يوماً بعد يوم، يزداد اعتماد الموظفين على الشاشات، وتطول مدة جلوسهم أمامها، لذلك من المهم استخدام نوع الشاشات وشكلها الذي لا يضر بصحة العين، ويمكن أن يقلل تأثير قضاء وقت طويل أمام الشاشة. وبين الشاشات المنحنية والمسطحة، يجب اختيار الأفضل لحماية عين الموظف.
أيهما أفضل لصحة العين: الشاشات المنحنية أم المسطحة؟
تعود كل من الشاشات المسطحة والمنحنية بفوائد مختلفة على صحة الموظف وإنتاجيته، ومنها:
تقليل إجهاد العين
في الشاشات المسطحة، تعد حواف الشاشة أبعد عن العين من مركزها. لكن يتميز مجال الرؤية الطبيعي للإنسان بانحناء طفيف، لذلك تزيد الشاشات المسطحة إجهاد العين، وتؤدي إلى صعوبة في التركيز وتشوش الرؤية والشعور بتعب في العينين، خاصة للموظفين الذين يقضون معظم يوم عملهم أمامها. يتضمن إجهاد العين الشعور بألم في العين وجفافها وعدم القدرة على التركيز عن قرب.
في المقابل، تتميز الشاشات المنحنية بانحناء طفيف، لكن هذا الانحناء يترك أثاراً إيجابية عديدة في صحة العين، خاصة أنها تحاكي شكل العين البشرية. وبذلك تسهم الشاشات المنحنية في تقليل إجهاد العين الناتج عن المشاهدة المستمرة، لأنها تقدم راحة أكبر للعين، بالإضافة إلى أنها تقلل صعوبة التركيز أو عدم وضوح الرؤية بأربع مرات مقارنة بالشاشات المسطحة.
تحسين الرؤية
توفر الشاشات المنحنية مزايا عديدة تتفوق فيها على المسطحة، مثل الحجم والعرض الواسع، ما يمكن المستخدم من استبدالها بشاشتين أصغر حجماً. يرى المستخدم أيضاً مركز الشاشة وجانبيها على طول خط أفقي، ما يحسن الرؤية، ويساعد على قراءة النصوص بسرعة أكبر.
تضفي الشاشات المنحنية أيضاً إحساساً بالعمق والأبعاد، ما يجعل المحتوى المعروض يبدو كأنه ثلاثي الأبعاد، بالإضافة إلى تقليل الانعكاسات من الضوء المحيط، وتقليل تشوه الصورة.
كما توفر الشاشات المنحنية مجال رؤية أوسع مقارنة بالشاشات المسطحة، وتشغل مساحة أكبر من الرؤية، ما يقلل الحاجة إلى تحريك الرقبة.
في المقابل، قد تشكل مشاهدة الشاشة المنحنية من زاوية غير زاوية النظر الأمامية صعوبة بسبب الإنحناء، إذ يجب على المستخدم أن يجلس مقابل مركز الشاشة ليتمتع بميزاتها، وبالتالي قد لا يتمكن المشاهدون المتعددون من التمتع بها.
الأعمال الإبداعية
تبرز أهمية استخدام الشاشة المنحنية بين العاملين في المجالات الإبداعية الذين يتطلب عملهم مجال رؤية واسعاً، دون تلاشي الألوان والتفاصيل عند الحواف، مثل العمل في الرسوم المتحركة وإنتاج الفيديو، بينما عند استخدام الشاشة المسطحة، تظهر الحواف من زاوية كبيرة، وتظهر بعض العناصر بدقة أقل.
تعدد المهام
يتطلب عمل بعض الموظفين تعدد المهام والتنقل بين التطبيقات ونوافذ المتصفح العديدة، أو العمل على شاشتين أو ثلاث شاشات في وقت واحد. يمكن لهؤلاء استخدام شاشتين منحنيتين، ما يوفر لهم مساحة بصرية واسعة ودقة عالية، وعرض تطبيقات متعددة في آنٍ واحد دون الحاجة إلى ضغط أو تصغير النوافذ.
البحث البصري
في الواقع، لا يوجد فرق كبير في أداء مهمة البحث البصري ووقت إكمالها بين الشاشات المسطحة والمنحنية، كما لا يوجد فرق بين زمن استجابة الحركات العينية أو مدتها أو عدد الرمشات.
التقنيات المستخدمة
من الناحية التقنية، لا توجد فروق كثيرة بين الشاشات المنحنية والمسطحة، باستثناء انحناء الشاشة. إذ لا يوجد اختلافات كبيرة في معايير مثل معدلات التحديث وسرعة الاستجابة والألوان ومنافذ التوصيل.
حجم الشاشة
غالباً ما تكون الشاشات المنحنية أكبر حجماً وتشغل مساحة مكتبية أكبر من الشاشات المسطحة. ويرجع ذلك إلى أن الشاشات المنحنية تعمل بشكل أفضل عندما يكون حجمها 30 بوصة على الأقل كي تلتف حول المستخدم، بينما تتوفر الشاشات المسطحة بأحجام مختلفة ومناسبة أكثر للأعمال التي لا تتطلب شاشة كبيرة، وفي المكاتب ذات المساحات الصغيرة.
اقرأ أيضاً: العمل 4 أيام في الأسبوع يعزز صحة الموظفين ويزيد إنتاجيتهم
كيف تختار الشاشة الأنسب؟
عند التفكير في امتلاك شاشات أفضل لصحة عين الموظفين، يجب البحث عن الميزات التالية:
- السعر، فعادة ما تكون الشاشات المنحنية أغلى من الشاشات المسطحة، لكن يمكن باستخدامها الاستغناء عن شاشتين صغيرتين.
- الدقة العالية لتوفير عرض واضح.
- نصف قطر الانحناء في الشاشات المنحنية.
- معدل تحديث سريع.
- نطاق واسع للألوان والتباين.
نصف قطر الانحناء
يتراوح نصف قطر الانحناء، ويرمز له R، بين 1800R و4000R. ويزداد انحناء الشاشة مع انخفاض نصف القطر. لذا، ستكون شاشة 1800R أكثر انحناءً من شاشة 4000R.
يحدد نصف قطر الشاشة مسافة المشاهدة. على سبيل المثال، مسافة المشاهدة المناسبة لشاشة 1800R هي 1800 مم؛ أي كلما زاد نصف القطر، اتسعت زاوية المشاهدة، ووجب الجلوس أبعد عنها للحصول على أفضل تجربة مشاهدة مُمكنة.
اقرأ أيضاً: كيف يؤثر عدم الوضوح الوظيفي في الجهاز العصبي للموظف؟
ختاماً، تنصح الشركات باستخدام الشاشات المنحنية لتحسين تجربة استخدام موظفيها وزيادة إنتاجيتهم، وراحة أعينهم، ولمراعاة متطلبات التصميم الهندسي والجمالي، في حال توفر المساحة اللازمة لها. لكن المهام اليومية، مثل تصفح الإنترنت ومشاهدة الفيديوهات والكتابة، لا تتطلب شاشة منحنية.