في 23 يونيو، 2017، في الساعة 3:10 ظهراً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، أقلع صاروخ فالكون 9 لشركة سبيس إكس إلى الفضاء، حاملاً قمراً اصطناعياً بلغارياً للاتصالات. وأثناء توجه القمر بلغارياسات-1 إلى مداره النهائي، عادت المرحلة الأولى من الصاروخ لتنفيذ عملية هبوط على السفينة المسيرة عن بعد التي تحمل الاسم "بالتأكيد لا زلت أحبك" "Of Course I Still Love You".
نفذت شركة سبيس إكس العديد من عمليات الهبوط على سفن مسيرة عن بعد من قبل، ولكن هذه العملية كانت صعبة على وجه الخصوص. فقد كان على الصاروخ، الذي خضع للصيانة بعد أول إقلاع له في يناير من هذا العام، أن يحمل بلغارياسات-1 إلى مدار مرتفع للغاية. ما يعني أنه كان على المعزز الصاروخي أن يتحمل قدراً إضافياً من الحرارة، أي المزيد من الاهتزاز والخلخلة، أثناء اندفاعه ضمن الغلاف الجوي عائداً إلى الأرض. لم يكن الهبوط مثالياً، ولكن الصاروخ نجا، وهو أمر مثير للإعجاب.
هذه هي المرة الثانية التي تطلق سبيس إكس فيها صاروخاً مستعملاً من قبل، وهو جزء هام من سعيها لإثبات أن صواريخها الصالحة للاستخدام أكثر من مرة قد تخفف من تكاليف السفر الفضائي. وفي حين أن الصاروخ الأول الصالح للاستخدام أكثر من مرة لم ينطلق للمرة الثانية إلا بعد مرور عام كامل، فإن عملية الإطلاق اليوم تبين أنه يمكن لسبيس إكس أن تجري عمليات الصيانة لمعززات المرحلة الأولى من فالكون 9 خلال 6 أشهر أو أقل. وتعتبر الصيانة السريعة هامة لتخفيف تكاليف السفر الفضائي. وفي المحصلة، يأمل إيلون ماسك، المدير التنفيذي لسبيس إكس، أن يطلق المعززات مرة أخرى بعد مرور يوم واحد فقط، ما يعني وجود مجال كبير للتحسينات.