اكتشاف 450 قبراً يضم رفات المسلمين الأوائل في إسبانيا 

2 دقائق
الصورة: شركة باليوميس الإسبانية

أعلنت شركة باليوميس الإسبانية للآثار عن اكتشافها لمقبرة إسلامية تبلغ مساحتها 5 فدان، تضم أكثر من 4500 رُفات بشرية في حوالي 450 قبراً، في شمال شرق إسبانيا.

تعود المقبرة المُكتَشفة بين القرن الثامن والحادي عشر الميلادي؛ وتقع في بلدة تاوستي، بالقرب من سرقسطة في مدينة أراجون الإسبانية. ومن المعروف أن عبور المسلمين الأول إلى إسبانيا كان في مطلع القرن الثامن الميلادي عبر مضيق جبل طارق، مما يدل أن هذه المقابر ربما حملت رفات المسلمين الأوائل الذي عبروا إلى إسبانيا.

كان وجود المدافن في المنطقة معروفاً منذ سنوات، لكن حجم هذا الاكتشاف فاق التوقعات. فقد قالت ميريام بينا باردوس، مديرة المرصد الأنثروبولوجي في مقبرة تاوستي الإسلامية التابعة لجمعية الباتياز الثقافية:«إن أول حفر للموقع في عام 2010 كشف عن مقبرة مساحتها 5 فدان، موزعة على مستويين على الأقل، و إنه تم اكتشاف حوالي 44 هيكلاً عظمياً خلال عمليات التنقيب الأصغر في السنوات التي أعقبت الحفر الأولي، وفي هذا العام، تم العثور على أكثر من 400 رُفات بعد أن أمرت السلطات المحلية بحفر واسع في المنطقة.»

إن وجود هذه المقبرة يدل على أهمية مدينة تاوستي في القرن الثامن الميلادي، كما يوضح درجة التطور التي وصلت إليها الثقافة الإسلامية الموجودة في شمال شبه الجزيرة الإيبيرية في أقل من مائة عام. بالإضافة إلى ذلك، يُثبت هذا الاكتشاف الوجود الإسلامي في مدينة تاوستي الإسبانية بعد أن اعتبره باحثون من جامعة إقليم الباسك «عرضياً و حتى غير موجود». لكن الرابطة الثقافية في المنطقة كانت تشك منذ فترة طويلة في أن المنطقة كانت موطناً لمجموعة إسلامية كبيرة.

تثبت دراسات الحمض النووي وتأريخ الكربون وجود المقبرة بين القرنين الثامن والحادي عشر، مما يجعلها واحدة من أقدم وأشمل المقابر المحفوظة في شمال شبه الجزيرة الإيبيرية. وشملت أعمال التنقيب الأثرية ترسيم حدود المقابر و بقايا الهياكل العظمية، التي تم توثيقها لاحقاً واستخراجها للتنظيف والدراسة الأنثروبولوجية والجينية.

تُظهِر المدافن الخصائص النموذجية لمقابر المسلمين، فقد دُفنت جميع الهياكل العظمية وفقاً للعادات الإسلامية، حيث وُضعت على يمينها ومواجهةً الجنوب الشرقي باتجاه مدينة مكة المكرمة. وقالت عالمة الآثار إيفا جيمينيز المشاركة في أعمال التنقيب: «يمكننا أن نرى أن الثقافة الإسلامية والوجود الإسلامي في هذه المنطقة أكثر أهمية مما كنا نعتقد، وأنه كان هناك عدد كبير من المسلمين هنا في تاوستي منذ بداية وجود المسلمين في إسبانيا، وأن مقبرة المسلمين الأربعمائة تظهر أن الناس يعيشون هنا منذ قرون.»

تؤكد شركة باليوميس، أن الدراسات الأنثروبولوجية والجينية التي سيتم تطويرها على المواد المحفورة ستسمح بزيادة المعرفة بالحضارة الإسلامية، وتوفير بيانات عن تكوين سكانها، والأمراض التي يمكن أن تصيبهم، وعلاقات القرابة بين المدفونين.

المحتوى محمي