كابلات الاتصالات البحرية هي العمود الفقري للإنترنت، إذ تسمح بتدفق بيانات العالم عبر ربطها مناطق مثل الولايات المتحدة بأوروبا، أو فرنسا وصولاً للهند.
يمتد أحد كابلات الألياف البصرية هذه المعروف باسم ماريا (Marea)، من شاطئ فيرجينيا في الولايات المتحدة الأميركية إلى بالبوا في إسبانيا، ومؤخراً، أعلنت شركة تدعى إنفينيرا (Infinera) عن تحطيم الرقم القياسي لأكبر كمية البيانات أُمكن إرسالها عبر هذا الكابل خلال ثانية. إليكم بالأرقام كل ما ترغبون معرفته عن هذا الإنجاز التجريبي.
378 كابل
هو العدد الكلي للكابلات البحرية قيد الاستخدام الآن، وفق شركة تيليجيوغرافي (TeleGeorgraphy) التي تجري أبحاثاً متعلقة بسوق الاتصالات. تستخدم جميع الكابلات الحديثة الألياف البصرية والليزر لنقل البيانات، والكابلات الرئيسية هي تلك المسؤولة عن الصلات المحورية مثل ربط نيوجرسي في الولايات المتحدة الأميركية مع برايا غراندي في البرازيل، أو أستراليا مع اندونيسيا ثم مع سنغافورة. يمكنك الاستمتاع بخريطة تفاعلية جميلة للكابلات البحرية من هنا.
6605 كيلومتر
هو طول كابل ماريا، الذي شهد الإنجاز. تملك فيسبوك وميكروسوفت وشركة تيلكزيوس (Telxius) هذا الكابل الذي يشبه شكله خرطوم الحديقة، وكانت قد أعلنت ميكروسوفت عن إكمال مده في أيلول/ سبتمبر من العام 2017.
يحوي الكابل ثمانية أزواج من الألياف البصرية، يمثل كل زوج طريقاً مستقلاً تنتقل البيانات عبره باتجاه واحد خلال أحد شريطين وبالاتجاه المعاكس عبر الشريط الآخر.
4649 طن
هو وزن الكابل، الذي يساوي وفق ميكروسوفت وزن 30 حوتاً أزرق، وهو ممتد على عمق أكثر من, 5180 متر تحت سطح البحر.
33 ملي ثانية
هو الوقت الذي يستغرقه فوتون ضوء لينتقل عبر كابل ماريا من إسبانيا إلى الولايات المتحدة أو بالعكس، وفق جيوف بينيت (Geoff Bennett)، مدير الحلول والتقنية في شركة إنفينيرا، وينتقل الضوء بصورة أبطأ في شريط ليف بصري زجاجي من انتقاله في الفراغ.
ويضيف بينيت أن الهدف من تمرير الضوء عبر الكابل هو نقل المعلومات. كانت تتم هذه العملية سابقاً عبر الألياف باستخدام نظام وميض يشبه نظام ترميز مورس أو نظام العد الثنائي حيث تكون إضاءة ضوء الليزر تمثل القيمة واحد، وإطفاء الضوء يمثل الصفر، وإن كان نظام الترميز في الواقع أعقد من ذلك بقليل.
لكن في عام 2010، تم الانتقال إلى نظام أكثر تعقيداً، فلانتقال إلى معدلات نقل بيانات أعلى، سيكون من السيء الاعتماد على التشغيل والإطفاء الحرفي للضوء، لذا تتضمن آخر طريقة نقل المعلومات عبر تعديل حالة الضوء.
4 ملايين
هو عدد الأفلام التي يمكنك مشاهدتها بنفس الوقت بدقة عالية عبر شريط واحد، في اتجاه واحد، من كابل ماريا. على افتراض أن معدل نقل البيانات يبلغ 20 تيرابت بالثانية، أي 125 غيغابايت بالثانية وهي السعة التشغيلية القياسية لكابل ماريا، أما إذا أردت الاستمتاع بأفلام بدقة 4K، فبمعدل 20 تيرابت بالثانية يمكنك مشاهدة 793,000 فيلم بهذه الدقة بنفس الوقت.
4,8 مليون فيلم عالي الدقة
تمكنت انفينيرا باستخدام الطريقة الجديدة من تحطيم المعدل الاعتيادي لنقل البيانات عبر الكابل (البالغ كما ذكرنا 20 تيرابت بالثانية) وأرسلت بيانات بمعدل 24,2 تيرابت بالثانية. هذا المعدل كافي لبث حوالي 5 ملايين فيلم عالي الدقة أو 960,000 فيلم بدقة 4K، بنفس الوقت. كذلك اقتربت انفينيرا من معدل نقل بيانات أكبر، لكن معيار 24,2 تيرابت بالثانية يسمح بمجال آمن أكبر للحماية من خسارة البيانات.
26,2 تيرابت بالثانية
هو معدل نقل البيانات الأعلى الذي وصلته انفينيرا. ولإدراك مدى سرعة هذا المعدل، فقط توجه إلى موقع fast.com، واختبر سرعة اتصال حاسوبك المنزلي أو هاتفك، حيث سيعطيك إياها الموقع مقاسةً بالميغابت بالثانية، أو Mbps. على سبيل المثال، بلغت سرعة اتصال جهازي مؤخراً 250 Mbps أي ما يساوي 0.25 غيغابت بالثانية، أو 0.00025 تيرابت بالثانية
كيف تم تحقيق الرقم الجديد؟
يشرح "بينيت" أن انفينيرا تصنع المعدات التي تضع الضوء ضمن الليف البصري، وللوصول لمعدلات نقل البيانات بنسبة أكثر بـ 20% من استطاعة الليف، قامت الشركة بتطبيق أمرين: أولاً، طبقوا أطوالاً موجية متعددة على شريحة بصرية واحدة، مما مكنهم من جعل الأطوال الموجية المفردة أقرب من بعضها، والحصول على عدد أكبر منها على الليف، والأمر الثاني، تم نقل كل طول موجي كمجموعة حوامل جزئية مما سمح أيضاً بالاستفادة من المساحة بشكل أكبر. لذا بينما ظل طول الكابل ثابت، زادت كمية البيانات التي من الممكن إرسالها خلاله في زمن محدد.
الرائع في هذا الأمر لا يتعلق بالآلية التي تمت بها العملية فقط، بل باستكشاف حجم البيانات التي تنتقل حول العالم من قارة إلى قارة، عبر آلاف الكيلومترات من الكابلات البحرية المليئة بالألياف البصرية وضوء الليزر.