بمرور الوقت: إلى أي مدى وصلنا في التعايش مع كورونا؟

3 دقائق
التعايش مع كورونا

هذه السنة، خلال الفترة التي نحاول فيها التعايش مع كورونا؛ كان يوم الهالووين مرعباً أكثر بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بمرض كوفيد-19 عبر الولايات المتحدة والعالم. ومع اقتراب موسم الأعياد ونهاية العام، فإن أرقام الإصابات الوفيات متوقع أن ترتفع. يجبر ارتفاع معدل الإصابة الكثير من البلدان الأوروبية أيضاً على العودة إلى الحجر. كما أن الولايات المتحدة كانت تشهد انتخابات رئاسية مهمة جداً.

انتشار كوفيد-19 في المنازل شائع وسريع

وجدت دراسة جديدة نُشرت في دورية «مورتاليتي آند موربيديتي ويكلي» التابعة لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن انتقال فيروس كورونا بين أفراد العائلة الواحدة؛ يحدث بتواتر أكبر وبسرعة أكبر مما كان يُعتقد سابقاً.

ضمن هذه الدراسة، دُرِّب 101 مشاركاً -بالإضافة إلى 191 شخصاً من الذين يعيشون في نفس منازل هؤلاء المشاركين- على أخذ مسحات أنفية واختبارات لعابية بأنفسهم يومياً. كما ملأ هؤلاء سجلات يومية حول ظهور أية أعراض. بينت النتائج أن 53% من الأشخاص الذين يعيشون مع أفراد مصابين بالعدوى أصيبوا بالفيروس، وأن 75% منهم قد أصيبوا خلال أقل من 5 أيام (مع العلم أنه لم يعزل كل المشاركين أنفسهم في منازلهم). قدرت أبحاث سابقة أن العدوى بين أفراد العائلة الواحدة وقعت بنسبة 20 - 40% من الحالات.

توفر هذه النتائج المزيد من الأدلة على صحة الفكرة القائلة بأنه إذا شعرت بأنك قد تكون مصاباً بمرض كوفيد-19، فيجب عليك أن تعزل نفسك في منزلك قبل صدور نتائج الاختبار لكي تحمي الأشخاص الذين يعيشون معك. وإذا تخالطت مع أفراد عائلتك أو شركاء سكنك، فيجب عليهم أيضاً أن يعزلوا أنفسهم لتجنب نشر الفيروس أكثر.

اقرأ أيضاً: كيف تتصرف إذا أصبت أو «تعتقد» أنك مصاب بفيروس كورونا؟

معدل الوفاة بفيروس كورونا انخفض منذ مارس/آذار الماضي

لمرة واحدة، هناك أخبار سارة: معدلات الوفيات بسبب مرض كوفيد-19 انخفضت بشكل كبير منذ بداية الجائحة. وجدت دراسة نشرت هذا الأسبوع في دورية ذا جورنال أوف هوسبيتال ميديسن أن التطورات الطبية في علاج الفيروس تستحق بعض التقدير بسبب هذا الانخفاض.

في شهري مارس/ آذار وإبريل/نيسان، وعندما كان فيروس كورونا يجتاح المناطق في الولايات المتحدة والعالم، وعندما كانت المشافي غير مجهزة لارتفاع عدد الإصابات، كانت نسب الوفيات بين الأشخاص في العناية المشددة تصل إلى 25% في الولايات المتحدة. ولكن هذا الرقم انخفض بسرعة لحوالي 7% مع تكيّف المشافي مع الجائحة.

وجدت الدراسة الأخيرة أن التغيرات التي طرأت على الخصائص السكانية للأشخاص الخاضعين للعناية المشددة بسبب مرض كوفيد-19؛ تفسر بشكلٍ جزئي انخفاض معدل الوفيات، ولكن رقم الـ 7% الأخير نتج بالأخذ بعين الاعتبار هذه التغيرات. عن طريق تحليل نتائج العدوى لأكثر من 5000 شخص، وجد الباحثون أنه على الرغم من أن العمر والوضع الصحي قبل الإصابة لعبا دوراً في تخفيض نسب الوفيات، إلا أن التطورات الطبية في علاج الفيروس أسهمت بشكل كبير أيضاً.

وجدت دراسة أخرى نشرت في شهر أغسطس/ آب في دورية «الجمعية الطبية الأميركية»؛ انخفاضاً في معدل الوفيات أيضاً بين المرضى في مشافي منطقة هيوستن. إذ انخفض هذا المعدل من 12.1% إلى 5.1%.

مع ذلك، هذا لا يعني أن الفيروس ليس خطيراً. يقول الباحثون أنه على الرغم من انخفاض معدل الوفيات، إلا أن فيروس كورونا فتّاك أكثر بـ 10 مرات من فيروس الأنفلونزا. كما أنه يترافق مع مضاعفات طويلة الأمد لا تزال غير معروفة تماماً بسبب حداثة الفيروس.
عدد الإصابات بدأ في الارتفاع خلال اليوم الواحد
يوم الجمعة الماضي، شهدت الولايات المتحدة 100 ألف إصابة بكوفيد-19 خلال يوم واحد، كاسرة بذلك الرقم القياسي السابق لعدد الإصابات اليومي. خلال الأسبوعين الماضيين، كسرت الولايات المتحدة الرقم القياسي لهذا العدد 5 مرات.

هذا العدد جعل رقم الإصابات الكلي منذ بداية الجائحة يصل إلى 9 ملايين، مما يمثل 3% من سكان الولايات المتحدة. يوم الخميس الماضي، توفي أكثر من 1000 شخص بسبب الفيروس. وهذه كانت المرة الثالثة في شهر أكتوبر/ تشرين الأول التي تصل فيها الوفيات لهذا الرقم في يوم واحد.

الشهر الماضي، معدل العدوى كان أعلى من نظيره في شهر سبتمبر/ أيلول بـ 57%. وهذا الرقم لا يتوقف عن الارتفاع. لا زال الخبراء ينصحون بارتداء الأقنعة والكمامات، وغسل اليدين بشكلٍ متكرر، والعزل الذاتي بأسرع وقت بعد التخالط مع شخص مصاب لإبطاء انتشار الفيروس. فقط نحن قادرين على إيقاف الفيروس، ولكن يتطلب الأمر تعاون الجميع.

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً

المحتوى محمي