4 أسباب تخبرك أهمية الحصول على لقاح الأنفلونزا هذا العام

5 دقائق
لقاح الأنفلونزا

بالرغم من أن الكثير من الأطفال ما يزالون يتابعون الفصول الدراسية من المنزل حتى الآن، فقد حان الوقت للتفكير في أخذ لقاح الأنفلونزا. عادة ما تبدأ الحالات الجديدة في الظهور عندما تبدأ أعدادٌ كبيرة من الأطفال بالاختلاط مجدداً عند عودتهم إلى المدارس، لكن الانتشار الحتمي لفيروس الأنفلونزا قد يكون مرتبطاً أيضاً بانخفاض درجة الحرارة، وقد يجبر العديد من الناس على البقاء في منازلهم. ونظراً لأن الكثيرين قد اضطروا للبقاء في منازلهم خلال أشهر الصيف بسبب جائحة كورونا، فمن المرجح أن تحصل العديد من التجمعات المنزلية العائلية خصوصاً هذا الشتاء، فكلنا نريد رؤية أفراد عائلتنا وأصدقائنا. وبالرغم من البعض يمتنع عن لقاء أناسٍ خارج أفراد العائلة (كما ينبغي)، إلا أن العديد قد لا يلتزم بذلك، مما قد يؤدي لانتشار الأنفلونزا.

يجب أن تحصل على لقاح الأنفلونزا، وخصوصاً هذا العام. هناك وعيٌ متزايد بين علماء الأوبئة وخبراء الصحة العامة بشكلٍ عام حول احتمال إصابة الناس بفيروسين واسعي الانتشار وتتشابه أعراضهما إلى حدّ كبير.

تقول «إليانور موراي»، عالمة الأوبئة في كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن في هذا الصدد: «أشعر بالقلق الكبير بشأن هذا الأمر. إن اتخاذ الإجراءات الاحتياطية الخاصة بفيروس كورونا يجعلني أشعر بالأمان أكثر، ولكن تفاؤلي يتلاشى في الواقع مع عودة المدارس والجامعات، والعديد من أماكن العمل، خصوصاً مع قدوم فصلي الخريف والشتاء». ولكن ما هي الأشياء التي تجعل موراي وغيرها قلقين للغاية

لم عليك الحصول على لقاح الأنفلونزا هذا العام؟

قد يحصل خلط بين أعراض كوفيد-19 والأنفلونزا

هناك الكثير من الأعراض المشتركة التي يتسبب بها كلا الفيروسين. على سبيل المثال، كلاهما يمكن أن يسبب الحمى والسعال والتعب والتهاب الحلق، وانسداد الأنف وآلام العضلات وضيق التنفس والصداع. لكن خطورة كل مرض مختلفة تماماً. فيروس كورونا أكثر فتكاً من الأنفلونزا (تشير بعض الأدلة إلى أنه أكثر فتكاً بنحو 50 إلى 100 مرة). ومن بواعث القلق الشديد أن هناك عددٌ لا بأس به من الأشخاص لا يمتلكون أي مناعةً ضد مرض كوفيد-19.
تنطوي الإرشادات الحالية للمصاب بفيروس كورونا أو من يعتقد أنه مصاب به بعزل نفسه في البيت، ومن ثم الذهاب إلى المستشفى في حال ظهور أعراضٍ خطيرةٍ للمرض عليهم؛ مثل ضيق التنفس المهدد للحياة. ولكن مع قدوم موسم الأنفلونزا وتزايد أعداد المصابين به، قد يتجاهل الأشخاص المصابون بأعراض كوفيد-19 الأعراض ظناً منهم أنها أعراض أنفلونزا عادية. مما يدفعهم لعدم اتخاذ الاحتياطات المناسبة، بالتالي نشر الفيروس للآخرين. وقد لا يشعرون بالحاجة لزيارة الطبيب أيضاً لنفس السبب، مما قد يعرضهم لخطر أكبر إذا كانوا مصابين بالفعل بفيروس كورونا.

من المتوقع أن تعاني أنظمة الاختبارات أكثر

الطريقة المنطقية للتمييز بين الأنفلونزا ومرض كوفيد-19 هي الخضوع للاختبار. يمكن أن يكون العزل الذاتي إلى جانب الاختبارات المتاحة بسهولة طريقة ممتازة للحد من كلا الفيروسين. ووفقًا لعلماء الأوبئة، يمكن أن يساعدنا الاختبار المناسب إلى حدّ كبير في العودة إلى الحياة الطبيعية نسبياً.

لكن الولايات المتحدة لا تملك هذه القدرة حالياً. فقد تأخرنا بالفعل في اختبارات فيروس كورونا في فبراير/ شباط الماضي، كما أجرينا اختباراتٍ أقل في الأسبوع الذي سبق الأسبوعين الأول والثاني من أغسطس/ آب. في الواقع، لقد حاولت المنظمات والجمعيات غير الربحية والمتخصصين في الرعاية الصحية سد الثغرات التي فشلت فيها الحكومة إلى حدٍ كبير حتى الآن، ولكن وضع نظامٍ يستهدف إجراء الاختبارات لكل من يحتاج إليها يتطلب بعض الوقت. وفي غضون ذلك، يتراجع نظام الاختبار الحالي أكثر. إذ أنه كثير من الأحيان حالياً، يستغرق ظهور إجراء اختبارٍ أياماً أو حتى أسابيع، وهذا إطار زمني سيمثل مشكلة حقيقية إذا كان هؤلاء الأشخاص يحملون الفيروس قبل ظهور الأعراض عليهم.

لذلك عندما تبدأ أعراض مرض كوفيد-19 وأعراض مرض الأنفلونزا بالظهور لدى أعدادٍ أكبر من الأشخاص، ثم يحاولون الحصول على اختبارٍ لمعرفة ما إذا كانوا مصابين بفيروس كورونا، فمن المرجّح أن يخفق نظام الاختبارات الحالي في مساعدتهم. تقول موراي: «إذا سعى الكثير للحصول على اختبارٍ عند ظهور أية عوارض مثل الحمى، ستعاني أنظمة الاختبار بالتأكيد». في الواقع، يُعد الاختبار هو المفتاح الأساسي للسيطرة على الوباء، فهو يمكننا من عزل المرضى عن الآخرين، وحقيقة أننا ما زلنا متأخرين بتطوير نظم الاختبارات غير مبشرةٍ مطلقاً.

يمكن أن تتعرض أنظمة الرعاية الصحية للحمل الزائد

بالإضافة إلى احتمال انهيار أنظمة الاختبار، هناك قلق كبير من أن تدفق المصابين بأعراض الأنفلونزا الحادة إلى المشافي قد يدفع أنظمة الرعاية الصحية إلى الانهيار. بالرغم من أن الموضوع قد أثير مراراً وتكراراً، إلا أن الكثيرين لا يدركون حتى الآن أن الأنفلونزا الموسمية مشكلة خطيرة في الواقع.

تقول موراي: «من الشائع أن نسمع الناس يقولون أن كوفيد-19 مثل الأنفلونزا تماماً، وبالتالي فهو ليس مرضاً خطيراً، لكن الأنفلونزا مرض خطير جداً في الواقع. حيث يصيب الكثير من الناس  سنوياً، وقد يؤدي إلى وفاتهم، ومن المرجح أن لا يكون هذا العام مختلفاً. فإذا أضفنا مرضى كوفيد-19 إلى هذا الواقع، فمن المحتمل إلى حدٍ كبير أن تنهار أنظمة الرعاية الصحية والصحة العامة، والتي تعاني بالأصل من إرهاق شديد حالياً».

قد تكون العدوى المشتركة خطيرة

عادة ما يُصاب المرء بمرضٍ واحد، ولكن من الممكن أن تصاب بفيروسين في نفس الوقت. إن الإصابة بالأنفلونزا وفيروس كورونا في نفس الوقت -حيث كلاهما من فيروسات الجهاز التنفسي- سيكون بمثابة كابوس. وهنا يبرز السؤال: ما مدى احتمال حدوث ذلك بالفعل؟

تعد الإصابة بمرضين نادرة جداً عموماً، وفي بعض الحالات يمكن أن يكون للإصابة بفيروسٍ واحد تأثير وقائي ضد الفيروسات الأخرى (على سبيل المثال، يبدو أن الإصابة بالأنفلونزا تقلل من فرص الإصابة بالفيروس الأنفي) رغم من أن علماء الفيروسات ليسوا متأكدين تماماً من سبب ذلك

تقول موراي: «أعتقد أنه من المنطقي أن نقلق من حدوث العدوى المشتركة لأنها قد تكون أكثر فتكاً من الإصابة بعدوى واحدة، رغم عدم وجود دليلٍ علمي في أيّ من الحالين حتى الآن على حد علمي. لسوء الحظ، علينا التحقق والبحث في هذه الاحتمالات أيضاً».

اقرأ أيضاً: فيروسات البرد تحمي من كورونا.

أخبار جيدة: احتياطات فيروس كورونا تفيد في الوقاية من الأنفلونزا

هناك بصيص أمل صغير يأتي من نصف الكرة الجنوبي. فقد بدا أن حالات الأنفلونزا في أدنى مستوياتها التاريخية هذا العام. ففي أستراليا -التي مرت بموسم شتاء سيءٍ هذا العام- لم تشهد سوى 33 حالة وفاة نتيجة مرض الأنفلونزا، بينما شهدت 925 حالة وفاة بالأنفلونزا عام 2018، وبلغ العدد إلى 9933 عام 2019. الأمر نفسه ينسحب على الأرجنتين وتشيلي وجنوب أفريقيا، حيث شهدت كلّ من هذه البلدان أكثر من 1000 حالة وفاة عام 2019، و700 حالة عام 2018، بينما لم تتجاوز الحالات 55 وفاة عام 2020.

بالرغم من عدم وجود بياناتٍ من المشافي لاحتمال عدم مراجعة المرضى لها، بالتالي عدم احتسابهم، فمن المرجح فعلاً أن انخفاض الإصابات بالأنفلونزا في تلك البلدان بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي التي اُتخذت لمواجهة انتشار فيروس كورونا. تقول موراوي: «نراقب تفشي الأنفلونزا بشكلٍ جيد، لذلك أعتقد أن انخفاض أعداد المصابين بها حقيقي، ويبدو من المنطقي أن نعزو ذلك إلى الإجراءات المُتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا، والتي كانت فعّالة أيضاً ضد الأنفلونزا».

كان من المتوقع في الولايات المتحدة أن تشهد أعداداً قياسية من إصابات الأنفلونزا الحادة هذا العام، ولكن، وفي ظل جائحة فيروس كورونا والإجراءات الوقائية التي اُتخذت لمواجهته، شهدت الولايات المتحدة انخفاضاً كبيراً في أعداد المصابين بالأنفلونزا.

لكن ذلك لا يعني أن هذا الشتاء سيكون سهلاً.

تقول موراي: «من الجدير الإشارة إلى أن الإجراءات التي اتخذتها العديد الدول السابق ذكرها ضد فيروس كورونا هي أكثر صرامة من الاحتياطات التي نتخذها في الولايات المتحدة. لا يمكننا بالضرورة توقع رؤية انخفاض مماثل في أعداد المصابين بالأنفلونزا هنا أيضاً على غرار تلك الدول».

 

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً

المحتوى محمي