وجدت دراسة جديدة أجرتها عدة جهات كندية، أن غسيل الملابس يغمر مياه البحر في القطب الشمالي بالتلوث البلاستيكي وخاصة ألياف البوليستر التي تُصنع منها الملابس، ونشرت نتائج الدراسة في دورية «نيتشر» العلمية أمس الثلاثاء.
وجدت الدراسة أن قاطني المنازل في أوروبا وأمريكا الشمالية يغمرون المحيطات بالتلوث البلاستيكي بمجرد غسل ملابسهم، وذكرت الدراسة أن ألياف البوليستر هي أصل غالبية المواد البلاستيكية الدقيقة المنتشرة في مياه البحر في القطب الشمالي، وأن هذه الألياف وصلت إلى المحيط عن طريق مياه الصرف الصحي، بطريقة غير واضحة تماماً، لكن يعتقد الباحثون أن تيارات المحيطات لعبت دوراً رئيسياً في نقلها شمالاً.
جمع الباحثون عينات من مياه البحر من القطب الشمالي، بالقرب من السطح على طول مقطع 19 ألف كيلومتر من «ترومسو» في النرويج إلى القطب الشمالي، وعبر القطب الشمالي الكندي وبحر «بوفورت»، وجمعوا أيضاً بعض العينات حتى عمق حوالي ألف متر.
استخدم الباحثون التحليل المجهري والأشعة تحت الحمراء لتحديد وقياس اللدائن الدقيقة «وهي قطع بلاستيكية أصغر من خمسة ملليمترات» في العينات. وُجِد البلاستيك الدقيق في جميع العينات باستثناء عينة واحدة، مما يؤكد التوزيع الواسع لهذا الملوث في هذه المنطقة النائية، وشكلت الألياف الاصطناعية حوالي 92% من التلوث البلاستيكي الدقيق، وتشكل ألياف البوليستر 73% من هذه النسبة.
وعند النظر في الغسالات المنزلية، قدّر الباحثون أن قطعة واحدة من الملابس يمكن أن تطلق ملايين الألياف أثناء الغسيل المنزلي العادي، وأن محطات معالجة مياه الصرف الصحي لا تلتقط الألياف البلاستيكية غالباً.
في النهاية، يوصي الباحثون قطاع المنسوجات بتصميم ملابس أكثر استدامة، وعلى الحكومات تركيب تقنيات لإزالة الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في محطات معالجة مياه الصرف الصحي، و يمكن للأُسر أيضاً أن تختار المنتجات المصنوعة من الأقمشة الصديقة للبيئة ووضع مصائد الوبر على الغسالات.