نباتات طفيلية تعيش في الظلام وتتغذّى على العفن والفطر

2 دقائق
مقارنة بين الزهور الذكرية سيافيلا سوجيموتوي وأقرب الزهور إليها سيافيلا نانا. في الصورة اليسرى: زهرة سيافيلا سوجيموتوي (6 عقد كروية).

قد تعتقد بأن كافة النباتات تقوم بعملية التركيب الضوئي – أي تستخدم طاقة الشمس لتحويل ثاني أكسيد الكربون والماء إلى سكر لذيذ ومغذِّ – وأنت محق بشكل عام. فحتى النباتات آكلة اللحوم مثل خناق الذباب تقوم بهذه العملية إلى حدّ ما (على الرغم من أن أوساطها الفقيرة بالغذاء وعدم كفاءة العملية تجعلها في كثير من الأحيان تستكمل غذاءها ببعض الفرائس). ولكن لا تستطيع كافة النباتات أن تتغذّى من الشمس. حيث تخلّى بعضها عن هذه الإمكانية منذ فترة طويلة، وقام بتطوير وسائل أخرى للحصول على المواد الغذائية.

ولكن إلى أين اتجهت هذه النباتات؟ بالطبع إلى الفطريات. فكما تطوّرت بعض الفطريات لتتغذى على النباتات، فإن بعض النباتات تستمدّ غذاءها من مملكة الفطريات. حيث أنها لا تستطيع تفكيك المواد الموجودة في الأرض لصنع غذائها، ولكن تستطيع إعداد وجبة من الفطريات، إذ تتغذى على العفن والفطريات والتي عادةً ما تكون متطفّلة بحدّ ذاتها. وفي معرض ردّ النباتات، فإن الفطريات التي تفضلها هذه النباتات غير النمطية عادةً كمصدر للغذاء تميل لأن تكون متطفّلة على النباتات التقليدية التي تقوم بعملية التركيب الضوئي.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن العلماء عن اكتشاف نوع جديد من هذه النباتات "المتطفّلة على الفطريات" (أي غير الفطرية ولكنها تأكل الفطريات من أجل البقاء على قيد الحياة). ويطلق عليها اسم سيافيلا سوجيموتوي – على اسم السيد تاكاومي سوجيموتو الذي قام بجمع العينات المستخدمة في الدراسة - وتم اكتشافها في جزيرة أيشيجاكي في اليابان. ويعمل الباحثون الذين وصفوها في مجلة فيتوتاكسا بالتحديد على تصنيف أنواع النباتات الغامضة والمتطفّلة على الفطريات في اليابان، إذ تميل هذه الأنواع لأن تكون ضعيفة - الأمر ليس أشبه بنموّ مجموعة من الأوراق الخضراء في حين أن النبات لا يمكنه القيام بعملية التركيب الضوئي - ونادراً ما تخرج فوق سطح الأرض. وبذلك تشبه هذه النباتات إلى حدّ كبير ضحيتها الفطرية المتعفنة. وحتى لو أنتجت الفطريات بعض الأجسام المثمرة (المعروفة باسم المشروم) فوق السطح، فإن الجزء الأكبر منها يتكون من ألياف تشبه الشبكة وتسمى الغزل الفطري والذي يختلط مع الأوساخ.

نباتات سيافيلا سوجيموتوي
حقوق الصورة: سوجيموتو تاكاومي

ومع وجود كمية كبيرة من الغذاء تحت سطح الأرض، فإن بعض الأنواع مثل سيافيلا سوجيموتوي لا تتوجه نحو الشمس سوى خلال فترات التفتّح القصيرة، عندما تميل إلى إنتاج أزهار صغيرة جداً. ووفقاً للباحثين، يصل الحدّ الأقصى لارتفاع زهرة سيافيلا سوجيموتوي إلى ما دون 10 سنتيمترات، بينما يبلغ عرض زهورها البنفسجية حوالي 2 ملليمتر. وبعبارة أخرى، ليس من المستغرب أن يتأخر اكتشاف هذه الأنواع من النباتات.

للأسف، فإن هذه الأمثلة المدهشة على روعة التطور هي عرضة خطر، إذ يوصي الباحثون الذين قاموا بوصفها بأن تكون مدرجة على قائمة الأنواع المهددة بالانقراض بشكل كبير، لأنها لم تُكتشف سوى في موقعين فقط من نفس الجزيرة. فالنبات الذي يعتمد على الفطريات في التغذية يعدّ أمراً حساساً. فإذا تأثر النظام البيئي المحلي بأي شكل من الأشكال، فإن شبكة الأغذية القائمة على الفطريات الضعيفة عرضة للانهيار. كما يلزم إجراء المزيد من الأبحاث لتتبّع هذه النباتات المثيرة للاهتمام، ومعرفة الأمور المطلوبة للحفاظ على سلامتها.

المحتوى محمي