تعرضت للإشعاع الكوني: ولادة فئران من حيواناتٍ منوية حُفظت في الفضاء

2 دقائق
مصدر الصورة: ديبوزيت فوتوز

وجد باحثون في جامعة ياماناشي اليابانية، أن حيواناتٍ منويةً تعود لفئران تعرّضت لمستوياتٍ عاليةٍ من الإشعاع الكوني لما يقرب من ست سنوات؛ لكن ذلك لم يمنع أن تنتج عنها مجموعةً كبيرة من فئران الفضاء الصغيرة الصحية التي لم تظهر عليها أية علاماتٍ غير طبيعية، ونُشرت الدراسة في دورية «ساينس أدفانسز» العلمية.

تم تخزين الحيوانات المنوية في محطة الفضاء الدولية في شكل مجفف عن طريق التجميد، وبمجرد إعادتها إلى الأرض وإعادة ترطيبها؛ نتج عن ذلك ولادة 168 فأراً صغيراً خالياً من العيوب الوراثية.

لم يكن هناك فرقٌ كبيرٌ بين الفئران المخصبة بالحيوانات المنوية الفضائية والحيوانات المنوية التي ظلت محصورةً على كوكبنا، فكل الصغار كان لهم مظهرٌ طبيعي، وعندما فحص الباحثون جيناتها، لم يتم العثور على أي شذوذ، وعندما وصلت الفئران الفضائية إلى سن الرشد، تمت مزاوجتها بشكلٍ عشوائي، وبدا الجيل التالي طبيعياً أيضاً.

أطلق الباحثون في عام 2013 ثلاثة صناديق يحتوي كل منها على 48 أمبولة -كبسولة حفظ- صغيرة وخفيفة -بحجم قلم رصاص- من الحيوانات المنوية المجففة بالتجميد إلى محطة الفضاء الدولية للدراسة طويلة المدى.

أرادوا تحديد ما إذا كان التعرّض طويل المدى للإشعاع في الفضاء من شأنه أن يدمر الحمض النووي في الخلايا الإنجابية أو ينقل الطفرات إلى النسل؛ حيث يمكن أن يكون ذلك مشكلةً لنا كبشر في استكشاف الفضاء في المستقبل ومهام الاستعمار.

أعيدت دفعاتٌ منها إلى الأرض للتخصيب بعد الأشهر التسعة الأولى، ثم بعد عامين، وأخيراً بعد ست سنوات؛ مما أدى إلى مئات المواليد، وتم اختيار الحيوانات المنوية المجففة بالتجميد للتجربة، لأنه يمكن حفظها في درجة حرارة الغرفة؛ بدلاً من الحاجة إلى ثلاجة.

كتب الباحثون في ورقتهم: «في المستقبل؛ عندما يحين وقت الهجرة إلى كواكب أخرى، سنحتاج إلى الحفاظ على تنوع الموارد الجينية، ليس فقط للبشر؛ ولكن أيضاً للحيوانات التي تعيش معنا على الكوكب. ولأسبابٍ تتعلق بالتكلفة والسلامة؛ من المحتمل أن يتم نقل الخلايا الجرثومية المخزّنة بواسطة سفن الفضاء بدلاً من الحيوانات الحية».

الوصول إلى كواكب أخرى يعني خسارتنا حماية الغلاف الجوي الواقي للأرض والمجال المغناطيسي؛ الذي يمتد أيضاً إلى محطة الفضاء الدولية، على ارتفاع 400 كيلومتر فوق السطح.

فالفضاء السحيق مليءٌ بالإشعاع القوي من كل من الجسيمات الشمسية والأشعة الكونية المجرية من خارج نظامنا؛ إذ تولد التوهّجات الشمسية جزيئاتٍ يمكن أن تكون لها تأثيراتٍ مدمرة بشكل خاص على صحة الإنسان، ويمكن تخترق الجيل الحالي من سفن الفضاء.

وفقاً للباحثين، فإن عملية تجفيف الحيوانات المنوية بالتجميد تزيد من قدرتها على التحمل مقارنةً بالحيوانات المنوية الطازجة، ذلك لأن الأولى لا تحتوي على الماء داخل نواة الخلية والسيتوبلازما.

ووفقاً لحسابات الفريق؛ يمكن تخزين الحيوانات المنوية المجففة بالتجميد لمدة تصل إلى 200 عام على متن البؤرة الاستيطانية المدارية إذا ما رغبت البشرية في نشر مواردها الجينية خارج الكوكب في حالة وقوع كارثة على الأرض.

لكن أشارت الدراسة إلى أنه لا يزال من الضروري التحقيق في آثار إشعاع الفضاء على بويضات الإناث المجمدة والأجنة المخصبة قبل أن يتخذ البشر هذه الخطوة التالية في عصر الفضاء.

المحتوى محمي