، ويتضمن الانتباه لإشارات الجوع والشبع، وإدراك تأثير الإفراط في الطعام على الجسم، بالإضافة إلى عدم تناول الطعام بسرعة أو الانشغال بالعمل أو الشاشات، والتحقق من مستويات الجوع قبل تناول الطعام وفي أثنائه وبعده، والتفكير بضع دقائق قبل تناول وجبة زائدة.
الحد من عوامل التشتيت
إن تهيئة بيئة طعام خالية من المشتتات يعزز الوعي بإشارات الجوع والشبع بدرجة كبيرة. لذا، مع البدء بتناول الطعام يفضل إطفاء الأجهزة وغيرها من المشتتات والتركيز على الوجبة فقط.
إدراك الدوافع العاطفية
من المهم أيضاً إدراك الدوافع العاطفية التي تؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام، وإيجاد حلول لإدارتها، وممارسة أنشطة بديلة عند الشعور برغبة في تناول الطعام مثل المشي بضع دقائق ضمن المكتب أو بالقرب منه. وفي حالات فرط الجوع الشديدة التي يصعب التحكم فيها يمكن الاستعانة بالطبيب أو مختص التغذية.
اقرأ أيضاً: 13 تمريناً بسيطاً لممارستها في المكتب لتجنب آلام الرقبة والظهر والكتفين
ممارسة الرياضة
تساعد الرياضة بدرجة كبيرة على إدارة الشهية المفرطة والمفقودة وعلى تعزيز الصحة العامة، خاصة خلال فترات العمل المكثف. لذلك من المهم جداً تخصيص وقت يومياً لممارسة الرياضة لتخفيف الآثار السلبية للتوتر وتعزيز عادات تناول الطعام الصحية.