بعد عشرين عاماً من إطلاق مخطط تسلسل الجينوم البشري، رسم فريق دولي من الباحثين أول مسودة لتسلسل البروتين البشري؛ نُشر عملهم في دورية «نيتشر» العلمية وأعلنت عنه منظمة البروتين البشري «HUPO» أمس الإثنين.
يقول الباحثون أن هذا العمل يمثل معلماً مهماً في فهمنا الشامل للحياة البشرية، وبينما يوفر الجينوم البشري مخططاً كاملًا للجينات البشرية، يحدد البروتين البشري اللبنات الأساسية للحياة المشفّرة ضمن هذا المخطط، وهي البروتينات التي تتفاعل لتشكيل كل شيء من البنية الخلوية في أجسامنا إلى الأمراض التي تهدد الحياة.
مع تحديد 90% من البروتينات في جسم الإنسان حتى الآن، أصبح لدى العلماء فهم أعمق لكيفية تفاعل البروتينات الفردية للتأثير على صحة الإنسان، وتقديم رؤى حول الوقاية من الأمراض.
قد يكون لهذا العمل آثار على العلماء الذين يدرسون العلاجات المحتملة لفيروس كورونا، فهناك نوعان من البروتينات المتضمنة، هما بروتينات فيروس كورونا وبروتين الخلايا المصابة، وكلاهما من المحتمل أن يتفاعل مع الآخر و يعدل ويغير وظيفته. يمكن لفهم هذه العلاقة أن يلقي الضوء على سبب كون بعض الأفراد يتأثرون بالفيروس أكثر من غيرهم.
نظراً لأن العديد من الأمراض البشرية تنجم عن تغيرات في تكوين البروتينات أو وظائفها، فإن رسم خرائط البروتين يقوي الأساس لتشخيص المرض والتنبؤ بالنتائج والعلاج والطب الدقيق.
99.9% من الحمض النووي البشري مشترك مع جميع الأفراد، ومع ذلك فإن النقص في أجزاء البروتين الناجم عن الطفرات الجينية يمكن أن يؤدي إلى أمراض وراثية أو استجابات مناعية وخلوية معيبة. إن معرفة البروتينات الأساسية للحماية من المرض وأوجه القصور في التعبير أو النشاط التي تعتبر من السمات المميزة للمرض، يمكن أن تفيد في تطوير علاجات جديدة.