«لكل سؤالٍ علمي معقّد إجابة واضحة وبسيطة وخاطئة». مقولة أقتبسها من الصحفي الأميركي «هنري منكن»، وتأتي الفكرة نفسها هنا، وهي أن وراء كل عنوان يقدم لك حقائق بسيطة عن صحتك-في وسائل الإعلام-؛ توجد دراسة راجعها وقيمها الخبراء قبل نشرها، ومعظم الناس لا يطّلعون على تلك الدراسة، بمن فيهم أولئك القائمين على صياغة عنوان الخبر.
هناك آلة إعلامية معقدة مرتبطة بالعرض والطلب، والتي تؤدي لظهور الكثير من العناوين المضللة، لكن يمكننا القول أن معظم وسائل الإعلام بحاجة إلى مثل تلك العناوين لكي تحافظ على استمراريتها وأعمالها، وكثيراً ما تخرج المنابر الإعلامية في الجامعات علينا بعناوين وأخبار مبهرجة بهدف تعزيز شهرة تلك الجامعات وزيادة الاعتراف بها في أوساط العامة. أما عن الصحفيين فهم مثل باقي البشر، يمكن أن يكون بعضهم عديمي الضمير أو ساذجين حيث يقومون بتضخيم المعلومات والعناوين.
لكن، عندما تنشر وسائل الإعلام قصة تقول، على سبيل المثال، أن هناك قروناً ستنبت في دماغك لأنك تقضي معظم وقتك محدقاً في هاتفك المحمول، فمن المفيد أن تكون قادراً على التحقق من صحة المعلومات التي تقرؤها. وأفضل سبيل إلى ذلك، هو الاطلاع على الدراسة العلمية نفسها التي تقف وراء تلك المقالة. ينبغي على الصحف الجيدة أن تُشير إلى البحث أو الدراسة التي استندت إليها في مقالاتها، والتي قد تطلب منك دفع بعض المال مقابل ذلك (إذا كنت تريد قراءتها فعلاً، يمكنك إرسال رسالةٍ إلكترونية للمؤلف الذي سيكون سعيداً غالباً بإرسال الملفات المتعلقة بالدراسة للمهتمين بها). فالأمر الجيد هو إذا تمكنت من الوصول إلى الدراسة وقراءتها، فليس من الضروري أن تكون خبيراً لتفهم المعلومات الرئيسية حتى لو كان هناك الكثير من المصطلحات العلمية أو التقنية الصعبة ضمن الدراسة.
هل تدعم الدراسة العلمية المنشورة مزاعمها بالتجربة؟
لنفترض أن دراسة أو بحثاً ما يقول في عنوانه الرئيسي أن الاستخدام المتزايد للهاتف المحمول قد تؤذي العين بسبب الضوء الأزرق المنبعث من الهاتف. ولنفترض أيضاً أن الباحثين اعتمدوا في دراستهم على إجراء نوع من فحص العين، والذي يمكنه الكشف عن التغيرات والأضرار في البنية الفيزيائية للعين البشرية، وقد كشفوا أن تغيراً محدداً حدث في عيون الشباب الذين أُجري عليهم الفحص، ولنسمّيه هنا «تليّن البقعة الصفراء» (وهو مرض غير موجود بالفعل كي لا تقلق إن كنت من المصابين بوسواس المرض). يمضي الشباب وقتاً طويلاً محدقين في شاشات هواتفهم، حيث يشرح الباحثون أن تلين تلك البقعة في العين هو ظاهرة جديدة، لذلك يفترضون أنه ربما يكون للضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهواتف دور في حصول تلك الظاهرة. المثير للدهشة حقاً هو أن وسائل الإعلام تصف نتيجة الدراسة بأنها نهائية.
وهنا تكمن المشكلة، فالعاملون في وسائل الإعلام ليقيسوا مقدار التعرض للضوء الأزرق في الواقع، ولم يهتموا كثيراً بمصدر هذا الضوء. إذاً، كيف أمكنهم الاستنتاج بأن الضوء الأزرق يسبب مرض تلين البقعة الصفراء؟
لا يستطيع الكتاب التحقق من صحة الأخبار العلمية فتُكتب بحرفية
هناك العديد من الأسباب التي قد تقف وراء نشر وسائل الإعلام العديد من هذه القصص المستندة إلى هذه الدراسة من خلال عناوين مثل: «هاتفك سيصيب عينك بالتلين». ربما يكون أحد تلك الأسباب هو أن الصحفي قد أساء فهم الدراسة تماماً، أو ببساطة، لم يفهمها مطلقاً، فكتب مقالة بسرعة بدون التحقق من مدى فهمه للقصة، وقد لا تكون الدراسة نفسها قد خلصت حتى إلى هذا الاستنتاج الذي نشره الصحفي. ومن المحتمل أيضاً أن ينشر منبر الجامعة الصحفي تقريراً مُضللاً يربط بين النقاط التي لا تدعمها الدراسة بالفعل، ولكن من الممكن أيضاً أن يكون العالم الذي أجرى الدراسة قد أخطأ في التعبير بالشكل الصحيح عمّا اكتشفه. ربما كانت قضية الضوء الأزرق المنبعث من هاتفك مجرد افتراضات اعتقد العلماء أنها جديرة بالنشر (من حق العلماء التفكير بأية تفاصيلٍ مستقبلية لم يتحققوا منها بعد، وينوون التحقق منها في دراساتٍ قادمة)، ولكنهم لم يقصدوا أن تكون استنتاجاتهم نهائية، أو ربما يكون لدى العالِم اعتقادات بأن الضوء الأزرق هو السبب، على الرغم من أن الدراسة التي أجراها لم تثبت ذلك. قد يشير العالِم في ختام دراسته إلى أن ما خلص إليه يبقى في الإطار النظري (إما قد يذكروا ذلك في إطار التنبيهات الكثيرة التي تأتي في مقدمة الدراسة، أو قد يتم عرضها- في حال كان ينشر الدراسة في مجلةٍ غير مهنية- كما لو كانت هناك صلة واضحةٌ جداً وتدعمها البيانات).
وبغض النظر عن السبب أياً كان، فأول شيءٍ ينبغي عليك فعله عند الشك في هذه الدراسة؛ هو البحث عن وجود الكلمات وعبارات في متن الدراسة مثل؛ «الضوء الأزرق» أو «شاشة الهاتف المحمول»، هل توجد فعلاً في الدراسة؟ وإذا وجدتها بالفعل، فهل ترد في الجزء الرئيسي من الدراسة حيث يشرح العلماء ما قاموا بفعله وما هي البيانات التي جمعوها؟ أو تظهر هذه العبارات والكلمات فقط في ملخص الدراسة أو في الاستنتاج فقط، حيث يفترض العلماء بعض الآليات التي من الممكن ممكن أن تؤدي لاستنتاجهم، ولكنهم لم يتحققوا منها بالفعل بعد؟ غالباً ما يمكنك البحث حرفياً في صفحة الويب أو مستند الدراسة لتكتشف ذلك بنفسك، وهي من الأشياء الأساسية البسيطة التي يمكنك التحقق منها بنفسك.
هل الدراسة قادرة على اختبار المسبب حقاً؟
ربما سمعت العبارة الشهيرة «الارتباط لا يعني السببية» مرّاتٍ أكثر مما تود سماعها. وهي مقولة شائعة تُقال هذه الأيام لكثرة القصص المفبركة التي تسمعها في الأخبار، وسهولة وقوعك في فخّها. أغلب الدراسات الغذائية التي سمعت بها سابقاً تقوم بدراسة الارتباطات، بينما تبدو تغطية وسائل الإعلام وتناقشها وتعرضها كما لو أن العلماء قد أثبتوا السببية. لا يعني قولنا هنا أن كل هذه الدراسات خاطئة، لكنها نتائجها التي تخلص إليها محدودة.
بالعودة إلى مثال تلين البقعة الصفراء السابق، قد يكون سبب حدوثها عند الشباب أكثر من كبار السن هو تعرضهم للضوء الأزرق لفترة أطول من كبار السن، وربما أظهرت الدراسة ذلك من خلال سؤال المشاركين عن الوقت الذي يقضونه على هواتفهم والذي تبين من خلاله أن الشباب يحدقون في شاشات هواتفهم لفترةٍ أطول بكثير ويترافق ذلك بمعدلاتٍ عالية من تلين البقعة الصفراء في العين لديهم. ولكن ذلك لا يعني بالضرورة الجزم بأن الضوء الأزرق يسبب تلين البقعة الصفراء، ولكنه محتمل. نحن لا نعلم بعد إن كان هو حقاً هو السبب وراء ذلك.
في الواقع، يتطلب اختبار العلاقة السببية تصميماً مختلفاً للدراسة، حيث تقوم بتغيير أحد العوامل المدروسة (كالضوء الأزرق الذي تتلقاه العين) لمعرفة كيفية تغير الناتج (تلين البقعة الصفراء). ولكي نخلص إلى استنتاجٍ قوي حول تأثير الضوء الأزرق المنبعث من شاشة الهاتف في هذه الحالة، ينبغي علينا دراسة فئاتٍ عمرية مختلفة وتعيش أنماطاً مختلفةً من الحياة، ويتعرضون لفتراتٍ مختلفة لشاشة الهاتف المحمول، ثم تبيان معدل الإصابة لديهم بتلين البقعة الصفراء، هل هو أعلى أم أقل؟ ينبغي أيضاً تعيين عناصر تحكم (شاهد) لإظهار أن عدم التعرض للضوء الأزرق لا يزيد معدلات الإصابة بتلين البقعة الصفراء، وعليك أيضاً دراسة تأثير زيادة التعرض للضوء الأزرق من مصادر أخرى ومقارنة نتائج ذلك مع تلك الصادرة عن الهواتف المحمولة. يبدو الأمر معقداً جداً، أليس كذلك؟ ستستغرق تلك الدراسة الكثير من الوقت والمال لإنجازها، قد يستغرق الأمر سنواتٍ لتصميم الدراسة وجمع البيانات بعنايةٍ لإظهار أن هناك مُتغيراً ما يسبب نتيجة ما.
في الواقع، إظهار العلاقة السببية أمرٌ بالغ الصعوبة لأن الكثير من العوامل يمكن أن ترتبط ببعضها البعض. صحيح أن الشباب يميلون إلى التحديق طويلاً في شاشات هواتفهم، ولكن هناك الكثير من السمات الأخرى التي يشتركون بفعلها. فعلى سبيل المثال قد يقضون وقتٍ أطول في منازلهم، وقد يميلون إلى تناول المزيد من الأغذية المُعالجة أو المصنعة، أو ربما يسافرون أكثر، ربما يمارسون التمارين الرياضية أقل من غيرهم. يمكن أن تكون أيّ من تلك العوامل السابقة هي السبب الحقيقي وراء إصابتهم بتلين البقعة الصفراء، وليس التحديق في الهواتف.
هذا لا يعني أن دراسة واحدة لا يمكنها أن تثير نقطة جيدة يمكن مناقشتها حول أثر المسبب المُفترض. حسناً، ألقِ نظرةً على النتائج أو المنهجية المُتبعة في أي دراسة -على الرغم من أن هذا القسم مليء بالعبارات والمصطلحات التقنية الصعبة. يمكنك ملاحظة الآتي: هل تتبع الدراسة منهجية بسيطة في جمع البيانات المتعلقة بعادات وصحة الناس؟ مثلاً كمية المكسرات التي يتناولها الناس وعلاقتها بالإصابة بمرض القلب. إذا وجدت مثل هذه المنهجية؛ فالدراسة حينها تبحث في الارتباطات. أو، هل تتضمن المنهجية تغيير عاملٍ ما لفحص أثره على النتيجة؟ إذا وجدت مثل ذلك، فالدراسة تبحث في السببية حينها.
نصيحة أخرى مفيدة جداً: ألقِ نظرةً على قسم المناقشة في الدراسة. تطلب أغلب المجلات العلمية المُحترمة من العلماء تضمين دراستهم فقرة أو فقرتين حول الصعوبات والعوائق التي واجهتها دراستهم، هذا يعني الدراسات التي تدرس الارتباطات عليها أن تشير في استنتاجاتها أنه لا يمكنها الجزم مطلقاً وتحديد الأسباب. قد يبدو ذلك نقطة ضعفٍ في الدراسة، لكن مناقشة العلماء لأوجه القصور في أبحاثهم إشارة جيدة حقاً، ربما يعني هذا أنهم واقعيين وصادقين بشأن النتائج التي توصلوا إليها.
ما مدى واقعية هذه نتائج الدراسة؟
حتى لو كانت منهجية الدراسة صحيحةً ولم يكن هناك أي شيءٍ يثير الريبة لديك، فإن معرفة كيف تم جمع البيانات أمر مهم أيضاً لتقييم النتائج التي توصلت إليها الدراسة. لنفترض أن الدراسة التي تناولت تلين البقعة الصفراء شملت 1000 شخصٍ من جامعةٍ ما، وهو رقم ليس سيئاً بطبيعة الحال في مثل هذه الدراسات، لكن في هذه الحالة سيكون هناك تحيزٌّ في عدد المشاركين في الدراسة لصالح الشباب (الطلاب) مقابل متوسطي العمر أو الأكبر سناً (الأساتذة في خمسينيات وستينيات عمرهم). سنتخيل أن المشاركين في هذه الحالة سيتوزعون إلى 900 طالب جامعي و100 شخصٍ بالغ عمر معظمهم أكثر من 40 عاماً. يبدو أن رقم 1000 شخص جيداً ومرتفعاً إلى حد مقبول، لكن يتبين أن فيها 100 شخصٍ فقط ممن يمثلون الشريحة الأقل -على الأرجح- الأقل تعرضاً لشاشة الهاتف المحمول، وتلين البقعة الصفراء المرتبط بذلك، وهذا يجعل من الصعب معرفة فيما إذا كانوا قد اكتشفوا بالفعل فارقاً بين الشباب والأكبر سناً فيما يتعلق بمرض تلين البقعة، أم أنهم يقصدون أن تلك الظاهرة شائعةٌ بين طلاب الجامعات فقط - عينة كبار السن صغيرة جداً للجزم بأنها قد تؤثر عشوائياً على نتيجة الدراسة. كما يقر العلماء أيضاً، وبسبب التركيبة الديموغرافية للكلية، أن 90% من المشاركين كانوا أميركيين و10% من أصول قوقازية (وجميعهم يدفعون تكاليف باهظة للدراسة في الكلية). هذا يجعل من المستحيل استخلاص استنتاجاتٍ مقنعة حول الشباب ككل، لأن الشاب العادي المتوسط غير مدرج في البيانات.
ألقِ نظرة على منهجية الدراسة لمعرفة عدد المشاركين في الدراسة، وما هي التركيبة الديموغرافية التي يمثلونها؟ في الحقيقة لا يوجد هناك رقمٌ سحري يمكنك تحديد مصداقية البحث استناداً عليه، لكن كلما كبرت العينة المدروسة كان ذلك أفضل.
ما مدى أهمية النتائج ومنطقيتها؟
حسناً، لنقل أنه في مثالنا السابق أن الضوء الأزرق بالفعل يسبب تلين البقعة الصفراء في العين، وبشكلٍ أكثر تحديداً، سنقول أن كل 100 وحدة إنارةٍ (شمعة) إضافية من الضوء الأزرق تتعرض لها لمدة عام تتسبب بزيادة إصابتك بتلين البقعة الصفراء بنسبة 20%. تبدو الأرقام ضخمة، ما رأيك؟ حسناً، إليك المكان الذي عليك أن تبحث فيه بعيداً عن الدراسة نفسها للتحقق من المعلومات والتدقيق أكثر.
على سبيل المثال، كم يبلغ 20% من تلين البقعة الصفراء؟ إذا كانت إصابة العين تبلغ 1% في العام، فهذا يعني أن شدة الإضاءة الإضافية ستتسبب بإصابة العين بنسبة 0.2% لتصبح 1.2% في العام التالي فقط، وهذا ليس بكثير. أو ربما قد تتعرض عين الشخص العادي للإصابة بتلين البقعة الصفراء مراراً أثناء حياته، لكنها لا تؤثر على الرؤية لديه - نسبة 20% إضافية قد لا تهم كثيراً.
ربما الأكثر أهميةً هو مقدار تعرضك للضوء الأزرق؟ قد تمنحك أشعة الشمس 1000 شمعة من الضوء الأزرق في السنة - يبدو أن تأثير شاشة الهاتف المحمول ضئيل جدًا نسبياً مقارنة بضوء النهار العادي الذي نتعرض له كل يوم. أو ربما قد يكون العكس صحيحاً. ربما التحديق في شاشة الهاتف المحمول لمدة 10ساعاتٍ في اليوم لن يؤدي لتعرضك سوى إلى مقدار «شمعةٍ» واحدة من الضوء الأزرق، لذلك من غير المرجح أن يؤثر الارتباط المقترح على معظم الناس.
المقالات الجيدة يجب أن تحتوي هذا النوع من السياق عموماً، ولكن إن لم تجد هذا السياق في المقالة، فمن المفيد البحث عنها على محرك جوجل لتحصل على بعض الإحصائيات والبيانات الأخرى بسرعة. عليك أن تسأل نفسك سؤالين أساسيين:
1. ما هو الحد الأدنى من مقدار التعرض لعاملٍ ما والذي يمكنه أن يؤدي إلى هذا الشيء الخطير المُفترض؟
2. ما هي النسبة الخطرة المفترضة؟
في الواقع، حتى نسبة 50% من زيادة المخاطرة لظاهرةٍ نادرة ستبقى مخاطرة كلية صغيرة.
هل لدى القائمين على الدراسة مصلحة ما في الدراسة؟
في كل مجلةٍ علمية محترفة، يتعين على مؤلفي الدراسة الإفصاح عن أي مصالح تنافسية قد تكون لديهم. مثلاً، إذا كان القائمون على الدراسة الذين تحققوا من أن الضوء الأزرق قد يضر بعينيك يعملون لصالح -أوقد يمتلكون- شركة نظاراتٍ تحجب الضوء الأزرق، فيمكنك الافتراض بأن نتائجهم غير واضحةٍ نوعاً ما؟ لكن هذا لا يعني أن ما اكتشفوه مفبركاً أو بلا فائدة، ولكن يجب أن تكون حذراً للغاية من كيفية تفسير تلك البيانات إلى استنتاجات، وكيف يتم تناولها في وسائل الإعلام؟
معظم العلماء لا يمتلكون شركاتٍ خاصة، لكن من الشائع أن يحصلوا على تمويل من كيان له مصلحة خاصة في نتيجة معينة. ومجدداً، لا يعني ذلك دائماً أن هناك نوايا سيئة في الدراسة، يجب أن يحصل البحث على التمويل اللازم بطريقةٍ أو بأخرى، والعلماء الجديرون بالاحترام يقومون بإجراء دراسة قد تساعد نتائجها، أو ربما لا تساعد، شركةً ما على زيادة مبيعاتها من منتجٍ معين. ولكن، لسوء الحظ، لا يمكن معرفة ما إذا كانت منهجية الدراسة أو نتائجها أو نشرها في وسائل الإعلام قد يقف وراءه مصالح خاصة أم لا. على سبيل المثال، كثيرٌ من الأبحاث التي كشفت أن المشروبات الرياضية مهمة جداً للحيلولة دون حصول جفافٍ لدى الرياضيين، كانت ممولةً جُزئياً من شركات مثل «Gatorade»، وهي شركةٌ رئيسية منتجةٌ لهذه المشروبات. تماماً مثل العديد من الأبحاث التي خلصت إلى أن السكر ليس السبب وراء زيادة معدل السمنة، والتي كانت ممولةً من الشركات المصنعة للأغذية والتي تستخدم الكثير من السكر في منتجاتها.
ستُدهش من كثرة المرات التي يتم فيها تجاهل الجهة الممولة للدراسة وعدم الإشارة إليها، لذلك انتبه وابحث عميقاً بنفسك.