فيسبوك تصمم نظام ترجمة أسرع وأكثر دقة باستخدام الذكاء الاصطناعي

2 دقائق
يعمل فريق فيسبوك على إيجاد طرق أفضل لترجمة النصوص باستخدام الذكاء الاصطناعي فيسبوك

يتكلم مستخدمو فيسبوك، والذين يربو عددهم على المليار، العديد من اللغات، وحالياً تدعم الشبكة الاجتماعية ترجمة أكثر من 45 لغة. ما يعني أنه إذا كنت تتكلم اللغة الإنكليزية ورأيت شيئاً مكتوباً بالألمانية، أو إذا كنت تتكلم الفرنسية ورأيت شيئاً بالإسبانية، سترى رابطاً يقول: "انظر إلى الترجمة See Translation". غير أن فيسبوك أعلنت منذ فترة قصيرة عن أن خبراء التعلم الآلي لديها قاموا بتصميم شبكة عصبونية تقوم بالترجمة بشكل قد يصل إلى تسعة أضعاف السرعة الحالية، وبشكل أكثر دقة من الأنظمة الحالية التي تستخدم الطريقة المعتادة لترجمة النصوص.

يعمل العلماء الذين قاموا بتطوير النظام الجديد في مجموعة "فير FAIR" التابعة للشبكة الاجتماعية، والتي تعني فريق فيسبوك لأبحاث الذكاء الاصطناعي.
يقول مايكل أولي، من فريق فير، وأحد الباحثين الذين صمموا النظام الجديد: "تم بناء الشبكات العصبونية على شاكلة الدماغ البشري". ومن أحد المشاكل التي يمكن أن تحلها الشبكة العصبونية هي ترجمة جملة من لغة إلى أخرى، مثل الفرنسية إلى الإنكليزية. يمكن لهذه الشبكة أيضاً أن تستخدم لتأدية مهام مثل تلخيص النص، وذلك وفقاً لتدوينة حول البحث على فيسبوك.

ولكن يوجد العديد من أنواع الشبكات العصبونية. تقوم المقاربة المعتمدة حتى الآن على استخدام شبكات تكرارية لترجمة النص، بحيث تفحص كلمة واحدة كل مرة، وتتوقع ما سيكون الخرج في اللغة الجديدة. وتقوم بتعلم الجملة أثناء قراءتها. غير أن باحثي فيسبوك قرروا استخدام تقنية مختلفة، تسمى الشبكات العصبونية الكتلية "CNN"، والتي تتفحص الكلمات ضمن مجموعات بدلاً من تفحصها واحدة واحدة.

يقول أولي: "إنها لا تتحرك من اليسار إلى اليمين. بل تنظر إلى البيانات جميعها في نفس الوقت". على سبيل المثال، يمكن لنظام ترجمة بالشبكة العصبونية الكتلية أن يقوم بتفحص خمس كلمات في الجملة الواحدة، وفي نفس الوقت يدرس الكلمات الست التالية، أي أن النظام يعمل بالتوازي مع نفسه.

يعمل غراهام نيوبيغ، وهو بروفسور مساعد في معهد تقنيات اللغات التابع لجامعة كارنيغي ميلون، في معالجة اللغات الطبيعية والترجمة الآلية. ويقول أن هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها هذا النوع من الشبكات العصبونية لترجمة النصوص، ولكنه يبدو أفضل تنفيذ رآه باستخدام الشبكات العصبونية الكتلية. ويقول: "ما قدمه هذا البحث الجديد من فيسبوك، بشكل أساسي، هو إعادة النظر في الشبكات العصبونية الكتلية، ولكن هذه المرة تمكنوا من جعلها تعمل بشكل ممتاز".

لم تصرح فيسبوك حتى الآن عن خططها لدمج تقنيتها الجديدة مع منتجها المستخدم على نطاق واسع، حيث يقع هذا ضمن صلاحيات دائرة أخرى هناك تسمى المجموعة التطبيقية للتعلم الآلي. ولكن في هذه الأثناء، قاموا بإطلاق التقنية علنياً كمصدر مفتوح، حتى يمكن للمبرمجين الآخرين الاستفادة منها.
هذه النقطة التي تسعد نيوبيغ، ويقول: "إذا كانت سريعة ودقيقة، فسوف تكون مساهمة إضافية عظيمة في هذا الحقل".

المحتوى محمي