كيف تخرج الأصوات من أفواهنا؟

2 دقائق
أصوات, غناء, أفواه, فم, صراخ, فرح

سلسلة «أطفال فضوليون».

كيف نُخرج الأصوات من أفواهنا؟ سؤالٌ ورد من الطفلة زيغي، 4 سنوات، سبرينغ وود/ أستراليا


مرحباً «زيغي»، شكراً لكِ على هذا السؤال المهم.

في الواقع، يمكننا التواصل فيما بيننا بطرقٍ مختلفة: بالإيماءات، بالإشارة، كتابة الرسائل، الرسائل النصية، رسم الصور، وحتّى باستخدام الرموز التعبيرية «الإيموجي». لكن إذا أردنا التواصل عبر الكلام فيما بيننا، فنحن بحاجةٍ لاستخدام أصواتنا.

نُصدر الأصوات عندما نستخدم الهواء من رئتينا، والذي يقوم بتحريك الحبال الصوتية الموجودة في «صندوق الصوت» لدينا. يمكنك العثور على هذا الصندوق بتحسّس الكتلة العظمية الموجودة في الجزء الأمامي من الحلق، والتي نطلق عليها أحياناً اسم «تفّاحة آدم» عند الرجال.

يتسبب الهواء الذي يمرّ من الرئتين باهتزاز الحبال الصوتية بسرعةٍ كبيرة، حيث تشعر به كأزيزٍ عند اهتزازها. حاول الشعور بهذه الاهتزازات عن طريق وضع أصابعك برفقٍ على حنجرتك، ثم حاول أن تقول «آآآه». ينبغي أن تكون قادراً على الشعور باهتزاز حبالك الصوتية.

الرئتين والبالون

هناك طريقة أخرى للتفكير في هذه العملية، وهي أن تتخيل رئتيك مثل البالون، مليئتان بالهواء. والآن تخيّل فتحة البالون هي حبالك الصوتية، عندما تغلق البالون بإحكام، تكون الحبال الصوتية مغلقة ولا يمرّ الهواء عبرها.

بالون, أصوات, بينك
إذا تخيلت رئتيك كالبالون، ستكون الحبال الصوتية بمثابة الفتحة الدائرية لها

أما عندما لا تكون فتحة البالون مغلقة، أي ستكون حبالك الصوتية مفتوحة، وبالتالي سيخرج الهواء عبرها. وذلك يشبهُ عملية إخراج الهواء من الرئتين. ولكّن إذا قمت بالضغط على فتحة البالون أثناء خروج الهواء منها، يمكنك التحكّم بكمية الهواء الذي يخرج منها، لكّن ذلك سيتسبب باهتزازاتٍ عند فتحة البالون وبالتالي ستصدرُ صوتاً أو ضجيجاً يعرفه جميع الأطفال.

وهذه العملية مشابهةٌ تماماً لما تفعله حبالك الصوتية عندما تهتّز.

ماذا يحدث بعد ذلك؟

حسناً، يستمر الصوت بالاهتزاز أثناء انتقاله من حنجرتك لأعلى عبر فمك أو أنفك. وهنا؛ يمكنك التحكّم في تدفق الهواء باستخدام شفتيك ولسانك وأسنانك وحنكك لتُصدر أصواتاً مختلفة.

على سبيل المثال، عندما تقول «آآآآه»، فإنك تجعل الحبال الصوتية تهتز وفمك مفتوحٌ على مصراعيه، وتستخدم الحنك لمنع الهواء من الخروج من أنفك. أمّا إذا قلت «إي» أو «أووو»، فإن الهواء يهتزّ في فمك كما في السابق، إلا أنّك غيرت شكل فمك، وبالتالي ستصدرُ صوتاً مختلفاً.

بعض الأصوات لا تستخدم الحبال الصوتية

في الواقع، بعض الأصوات التي نستخدمها لإنتاج الكلام لا تنتج عن اهتزازات الحبال الصوتية. على سبيل المثال، قارن بين صوتي «س» و«ز». سيكون شكل الفم وتموضع اللسان والشفتين والحنك متماثلاً، لكّن صوت «س» لا ينتج عن اهتزاز الحبال الصوتية، على النقيض من صوت «ز».

حاول الآن إصدار صوت «سسسس» ثمّ «ززززز» بصوتٍ عالٍ، واشعر بالفرق بتحسّس الاهتزازات في حنجرتك، عن طريق لمسها برفق بأصابعك أثناء إصدار لهذه الأصوات.

كما أننا لا نستخدم حبالنا الصوتية عندما نتكلّم همساً. لا تهتزّ حبالنا الصوتية على الإطلاق عندها، بل نحاول قدر الإمكان التحكّم بانسياب الهواء من رئتينا وتحريك فمنا ولساننا وشفتينا.

تم نشر المقال في موقع ذا كونفيرسيشن

 

المحتوى محمي