لا تحاول النباتات إيذاءك عموماً، لكنها لن تمانع إن اضطرت لذلك، وبعض النباتات، بما فيها النباتات العشرة المذكورة هنا، مجهزة بأدواتٍ ستجعل حياتك صعبة إذا حاولت العبث معها.
1. اللبلاب السام
لا بد من أنك تفكر الآن، وبعد البحث العميق في التاريخ، في أن الأشخاص الذين كانوا يقضون معظم وقتهم في الخارج كانوا يعلمون كيف يتجنبون هذا النبات السام، وفي الواقع لا. المشكلة أن النبات نفسه له عدّة أشكال، فتراه مرة أرضياً زاحفاً، وتراه ثانيةً متسلّقاً على الأشجار، وأحياناً تجده شجيرة منتصبةً، أوراقها مسننةٌ قليلاً، وأحياناً بلا أسنان، ويمكن أن تكون بلا وَبَر أو مُوبَّرةً قليلاً، لامعة أو باهتة. تبلغ أبعادها حجم محارةٍ صغيرة، أو قد تصل إلى حجم طبق الطعام خاصةً إذا كانت من النوع المتسلق على الأشجار. رغم كل هذا الاختلاف في شكلها، فإن الصفة الموحدة بينها أنها تنتظم في مجموعاتٍ ثلاثية الأوراق. لذلك تذكَّر دائماً أوراق اللبلاب السام ثلاثية. المادة السامّة فيها هي «اليوروشيول»، إن أصابتك بعض من إفرزات النبات فعليك غسلها في أقل من ساعة، وإلا ستسبب لك الحساسية، والبعض يقول أنك بحاجة إلى استخدام الصابون، لكني شخصياً لم أصب بأي حساسية بعد غسلها بالماء الجاري العادي. ومن الحقائق المضحكة فعلاً، أن ربع أونصة من المادة الفعَّالة «يوروشول» كافية لإصابة كل سكان الكوكب بالحساسية.
2. نبات الداتورا
يصل طول هذه العشبة الموسمية إلى نحو 1.5 متر، ساقها خضراء شاحبة، وفروعها الجانبية أرجوانية، وأوراقها خضراء داكنة، وزهورها كبيرةٌ جميلة المنظر. يتراوح لونها بين الأبيض الداكن إلى البنفسجي والأرجواني، ولها رائحة الليمون، وسائر أجزاء النبات تفوح منها رائحةٌ كريهةٌ للغاية. تنتج ثماراً زلقةً بحجم بذور الجوز من الصعب أن تخطئها العين. جميع أجزاء النبات سامَّة، وتختلف درجة تسميمها من نباتٍ إلى آخر.
ويمكن لسم نبات الداتورا أن يقتلك، فهو يسبب لك الهلوسة والهذيان، بالإضافة إلى أنه قد يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب كثيراً، وارتفاع حرارة الجسم؛ لأن الجسم يفقد القدرة على تنظيم حرارته ويبدأ بامتصاص الحرارة. الاسم مأخوذ عن الاسم الأصلي «Jamestown weed»، ويعو إلى مدينة «Jamestown» في فيرجينيا بالولايات المتحدة، حيث عجز الجنود البريطانيون عن إخضاع متمردي هذه المدينة عام 1676. وقد تناول الجنود من هذه النبتة أثناء حصارهم للبلدة، مما جعلهم يهلوسون ويصابون بأعراضٍ غريبةٍ لمدة 11 يوماً.
3. البلُّوط السام
يختلف البلوط السام عن اللبلاب السام في أنه ينمو رأسياً دائماً، وأوراقه شعرية، ودائرية، ومفصصة دائماً كأوراق شجر البلّوط العادي. ولست متأكداً من أنني لم أرَ سابقاً البلوط السام، وربما كانت بعض النباتات -التي ظننت أنها اللبلاب السام- نبات البلوط السام، وربما خلطت بينهما نظراً لأن لهما هُجناً كثيرة.
يقال إن البلوط السام أكثر شيوعاً في الغرب، وتشير بعض المصادر إلى أن أوراقه تنتظم في مجموعاتٍ من 7 وريقات، لكنها ثلاثية عادةً. يشبه البلوط اللبلاب السام في كثيرٍ من النواحي؛ فهو موجود في جميع أنحاء الولايات المتحدة بشكلٍ أو بآخر، ويحتوي على مادة «اليوروشول» السامة أيضاً. ويعتقد البعض أن لديهم مناعة ضد هذه المادة؛ أي أنها لا تصيبهم بالتحسس الجلدي، لكن هذه المناعة قد تختفي في أي وقت، وقد حدث ذلك كثيراً.
4. الهرقلية المانتغازية
من أسمائها «عُشبة الخنزير العملاقة»، ولها العديد من الأسماء الأخرى. وإن كنت تحبُّ التجوال في الخارج فقد تصادف هذه النبتة، ووقتها ابق بعيداً عنها. يصل ارتفاع هذه النبتة إلى نحو 5 أمتار، ويصل طول أوراقها إلى 1.2 متر. تتسبب عصارتها -إن أصابت جلدك- بالحساسية تجاه الضوء. من الصعب أن تتأثر بعصارتها إن لم تقم بكسر أو سحق أجزائها متعمداً، وحينها ستصيبك بسحجاتٍ قد تكون أسوأ بكثير من حروق الشمس، تشبه بقع الطفح الجلدي الكبيرة الذي تتسببه الحروق الشديدة كثيراً. وقد تتسبب في حدوث الالتهابات الجلدية في غضون 15 دقيقة من ظهور البثرات والقروح. وقد أُدخلت هذه النبتة إلى الولايات المتحدة في بدايات القرن العشرين بوصفها نبتة من نباتات الزينة كبيرة الحجم جداً، والتي تأقلمت في بيئتها الجديدة، وتعيش الآن في مناطق الترب الرطبة والأماكن المفتوحة في الشمال الغربي، والغرب الأوسط، والشمال الشرقي، بالإضافة إلى ولاية فرجينيا.
5. القُرَّاص
يعرف أيضاً بـ «الحُرّيق». نبات عشبي معمّر يشبه النعناع إلى حدٍ ما إلا أنه أطول قليلاً منه، وبالطبع ليس له طعم النعناع، وسوف يؤلمك كثيراً بأشواكه. تظهر أحد ميزاته الرئيسية في كثافة الأشواك على أوراقه وجذعه، وقد تحمل أوراقه العديد من المواد الكيميائية المخرِّشة، وستشعر بألمٍ أو تهيّج على الفور عندما يلامس جلدك أوراق هذا النبات. ألم يشبه لسعة النحلة، وكأن عدة نحلات قد لسعتك في آنٍ واحد، ويختفي الألم عموماً في غضون ساعاتٍ قليلة، ويختفي الطفح الجلدي في غضون 24 ساعة.
يتراوح طول النبات بين أقل من متر إلى مترين، وطول أوراقه من 2 سنتيمتر إلى 15 سنتيمتراً. لنبات القريص استخدامات صحية، ويُستهلك على نطاقٍ واسع. فعند غلي الأوراق لبضع ثوانٍ يفقده سمّيته، وتصبح هذه الأوراق، مع القليل من الزبدة والملح، مغذية كثيراً رغم أن قوام الأوراق خشن نوعاً ما.
يُعتقد أن نبات القراص له فوائد مضادة للالتهابات، ويُحسّن الدورة الدموية، وهو شائع الاستخدام في أدوية الطب الشعبي، وقد كان الجنود الرومان يضعون عصارة أوراقه على أرجلهم لتحسين الدورة الدموية، أو للبقاء متيقظين أثناء نوبات الحراسة؛ فقد كانت عقوبة النوم أثناء الحراسة في الجيش الروماني الموت، لذلك كان القُرَّيْص حلاً مثالياً لتلك المشكلة.
6. شوكران الماء
يُذكر أن الإغريق قد أعدموا الفيلسوف «سقراط» بجرعة من سم هذا النبات، هكذا تقول القصة. يندرج تحت اسم «شوكران الماء» 4 أنواعٍ من النباتات شديدة السمية، وتحمل أسماء مختلفة من «شوكران الماء الغربي» و«شوكران الماء الشمالي» و«الشوكران الأبقع» والنوع الأخير «Spotted parsley». جميعها نباتات مزهرة، وتعيش في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ويصل طولها إلى 3 أمتار، ولها أزهار بيضاء جميلة. يمكنك التعرّف عليها بثقة من خلال ساقها الجوفاء اللزجة الخالية من الشعر، والتي تتميز ببقعٍ أو خيوط أرجوانية مائلة للحمرة. ولا مجال هنا لتقديم شرح مفصّل عن كيفية التعرف إليه، لكن عليك أن تدرك أنه يمكن الخلط بينه وبين النباتات البرية الطبية المفيدة؛ مثل: الجزر البري، والقيصوم، والشمر البري، وزهرة المُسنين، وجميع أجزائه -الزهور والأوراق والسيقان والجذور والبذور- سامة للغاية؛ لأن الضحايا يموتون عادةً بسبب إصابتهم بشلل في الجهاز التنفسي في غضون ساعات قليلة من ابتلاعها، والاحتكاك به يسبب تهيجاتٍ شديدة في الجلد.
7. السمَّاق السام
يتبادر إلى أذهاننا عندما يُذكر اسم السماق شجيرات سماق الزينة التي نشاهدها على جوانب الطرقات، ذات الأوراق السهمية الشكل، والزهور الحمراء التي تظهر متجمعة بشكلٍ مخروطي. غالباً ما ينمو السمّاق السام بالقرب من سمَّاق «Staghorn Sumac»، ويمكن تمييزها بسهولة؛ أولاً: ينمو السماق السام غالباً في المستنقعات أو التربة الرطبة جداً. ثانياً: ساق سمَّاق الزينة مُزغّبة، وأوراقه مدببة ومسننة الحواف، أما ساق السمَّاق السام غير مزغّبة، وأوراقها ملساء، وعادةً ما تكون دائرية الشكل، كما أن أزهارها صفراء مائلة للخضرة، وتحمل ثماراً عنبية صفراء باهتة.
تنتج سميتها من المادة التي ذكرناها آنفاً «اليوروشيول»، لكنها هنا أكثر فعالية من اللبلاب أو البلوط السامّين؛ لذلك احذر منها. بعض علماء النبات يُصنّفون نبات السماق على أنه أكثر النباتات سُمّيّة، وحاول في جميع الأحوال تَجنّب هذا النبات، حتى لو كان ميتاً؛ فمادته السامة لا تموت.
8. ست الحسن
تُدعى أيضاً بـ «البيلادونا» أو «الباذنجان المميت»، وتُعرف ثمارها بتوت الشيطان أو كرز الموت، وهي واحدة من أكثر النباتات سُمّية في نصف الكرة الغربي. تعود أصولها إلى أوروبا وأفريقيا وآسيا، نُقلت فيما بعد واستوطنت في بعض الولايات الأميركية. هي نبات مُعمّر، ينمو بكثافة، ويصل طوله إلى 1.8 متر، أوراقه بيضوية الشكل خضراء باهتة، وأزهاره أرجوانية تتجمع في مجموعاتٍ من 3 أزهار، وثماره توتية أرجوانية داكنة. الأجزاء السامة هي الثمار والأوراق، ويشكل النبات خطراً خصوصاً على الأطفال الذين يدفعهم مذاق ثماره الحلو إلى تناوله، ويتسبب تناول ثمرتين منه في الموت.
9. نبات الصبغة الأميركية
ربما شاهدتها في الكثير من الأماكن؛ فهي شائعة جداً. يُعتبر نبات الصبغة الأميركي من الأعشاب المعمّرة، ويصل طولها إلى ثمانية أقدام، وينتشر كثيراً في المراعي وعلى جوانب الأسيجة والطرقات، ساقه قويةٌ خضراء أو أرجوانية مائلة إلى الحمرة، وتحمل مظلَّةً من الأوراق الكبيرة والثمار التوتية التي تشبه ثمار العنب المتدلية التي يتراوح لونها بين الأخضر والأرجواني الداكن. ورغم أن جميع أجزاء النبات سامة، خصوصاً جذرها، فإن فروعها الفتية - تلك الفروع التي لا يكون عليها بقعٌ حمراء أو أرجوانية، ويصل طولها حتى 8 إنشات - لذيذةٌ ويمكن تناولها بعد أن تُغلَى مرتين في الماء حتى يُصبح طرياً، ونما في نطاق 100 ياردة حول كلِّ منزلٍ عشتُ فيه، وتُشبِّه أمي طعمه بعد أن جعلتُها تأكل منه بطعم الهِلْيَون البري.
لست مضطراً على أية حال إلى العبث مع نبات الصبغة؛ فقد يسبب لك اضطراباتٍ شديدة في المعدة، وربما تسوء الحالة أكثر من ذلك؛ فقد تسبب هذا النبات بموت عددٍ غير قليل من الأميركيين في القرن التاسع عشر، حين شاع استخدامه في علاج التهاب المفاصل.
10. قُفاز الثعلب
من أسمائه الشائعة أيضاً «أجراس الرجل الميت، الديجيتال، قفَّاز السحرة، الإصبع الدموي» وغيرها. ولا بد من أن أسمائه الشائعة هذه تقدم لك التحذير المناسب لكي لا تعبث معه إطلاقاً. لا يزيد دورة حياته عن عامين، وينمو حتى مترين، وينتج أزهاراً جرسية الشكل في عامه الثاني. زهوره أرجوانية اللون عادة رغم أن أزهار الأصناف المزروعة قد تكون صفراء أو وردية أو بيضاء. يفضّله البُستاني نظراً لمظهره الجميل. استوطن هذا النبات الولايات المتحدة، وانتشر في جميع أنحائها، وستراه في كل مكان تقريباً مثل جوانب الطرقات، المنحدرات الصخرية، الحدائق، وساحات المدارس. جميع أجزائه سامة، ويمكن أن تقتلك إذا تناولتها؛ فهو يحوي الستيرويد القوي، الديجيتالس «Digitalis» المستخدم في أدوية معالجة قصور القلب. الجرعة المناسبة منه تعمل على إنعاش القلب المتوقف إذا أعطيت في الوقت المناسب، لكن الجرعة الخاطئة منه -والفرق هنا قليل جداً بينهما- تقتلك، ويؤدي استهلاك أي جزء من النبات عادة إلى الغثيان والدوار والقيء والإسهال، ويعاني الضحايا التشنجات، وتحدث لديهم السكتة القلبية في حالة الجرعات المميتة.
ختاماً، الحدائق جميلة، لكن لا تدعها تقتلك.