هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً
طُلب من سكان ولاية فيكتوريا في أستراليا على مدار الأسابيع الماضية الالتزام بارتداء غطاء (كمامة) للوجه عند مغادرتهم المنزل. وفي الوقت الذي يبدو علينا أن نعتاد إجراءات الإغلاق بين الحين والآخر، فمن المرجح أن ترافقنا أقنعة الوجه لبعض الوقت. بينما يُشجّع المواطنون في ولاياتٍ أخرى تَفشّى فيها المرض بمستوياتٍ أقل ارتداء الأقنعة الواقعية طوعياً، وقد التزم البعض بارتدائها كإجراءٍ احترازي.
لكن البعض قد اختار ارتداء درعٍ واق للوجه بدلاً من ارتداء كمامة الوجه التقليدية. ربما يوفر درع الوجه قدراً معيناً من الحماية، ولكن فعاليته قد لا ترقى لمستوى الحماية التي توفرها أقنعة الوجه العادية في منع انتشار فيروس كورونا.
ما هو درع الوجه؟
درع الوجه هو غطاء مصنوع من البلاستيك أو أي مادةٍ شفافة أخرى، ومصمم ليناسب وضعه على الوجه مثل القناع، ومزوّد بأشرطةٍ لتثبيته على الجزء العلوي من الرأس. وهو يشبه القناع الذي يرتديه عامل اللحام لوقاية لحماية وجهه من الشرار المتطاير الناتج عن عملية اللحام، كما يستخدمه العاملون في الرعاية الصحية لمنع سوائل الجسم المنبعثة من المرضى من ملامسة وجوههم ونقل العدوى لهم.
في الواقع، من المرجح أن يرتدي بعض الناس درع الوجه لحماية أنفسهم من فيروس كورونا لعدم شعورهم بالراحة أثناء ارتداء أقنعة الوجه، والنظارات العادية التي يتراكم عليها بخار الماء، بذلك تمنع الرؤية بوضوح، ولأن الكمامات والأقنعة قد تسبب تهيج عند منطقة الأذنين.
وفقاً للإرشادات التي أصدرتها ولاية فكتوريا، فإن تعبير «تغطية الوجه» غير واضحٍ تماماً، ولا ينص على وجوب ارتداء غطاء محدد، هل هي الكمامات العادية أم درع الوجه؟ أو وشاحاً وغيره. ومع ذلك، تنصح وزارة الصحة ارتداء الكمامة العادية، وتفضلها على درع الوجه.
ما مدى فعالية درع الوجه؟
نُشرت مؤخراً دراسة مخبرية في دورية «فيسكز أوف فلويد» استخدم فيها العلماء دروع الوجه لتقييم فعاليتها. حيث قاموا بمحاكاة السعال عبر استخدام مجسماتٍ بشرية ومضخةٍ لطرد الرذاذ كما يفعل السعال من خلال فم تلك المجسمات. وجدت الدراسة أنه بالرغم من أن درع الوجه أوقف اندفاع الرذاذ للأمام، إلا أنه بقيت قطيراتٌ متطايرة (أصغر حجماً) تهرب من الجهة السفلية للدرع، وتنتشر في النهاية حتى مسافة 90 سم بعيداً عن المجسم.
في الواقع، تعد هذه التجربة مهمة، ولكنها ليست دليلاً قاطعاً على أن دروع الوجه توفر حماية أقل من الكمامات العادية. وبالنظر إلى قلة الأبحاث التي تتناول فعالية درع الوجه، فمن غير الممكن تقديم أي توصيات قوية بشأن استخدامها من عدمه.
أين يتركنا ذلك؟
في الواقع، ما زلنا لا نعرف الكثير عن هذا الفيروس وكيفية انتشاره. في الوقت الحالي، يعتقد العلماء أن الفيروس ينتشر عموماً من خلال الاتصال الوثيق مع شخص مصابٍ بالفيروس، أو من خلال القطيرات المنبعثة منه عند العطس أو السعال، أو ملامسة الأسطح الملوثة بهذه القطيرات أو بالفيروس بشكلٍ عام. وحتى تحدث العدوى، يجب أن يدخل الفيروس من خلال الفم أو الأنف، وحتى العينين.
الغرض من ارتداء الأقنعة الواقية هي حماية الآخرين من إصابتهم بالعدوى إذا كنت تحمل الفيروس، حيث تمنع هذه الأقنعة انتشار القطرات التي تخرج من فمك وأنفك. نسمي ذلك «التحكّم بالمصدر». ومن المحتمل أن الأقنعة تحميك أيضاً من العدوى -رغم عدم توفر أدلةٍ كافية على ذلك- من توفير حاجز مادي أمام الفيروس يحمي المناطق التي يمكن أن يدخل من خلالها إلى الجسم.
قد يوفر درع الوجه حاجزاً مادياً أكبر على جميع المنافذ التي يدخل منها الفيروس، أي العينين والفم والأنف، وقد تفيد أيضاً من تقليل لمس مرتديها لوجوههم، كما تتميز بأنها تسمح برؤية تعابير وجه الشخص الذي يرتديها (إذا لم يكن يرتدي قناعاً عادياً بالإضافة إليها).
ومع ذلك، وبالنظر إلى أنها لا تُحكم الإغلاق على منطقة الوجه بعكس الكمامة العادية، فقد يستمر دخول وخروج الهباء الجوي حول الجزء الخارجي من درع الوجه. في الواقع، ما نزال حتى الآن نجمع أدلة حول الدور المحتمل الذي يمكن أن يلعبه الهباء الجوي في انتشار الفيروس، حيث تتابع منظمة الصحة العالمية كل جديدٍ في هذا الصدد.
Use caution when relying on gaiters and face shields to help protect yourself and others from #COVID19. Researchers are currently investigating their effectiveness. Learn more: https://t.co/easmKh2UTu pic.twitter.com/2pV6smtpz2
— CDC Emergency (@CDCemergency) September 8, 2020
الاستخدام الصحيح مهم أيضاً
مهما كان نوع غطاء الوجه الذي تختاره، يجب استخدامه بشكلٍ صحيح، ويجب أن يناسب وجهك تماماً. إن وضع الكمامات العادية أسفل الذقن أو تعليقها من الأذن في حالة استخدامها، أو ثقب منطقة الأنف يجعلها أقل فعالية عملياً، وبالطبع، فإن لمس القناع وإعادة ضبطه بشكلٍ متكرر يعني أننا ربما نلوث أيدينا بالفيروس العالق عليها، وزيادة خطر انتقاله لنا.
إذا كنت لا تنوي ارتداء الكمامة العادية لأنها غير مريحة بالنسبة لك بشكلٍ ما، فإن درع الوجه يُعد الخيار الأفضل في هذه الحالة. يمكنك أيضاً ارتداء قناع ودرع للوجه مع بعضهم لتوفير طبقةٍ إضافية من الحماية إذا كنت ترغب في ذلك.
ومثل الكمامات أيضاً، هناك مجموعة متنوعة من دروع الوجه تختلف جودتها وأحجامها. تنصح وزارة الصحة إذا كنت تنوي ارتداء درعٍ واقٍ للوجه أن يغطي الجبين حتى أسفل منطقة الذقن، ويلتف حول جوانب الوجه.
كما يجب عدم مشاركة درع الوجه مع الآخرين، وإذا كانت مُصنفة على أنها يمكن التخلص منها، فلا تستخدمها مجدداً. أما إذا كانت قابلةً لإعادة الاستخدام، ينبغي تنظيفها حسب إرشادات الشركة المصنعة لها.
النتيجة
يبقى خيار ارتداء الكمامات العادية وبشكلٍ صحيح هو الخيار الأفضل. لكن عندما يكون ارتدائها غير ممكن لسببٍ ما، فإن درع الوجه أفضل من لا شيء. عليك الانتباه إلى أن أياً منهما لن يعمل بشكلٍ جيد إذا لم يُستخدم بشكلٍ صحيح، والأهم من ذلك أنهما لا يُغنيان عن اتخاذ مسافة الأمان بينك وبين الآخرين، أو غسل اليدين.