الأقمار الصناعية تكشف عن العبودية في أسطول الصيد العالمي 

2 دقائق
الصورة: بيكساباي

كشفت دراسة جديدة أنّ السفن المعروفة بطاقمها الخاضع للسخرة تتصرف بطرق مختلفة منهجية عن بقية أسطول الصيد العالمي. شيّد الباحثون الدوليون نموذجاً هو الأول من نوعه لتحديد السفن المعرَّضة لخطر الانخراط في هذه الانتهاكات والتنبؤ بها، ونُشرت الدراسة في دورية «بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس» أمس؛ الاثنين.

وجدَت الدراسة أنّ ما يصل إلى 26% من حوالي 16 ألف سفينة صيد صناعية تم تحليلها كانت معرَّضة لخطر كبير لاستخدام العمل القسري؛ وهو نوع من العبودية الحديثة، ويُقدّر أن ما يصل إلى 100 ألف فرد يعملون على هذه السفن عالية الخطورة، والعديد منهم ضحايا محتملون للعمل القسري. تُظهر الدراسة أيضاً أماكن صيد هذه السفن عالية الخطورة والموانئ التي زاروها.

قال الباحثون أنّ وسائل الإعلام الدولية  سلّطت الضوء على العمل الجبري في أسطول الصيد العالمي منذ عدة سنوات، لكنّ نطاقه كان غير معروف إلى حد كبير، وأكّد الباحثون أنه من خلال الجمع بين بيانات الأقمار الصناعية والتعلُّم الآلي والخبرة الميدانية من ممارسي حقوق الإنسان، استطاعوا تحديد السفن المعرضة بدرجة كبيرة للانخراط في انتهاكات حقوق الإنسان، وأضاف الباحثون أنه يمكن استخدام النتائج التي توصّلوا إليها لإطلاق سياسات جديدة وإجراءات لم تكن لتُفعل في السابق.

جمع فريق البحث 27 سلوكاً مختلفاً للسفن التي قد تشير إلى العمل القسري على متن السفينة ويمكن ملاحظتها باستخدام بيانات مراقبة السفن الفضائية الخاصة بـ«جلوبال فيشنج وتش».

تم تطبيق تقنيات التعلم الآلي على قاعدة بيانات تضم ما يقارب  16 ألف سفينة لبناء نموذج تنبُّئيّ يمكنه التمييز بين السفن عالية المخاطر ومنخفضة المخاطر. تتضمن قاعدة البيانات 22 سفينة لديها انتهاكات عمالية على متنها وسبق أن تم التعرف عليها علناً من قبل وكالات الأنباء والمنظمات غير الحكومية.

قيّمت الدراسة السفن المُبلغ عنها مقابل مؤشرات المخاطر التي حددتها منظمة العمل الدولية، وقررَت أنها كانت على الأرجح قد انخرطت في العمل القسري، وبالنظر إلى السلوك السنوي عبر 16 ألف سفينة بين  2012 إلى 2018، توقَّع النموذج بشكل صحيح العمل القسري في أكثر من 90% من الأنشطة عالية الخطورة المُبلغ عنها، واكتشف ما يصل إلى 4200 سفينة جديدة عالية الخطورة.

وجدت الدراسة أنّ أهم المؤشرات للتمييز بين السفن عالية الخطورة تشمل السفر بعيداً عن الموانئ، وزيادة قوة المحرك، وزيادة ساعات الصيد يومياً، والمزيد من الوقت الذي يقضيه الصيد في أعالي البحار، وعدد رحلات صيد أقل في عام معين مقارنة بالقوارب الأخرى.

زارت السفن عالية الخطورة الموانئ في الغالب في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، على الرغم من الاستثناءات التي تشمل كندا ونيوزيلندا والولايات المتحدة والعديد من البلدان الأوروبية. زارت هذه السفن عالية الخطورة موانئ في 79 دولة في عام 2018، بما في ذلك 39 دولة أطراف في اتفاقية الفاو لتدابير دولة الميناء؛ وهي معاهدة تهدف إلى معالجة الصيد غير المشروع وغير المبلغ عنه وغير المنظم من خلال تعزيز سيطرة دولة الميناء. هذه الموانئ هي مصادر محتملة للعمل القسري، وكذلك نقاط تحويل للمأكولات البحرية التي يتم صيدها باستخدام العمل القسري.

يتزايد الاعتراف بالسخرة وتقييد الحركة وعبودية الديون وظروف العمل السيئة كجزء من أزمة حقوق الإنسان في قطاع مصايد الأسماك. تُقدّر منظمة العمل الدولية أنّ 16 مليون شخص كانوا ضحايا العمل القسري في عام 2016؛ منهم 11% في الزراعة والغابات ومصايد الأسماك.

المحتوى محمي