تعرف على هذا النوع الجديد من الأسماك المراوغة والغريبة

2 دقائق
سمكة شمس المحيط ذات النتوءات الجسمية الكثيرة.

أحياناً تمنحك الطبيعة هداياها، مثل سمكة غير مكتملة منحوتة من الطين، اسمها الشائع هو سمكة شمس المحيط، أما الألمان فيطلقون عليها اسماً أكثر دقة، وهو "الرأس العائم".
انظر إلى فخامتها:

وهذه صورة ثابتة تجعلك تدرك مدى غرابتها:

سمك شمس المحيط التشيلي المخادع.
حقوق الصورة: سيزار فيلارول، إكسبلوراسب


الفم: مفتوح، والزعانف: ملتصقة عشوائياً بأطرافها. والأسنان: مندمجة بفم يشبه المنقار. والمؤخرة: بدون زعنفة. تأمل هذه الغرابة، ثم خذ لحظة لتدرك أن هذه الأسماك الغريبة يمكن أن تكبر حتى يصل طولها إلى ثلاثة أمتار وارتفاعها إلى أربعة أمتار وربع، وذلك لأن زعانفها تتوضع عمودياً لسبب تطوري غير معروف. كما أن وزنها قد يصل إلى أكثر من 2200 كيلو جرام.

والآن وبدلاً من ثلاثة أنواع معروفة سابقاً من هذه السمكة، أصبح العالم ينعم بأربعة أنواع منها.

ويبدو سمك شمس المحيط كائناً مثيراً للسخرية ، ولكنه أيضاً صعب المنال والدراسة، فقد كلّف عالمة الأحياء التي تعرّفت عليه أربعة أعوام لتفحص عيناته وتتأكد من أنها قد اكتشفت نوعاً جديداً بالفعل. وظلت العينات الجينية تشير إلى وجود أربعة أنواع منه، بينما لم يتم التعرف إلا على ثلاثة أنواع فقط. وللتأكد من وجود نوع رابع، كان يتوجب عليها وعلى زملائها اكتشاف هذه الحلقة المفقودة.

ويشبه هذا النوع الجديد المسمى مولا تيكتا (أو سمك شمس المحيط المخادع) إلى حد كبير أقاربه، في كونه يبدو وكأنه نصف سمكة. كما أنه يتميز بعين بارزة مميزة تحدق ببلاهة في هذا العالم. ويختلف عن أقاربه بأن جسمه يحتوي على نتوءات أقل.

وتمنحه قلة النتوءات على مؤخرته المقطوعة هيئة بسيطة، تجعله يبدو لطيفاً. ولكن الأسماك الصغيرة من هذا النوع لا تبدو صغيرة الحجم مقارنة بأبويها. فهي تبدأ بحجم أقل من2.5 سم لتنمو بسرعة ويصبح حجمها ما بين سمكة الينفوخية وفقاعة قنديل البحر.

وتعتبر سمكة الينفوخية من أقارب سمكة شمس المحيط، ولذلك فلا غرابة من وجود تشابه بينهما منذ مراحل حياتهما المبكرة. كما أنهما يسبحان بطريقة متشابهة. وعندما تكبر سمكة شمس المحيط فإنها تستخدم زعانفها الضخمة لتجديف الماء بلطف. ويساعد الثفن -وهو شبه ذيل تطور في مكان وجود الزعنفة الذيلية عند معظم الأسماك- في التوجيه إلى حد ما. على أي حال، فإن سمكة شمس المحيط ليست سباحة ماهرة تماماً.

وتتسبب هذه الزعانف الضخمة في الخلط بينها وبين أسماك القرش. ولكن أسماك شمس المحيط لطيفة، وهلامية ضخمة، تحب أن تأخذ حماماً شمسياً مثل البشر. وهي لا تقضي وقتاً طويلاً على سطح البحر، حيث تستطيع الغوص بعمق 600 متر. وعندما تعود إلى السطح، تستريح بأجسامها المسطحة الواسعة التي تنشرها لتتلقى أشعة الشمس. وهي تفعل ذلك لتدفئ أجسامها، وتسمح لطيور البحر بالتقاط الطفيليات من جلدها.

هكذا ظهر سمك شمس المحيط في مقطع للفيديو عام 2015 لرجل من بوسطن، وهو يواجه "وحش البحر". إنه عرض مذهل من الروعة والخوف والفضول واللكنة المحلية:

وللأسف، وبما أن أسماك شمس المحيط مخلوقات منعزلة إلى حد ما، فيرجح أن ترى بنفسك أحدها وقد مزقته الفقمات على طول ساحل كاليفورنيا. وليس واضحاً ما إذا كانت الفقمات وأسود البحر تحاول أن تأكل هذه الأسماك وتفشل في ذلك، أو أنها تقتلها كنوع من الرياضة. ولكن يبدو أنها تستمتع بتمزيق زعانف أسماك شمس المحيط، ثم تترك أجسامها. ويستطيع سمك شمس المحيط أن يبقى حياً بعد أن يسقط بدون زعانفه إلى قاع المحيط، ولكنه لن يكون قادراً على السباحة. وهكذا، ينتهي به الأمر عاجزاً تأكله الكائنات البحرية، لتنتهي حياته السلمية.

المحتوى محمي