أعلنت وكالة الفضاء الأميركية ناسا، عن نجاح مروحيتها «إنجينيوتي» في التحليق على كوكب المريخ لأول مرة في التاريخ اليوم؛ الاثنين.
التقطت المروحية أثناء تحليقها صورةً لظلها بالأبيض والأسود، وأرسلتها للأرض بعد ساعات قليلة من الاختبار، وحلقت في الهواء على ارتفاع حوالي 3 أمتار، قبل أن تهبط مرةً أخرى على سطح المريخ. استغرقت الرحلة 40 ثانية فقط، لكنها تُعد نجاحاً يضاهي نجاح تجربة الطيران الأولى للأخوين رايت، وهي الرحلة الأولى من 5 رحلات من المقرر أن تقوم بها المروحية خلال 30 يوماً مريخياً.
من المثير للاهتمام أن المروحية حلقت في منتصف نهار المريخ، لكن في تلك اللحظة؛ لم يعرف أحد على الأرض؛ بما في ذلك علماء ناسا، ما كان يحدث بالفعل، فلم تكن المروحية على اتصال بالأرض أثناء الاختبار، وكان على إنجينيوتي تأدية المهمة بمفردها، ولم تُرسَل بيانات نجاح عملية التحليق إلى ناسا إلا بعد 3 ساعات.
قالت «ميمي أونج»؛ مديرة مشروع إنجينيوتي في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا: «يمكننا الآن أن نقول إن البشر تمكنوا من جعل مروحية تحلق في كوكب آخر.»
إن نجاح محاولة التحليق يمكن أن يمهد الطريق لأنماط جديدة من الاستكشاف على المريخ ووجهات أخرى في النظام الشمسي؛ مثل كوكب الزهرة و «تيتان» قمر زحل، وستساعد المروحية في دراسة الكوكب الأحمر من السماء، كما سيتمكن الباحثون بمساعدة هذه المروحية من تحديد المواقع المهمة للدراسة عن كثب، والطرق الآمنة للوصول إليها، أو يمكن مستقبلاً إرسال عدة مروحيات للمريخ على متن مركبات أخرى، قد تساعد في فحص طبقات الصخور البعيدة جداً؛ والتي لا يمكن للمركبات المريخية رؤيتها أو الوصول إليها حالياً.
صُنعت مروحية إنجينيوتي في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، وهي مدعومة من قبل مديرية المهام العلمية التابعة لوكالة ناسا، ومديرية مهام أبحاث الطيران، ومديرية مهام تكنولوجيا الفضاء. قدم مركز أبحاث «أميس» ومركز أبحاث «لانجلي»؛ التابعان لوكالة ناسا، تحليلًا مهماً لأداء الطيران أثناء تطوير المروحية.
ويُذكَر أن المروحية نُقلت إلى كوكب المريخ على متن مركبة بيرسيفيرانس التابعة لناسا أيضاً؛ والتي هبطت بأمان على الكوكب في 18 فبراير/ شباط الماضي، هذا وقد أُنزلت المروحية من المركبة على أرض المريخ بسلام في 2 أبريل/ نيسان الحالي.