طور فريق من الباحثين من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في أميركا طريقة لإيقاف جينات محددة في خلايا نخاع العظم باستخدام جسيمات نانوية، بهدف علاج أمراض القلب، وزيادة إنتاج الخلايا الجذعية عند المرضى الذين يحتاجون إلى زراعة هذه الخلايا؛ ونشرت الدراسة في دورية «نيتشر» العلمية.
اعتمد الباحثون العلاج الجيني، المعروف باسم تداخل الحمض النووي الريبوزي، الذي يتم فيه توصيل سلاسل قصيرة من الحمض النووي الريبوزي «RNA» التي تمنع تشغيل جينات معينة في الخلية. يصعب عادة تطبيق هذا النوع على أعضاء أخرى غير الكبد، لكن تمكن الباحثون في هذه الدراسة من تعديل جزيئات البوليمر النانوية و إيصالها إلى الخلايا الموجودة في نخاع العظم وبالتالي توصيل الحمض النووي الريبوزي إلى أعضاء أخرى.
استهدف الباحثون نوعين من الجينات في خلايا نخاع العظم وأظهروا أن الحمض النووي الريبوزي الذي تحمله الجسيمات النانوية يمكن أن يقلل من التعبير عن الجين المستهدف بنسبة تصل إلى 80%.
كان أول الجينات المستهدفة «MCP1» والذي يلعب دوراً رئيسياً في أمراض القلب، وعندما تطلقه خلايا نخاع العظم بعد نوبة قلبية، يحفز تدفقاً من الخلايا المناعية لمغادرة النخاع العظمي والانتقال إلى القلب، مما يزيد الالتهاب ويمكن أن تؤدي إلى تلف القلب. وجد الباحثون في الدراسة أن توصيل الحمض النووي الريبوزي الذي يستهدف هذا الجين يقلل من عدد الخلايا المناعية التي تنتقل إلى القلب بعد نوبة قلبية. كما أظهرت الفئران التي تلقت هذا العلاج تحسناً في شفاء أنسجة القلب بعد الإصابة بنوبة قلبية.
استهدف الباحثون أيضاً جين «SDF1» الذي يمنع عادةً الخلايا الجذعية المكونة للدم من مغادرة نخاع العظم. يمكن أن يؤدي إيقاف تشغيل هذا الجين إلى تحقيق نفس تأثير الأدوية التي يستخدمها الأطباء غالباً لتحفيز إطلاق الخلايا الجذعية المكونة للدم لدى المرضى الذين يحتاجون إلى الخضوع للعلاج الإشعاعي لسرطان الدم. أظهر الباحثون أن هذه الطريقة تزيد إطلاق الخلايا الجذعية المكونة للدم خمسة أضعاف مقارنة بالمستويات التي تحققها الأدوية المستخدمة حالياً لتعزيز إطلاق الخلايا الجذعية.
يأمل الباحثون أن تؤدي هذه التقنية إلى علاجات جديدة لأمراض نخاع العظام مثل الورم النقوي المتعدد وغيره.