وداعاً للحظات التأخير والقلق في طابور التفتيش في المطار

2 دقائق
ماسح الصور المقطعية الحاسوبي من شركة سميث ديتكشن. المصدر: لوري دانكرز مسؤولة الشؤون العامة في إدارة أمن النقل في الولايات المتحدة

لا شك  أننا نتفق على أن الجزء الأصعب في رحلتنا داخل المطار هي لحظات الانتظار، تلك التي نقضيها في طابور التفتيش بينما نشعر بالقلق من الوقت الضائع. وقد يجد البعض نفسه مضطراً لخلع حذائه وحزامه، وفصل باقي المتعلقات الشخصية في صندوق بلاستيكي حيث تمر عبر جهاز التفتيش. لكن العملية قد تتحسن في المستقبل بعد إعلان إدارة أمن النقل في الولايات المتحدة عن عزمها استخدام المزيد من أجهزة المسح ذات التصوير المقطعي الحاسوبي، تلك التي تتميز بقدرتها على مسح محتويات الأكياس المحمولة، ما يعني أن المسافرين سيكونون قادرين على ترك أجهزة الحاسوب المحمولة الخاصة بهم في حقائبهم، وربما يسمح لهم أيضاً بترك كميات صغيرة من السوائل يوماً ما.

وقد أعلنت إدارة أمن النقل، في أواخر الشهر الماضي، أنها تقوم بإجراءات طلب 300 جهاز ماسح ضوئي جديد يمتلك الخاصية المذكورة بسعر 96.8 مليون دولار. بينما يوجد فعلياً 22 ماسح ضوئي للتصوير المقطعي الحاسوبي في نقاط التفتيش في مطارات مثل هارتسفيلد-جاكسون في أتلانتا وشيكاغو أوهير. بالطبع تعتبر طلبية الشراء  لتلك الآلات الجديدة، انتصاراً كبيراً للتكنولوجيا التي تم اختبار آلية عملها بهذه الطريقة لأول مرة في عام 2017. وتهدف إدارة أمن النقل إلى توفير مثل هذه الآلات في كل نقطة تفتيش أمنية، وسيتم نشرها للعمل بحلول عام 2020.

حالياً أصبح بإمكان المسافرين، عبر المطارات التي تمتلك تلك الأجهزة الجديدة بالفعل في نقاط التفتيش خاصتها، ترك أجهزة الحاسوب المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية في حقائبهم المحمولة. وتتمثل الخطوة التالية وفقاً لتصريحات إدارة أمن النقل بالسماح للمسافرين باصطحاب كميات صغيرة من السوائل بما يتماشى مع قواعد اصطحاب السوائل في المطار.

يختلف الماسح الضوئي المقطعي الحاسوبي عن جهاز الأشعة السينية التقليدي في أنه قادر على فحص أغراضك بصورة ثلاثية الأبعاد. وقد أوضح ممثل شركة "سميث ديتكشن" في أحد رسائله عبر البريد الإلكتروني أن أجهزة المسح الجديدة تلك «قد تعمل من خلال تشغيل واحد أو أكثر من مولداتها المتعددة، وذلك عندما تقوم بالدوران حول الكائن لإنتاج صورة ثلاثية الأبعاد، بحيث تتضمن تفاصيل أكثر بكثير من الصورة الاعتيادية». وقد أوضحت إدارة النقل أنه يمكن للضابط في نقطة التفتيش أن يتحكم بالصورة من زوايا مختلفة.

وفقاً لتصريح شركة سميث ديتكشن، فإن نظامهم «يقدم حلولاً للتعلم المعزز للتعرف على الأشياء». ويعرف التعلم المعزز بأنه شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي، يتم فيه تدريب خوارزميات حاسوبية على مدخلات ومخرجات البيانات، بحيث تتمكن الآلة من تشكيل علاقة افتراضية تربط بين المدخلات والمخرجات لتتمكن من استخدامها فيما بعد. وبهذا يمكن تدريب أنظمة التعلم الآلي على تحديد الكائنات وكيفية ظهورها في الصور. وقد مكنت هذه القدرة من الكشف التلقائي عن الأسلحة النارية والسكاكين وبطاريات ليثيوم أيون وغيرها من المواد المحظورة.

ووفقاً لإدارة أمن النقل يفترض أن يكون إجمالي عدد ماسحات التصوير المقطعي الحاسوبي في المطارات الأمريكية حوالي 100 جهاز بحلول نهاية هذا العام. وقد أشارت إلى أنه «كما هو الحال في تقنية التصوير المقطعي الحاسوبي المستخدمة لتفتيش الأمتعة المقيدة، تقوم الآلات بإنشاء مثل هذه الصورة الواضحة لمحتويات الحقيبة التي يمكن لأجهزة الحاسوب من خلالها اكتشاف المتفجرات تلقائيًا، بما في ذلك السوائل».

المحتوى محمي