تمكّن فريقٌ من العلماء في جامعة بنسلڤينيا الأميركية من تصميم مركّب مضاد للميكروبات استُخرج من البروتينات السامة الموجودة في سمّ الدبابير. ونُشرت الدراسة المتعلقة في دورية «بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس» العلمية يوم أمس.
أجرى الباحثون تعديلاتاً على بروتين صغير «ببتيد» موجود في الدبور الكوري الأصفر. وأظهرت هذه التعديلات قدرة المركّب على قتل الخلايا البكتيرية وإضعاف قدرتها على إلحاق الضرر بخلايا الجسم، وأظهرت تجارب المركّب على الفئران حماية كاملةً ضد الإصابات البكتيرية القاتلة.
بدأت التجربة على بروتين صغير يدعى «ماستوباران-إل» الموجود في سم الدبور الكوري، والذي لا يشكّل خطراً على البشر بالجرعات الصغيرة التي تحقنها لدغات الدبابير، لكنه شديد السمّية، فهو يدمر خلايا الدم الحمراء ويسبب حساسية والتهاب يؤدي إلى خفض ضغط الدم وصعوبة التنفس. لكنه يُعرف كذلك بسمّيته على أنواع البكتيريا.
بحث الفريق في قاعدة بيانات لمئات من الببتيدات المضادة للميكروبات المعروفة، ووجدوا عنصراً صغيراً يسمى خماسي الببتيد، يظهر نشاطاً قوياً ضد البكتيريا. واستخدم الباحثون هذا العنصر لاستبدال قسمٍ في أحد طرفي بروتين «ماستوباران-إل» المدروس، والذي يُعتقد أنه مصدر السميّة الرئيسي.
جرب الباحثون كذلك حقن الفئران بنوع آخر من سلالة الببتيدات ذاتها، «ماستوروبان-إم أو»، بعد ساعاتٍ من حقنه ببكتيريا مميتة، وأظهرت النتائج أن 80% من الفئران المحقونة بالببتيد تمكنت من النجاة. لكن بالمقارنة، أظهر ببتيد «ماستوروبان-إم أو» قدرةً أعلى على شفاء الفئران المصابة، كما لم يظهر أعراضاً سميّة جانبية، على عكس «ماستوروبان-إل».
وبإجراء عدة متغيرات على ببتيد «ماستوروبان-إم أو»، وجد الباحثون أنه عزز فاعلية مضادات الميكروبات بشكل كبير ومن دون سمّية للخلايا البشرية. ما جعلهم يأملون في تطوير واحد أو أكثر من هذه المركّبات إلى مضادات حيوية جديدة. ومن المتوقع اتباع نهج مماثل في المستقبل لتحويل السموم الأخرى إلى مضادات حيوية مرشحة واعدة.