منصة مؤثرات الكاميرا الجديدة من فيسبوك تسعى لتعزيز واقعك بالكامل

3 دقائق
فيسبوك في مؤتمر F8، استعرض فيسبوك قدرته على التعرف على الأجسام حتى يتم التلاعب بها في العالم الافتراضي.

يُمضي معظمنا الكثير من الوقت محدقين بالشاشات عندما نتجول في العالم المحيط بنا، ولكن الهدف الأكبر للواقع المعزز هو جعلنا ننظر عبر هذه الشاشات. ومنذ حوالي أسبوع، أثناء الفقرة الرئيسية في مؤتمر F8 لفيسبوك، وضح مارك زوكربيرغ الخطوط العريضة لخطة تجعل من الواقع المعزز ناحية مهمة في سعي الشركة لاجتذاب أنظارنا بشكل كامل. وقد بنيت منصة مؤثرات الكاميرا لتناسب أدوات التصوير الموجودة في هواتفنا وألواحنا الذكية، حيث يرغب زوكربيرغ بتثبيتها كـ "أول منصة عامة للواقع المعزز".

تتضمن جميع تطبيقات فيسبوك تكاملاً برمجياً مع الكاميرا، على أمل تحويل الهاتف الذكي إلى شاشة عرض نصف شفافة تفلتر العالم اعتماداً على فيسبوك، وتقدم أثناء ذلك المعلومات والترفيه على حد سواء. ومن أولى قطع أحجية الواقع المعزز لفيسبوك: استوديو الصورة، لتشكيل إطارات تفاعلية تحيط بالصور والفيديوهات ضمن صفحة فيسبوك الرئيسية، واستوديو الواقع المعزز لتطوير وظائف أكثر تعقيداً.

دخلت منصة مؤثرات الكاميرا المرحلة التجريبية مع مجموعة محددة من الأشخاص، وقد اعترف زوكربيرغ أن هذا النظام القائم على استخدام الهواتف الذكية لاستعراض العالم المعزز هو خطوة نحو مرحلة حتمية لاستخدام جهاز محمول على الرأس (وقد أشار إليه بشكل محدد على أنه "نظارات"). بالطبع، فإن أجهزة الواقع المعزز المحمولة على الرأس ليست جديدة، ولكنها ليست أيضاً شائعة بين المستخدمين.

يعتمد هذا النظام على تقنية تزامن المسح وحساب الموضع (سلام SLAM)، والتي تعطيه القدرة على تحديد العلاقات المكانية بين الأجسام في مشهد ما. وهو مصطلح مألوف للعاملين في مجال الواقع المعزز، والواقع الافتراضي، والصناعات الروبوتية. تدعي الشركة أنها حققت قفزات كبيرة في تقنية التعرف على الأجسام خلال السنوات القليلة الماضية، ما يسمح للبرنامج بالتعرف على الأشياء الظاهرة في الصورة والتلاعب بها وفق تجربة المستخدم. ويمكنه أيضاً التعرف على الأشخاص، وفوق هذا، يتعرف أيضاً على أجزاء أجسامهم ووضعياتها. ووفقاً لما رأيناه من العرض التجريبي، فقد أثبت البرنامج فعالية عالية في التعرف على فنجان من القهوة.

فيسبوك
تعتبر تقنية فيسبوك للتعرف على الأجسام جزءاً هاماً من إمكانياته في الواقع المعزز.

تلعب معلومات الموضع دوراً هاماً في المساعدة على التعرف على المكان الحالي للمستخدم، وكيف يمكن أن يتفاعل مع البيئة المحيطة. فإذا كنت تحدق في قائمة الطعام في مطعم ما، فقد ترى أيضاً في الواقع المعزز تقييمات للمطعم واقتراحات لأصناف الطعام من أصدقاء زاروا هذا المطعم من قبل.

تظهر بعض العروض التجريبية الأخرى في الفقرة الرئيسية المثيرة للإعجاب بنفس القدر. فعلى سبيل المثال، وفي لعبة دفاعية، يمارس عدة أشخاص هذه اللعبة بصفع أشرار افتراضيين في العالم المعزز لدفعهم عن طاولة حقيقية في العالم المادي. ويظهر عرض تجريبي آخر صورة غرفة حقيقية مليئة بالأشياء الافتراضية مثل الماء والكرات النطاطة، والتي تتفاعل مع أشياء في الغرفة. يمكنك أيضاً أن ترى وجود تقنيات أخرى لفيسبوك في هذه العروض، مثل القدرة على التبضع لمنتج ما تراه بالنقر عليه بكل بساطة. يعتبر هذا النوع من تقنيات الواقع المعزز نقطة هامة لسامسونغ ومساعدها الافتراضي الجديد بيكسباي Pixby، والذي تم إدماجه في الهاتف الذكي غالاكسي إس 8.

يوجد طابع تجاري منتشر بشكل خفي في هذه الميزات، وهو أمر غير مفاجئ. حيث يقوم الواقع المعزز، وبفعالية، بردم الهوة ما بين المستخدم الذي يرى سلعة مرغوبة والقدرة على شرائها. هناك أيضاً نتائج متوقعة كبيرة فيما يتعلق بالناحية التجارية لإعلانات فيسبوك التي تساوي المليارات. حيث أن المعلومات الشخصية التي يمكن استخدامها لتوجيه الإعلانات أصبحت فائقة الأهمية حالياً، وبالتالي فإن المخاوف حول تزايد عدد المنتجات التي تكتسح واقعنا المعزز لها ما يبررها.

حالياً، يقتصر عمل منصة مؤثرات الكاميرا على استخدامات مألوفة أكثر، مثل إضافة فلاتر وخلفيات تفاعلية إلى صور السيلفي، وهو ما يقودنا للحديث عن سناب تشات.

أطلق سناب تشات منذ فترة تحديثاً يأخذ تجربة الواقع المعزز من الكاميرا الأمامية للهاتف –أو كاميرا السيلفي- ويعكسها على العالم الحقيقي عبر الكاميرا الخلفية. يمكنك الآن أن تضيف قوس قزح مبتسم إلى العالم باستخدام تقنية الفلترة الرائجة من سناب تشات.

إن تقنيات سناب تشات الجديدة مثيرة حقاً للإعجاب، ولكن فيسبوك يقدم رؤية أشمل بكثير حول ما يأمل بتحقيقه، وذلك بلعب دور فلتر رقمي للعالم الحقيقي للمستهلكين والصانعين على حد سواء. وبهدف استحضار الدعم لما يعرضه حول الواقع المعزز، أعلن فيسبوك أيضاً عن استوديو الواقع المعزز، والذي يهدف إلى تمكين منتجي المحتوى من تصميم أغراض رقمية بدون الحاجة إلى خبرات برمجية. وقد تضمن العرض التجريبي تصميم خوذة فضائية للعبة فيديو تصلح لتكون أحد فلاتر سناب تشات الوجهية.

حالياً، سيتواجد الواقع المعزز والافتراضي بشكل مشترك، خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار استثمار فيسبوك الهائل في أوكيولوس Oculus. وقد أعلنت الشركة عن مبادرة جديدة تسمى سبيسز Spaces، وتتمحور حول تصميم حفلات في الواقع الافتراضي.

فيسبوك
هذه هي المرة الأولى التي سيتم فيها إتاحة تقنية التعرف على الأجسام للمطورين خارج فيسبوك.

بدون تجربتها حتى الآن، يبدو كل هذا شبيهاً بـ "سيكوند لايف"، والتي هي منصة شبه منسية حاولت تشكيل الواقع الافتراضي قبل ظهور نظارات الواقع الافتراضي والكاميرات الاستهلاكية ذات التصوير بـ 360 درجة. وبطريقة ما، تبدو سبيسز وكأنها معاكسة لمنصة كاميرا الواقع المعزز، بحيث تدخل لمحات من العالم الحقيقي ضمن شاشات افتراضية وصور يتم مشاركتها في عالم كرتوني تعيش فيه شخصيات افتراضية.

من أهم ما يمكن استنتاجه من الفقرة الرئيسية، على أي حال، هو أن فيسبوك ينظر إلى هذه التقنيات كخطوة أولى على طريق الاندماج. وذكر المتحدثون بشكل متكرر أن هذه النقلة نحو الواقع الافتراضي والمعزز أنجزت بنسبة "واحد بالمائة". ومن الواضح أن الهدف، على ما يبدو، هو استمرار تقارب هذه التقنيات. ويبدو التوازن المثالي بين العالم الحقيقي والافتراضي متغيراً حالياً، ولكن من المؤكد أن فيسبوك يريد أن يتواجد بشكل أكبر في جميع نواحي حياتنا.

المحتوى محمي