نحن بحاجة للالتزام بإجراءات الوقاية من كوفيد-19 مجدداً

3 دقائق
إجراءات الوقاية من كوفيد-19
shutterstock.com/ object_photo

مع انتشار سلالة «دلتا» الأكثر قابليةً للانتقال على نطاق واسع وارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا بسرعة في جميع أنحاء الولايات المتّحدة والعالم، فإن مقاومة الجائحة أمر بالغ الأهمية. سيكون تجديد التزاماتنا باستراتيجيات الصحة العامة الحَدْسية؛ مثل غسل اليدين، بالإضافة إلى تلقّي اللقاحات، هو ضروري لإيقاف هذه الموجة الأحدث.

إجراءات الوقاية من كوفيد-19 التي نعرفها

ينصح مركز السيطرة على الأمراض الأميركي بارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة، حتى بالنسبة للأفراد الذين تلقّوا اللقاح؛ لكن الكمامات وحدها ليست كافيةً. التباعد الاجتماعي مهم أيضاً، وكذلك الأمر بالنسبة لغسل الأيدي بشكلٍ جيد ومتكرر، وتجنب لمس الوجه بأيدي غير نظيفة. تعتبر سلالة دلتا عدواً خطيراً؛ لكنها ليست ندّاً حتى الآن للصابون والماء.

حماية الأطفال
shutterstock.com/ Volurol

وفقاً لـ «أجاي سيثي»؛ الأستاذ المشارك في علوم صحة السكان بجامعة ويسكونسن في مدينة ماديسون، عندما تغسل يديك، فإن الصابون يزيل الأوساخ والزيوت والجزيئات الأخرى -مثل الفيروسات- عن سطح اليد، وفرك يديك معاً أثناء الغسيل يزيل أيضاً الجزيئات غير المرغوب فيها من الجلد.

يقول سيثي: «عندما تضع الصابون وتحرّكه على يديك المبللتين، تعمل جزيئات الصابون على القضاء على فيروس كورونا والجراثيم الأخرى وإبطال مفعولها». يحمل الماء بعد ذلك هذه الجزيئات من يديك إلى الصرف الصحي؛ مما يجعل يديك نظيفتين وخاليتين من الفيروسات.

مع ذلك؛ يحدث هذا فقط عندما تغسل يديك بشكلٍ صحيح. تشير الدراسات التي أُجريت في السنوات الأخيرة، قبل الجائحة، إلى أن معظم الناس لا يغسلون أيديهم لفترة كافية للتخلص فعلياً من الجراثيم. دعونا نراجع هذه الإجراءات.

اقرأ أيضاً: كيف تختلف أعراض متغير دلتا عن فيروس كورونا الأصلي؟

أفضل طريقة لغسل اليدين

يوصي مركز السيطرة على الأمراض بترطيب يديك بالماء بدرجة حرارة مريحة، ليس من الضروري أن تكون الماء مرتفع الحرارة. بعد ذلك؛ استخدم أي نوع من صابون اليد (لا حاجة لاستخدام الأنواع المضادة للميكروبات في هذه الحالة)، خذ الوقت الكافي لبسط الرغوة على أعلى يديك، وبين أصابعك، وتحت أظافرك، افرك لمدة تبلغ 20 إلى 30 ثانية، ثم اشطف يديك بالماء، وأخيراً؛ جفف يديك بمنشفة نظيفة.

يمكن أن يساعد غسل اليدين في منع انتشار مرض كوفيد-19 لأنه يزيل أية جزيئات فيروسيةً يمكن أن نكون قد التقطناها أثناء لمس الأشياء حولنا. يشرح سيثي قائلاً: «عندما يتنفس شخص مصاب بالفيروس لا يرتدي كمامة، أو يتحدث، أو يغني، أو يصرخ، أو يعطس، أو يسعل، ينتشر الزفير المملوء بالقُطيرات التنفسية المرئية وغير المرئية في المجال الجوي المحيط»، ويضيف: «ستسقط هذه القطيرات في النهاية على الأسطح؛ حيث يمكن للفيروس أن يبقى حيّاً لساعات وأيام، حتى بعد فترة طويلة من مغادرة هذا الشخص للغرفة».

الحفاظ على نظافة الأيدي هو السر لأنه يعني أننا عندما نلمس وجوهنا في النهاية -وهو ما نفعله 23 إلى 50 مرة في الساعة- فإننا لا ننقل أي شيء خطير إلى أعيننا أو أنفنا أو فمنا.

فكّر في الأمر بهذه الطريقة: إذا لامست شخصاً مصاباً، أو سطحاً في منطقة عامة شديدة الازدحام، ووصلت جزيئات فيروس كورونا على جلد يديك، فلن تصاب بالعدوى؛ ولكن إذا لمست عينيك أو أنفك أو فمك بأيدٍ غير مغسولة بعد وقوع هذا الحادث، فيمكن للفيروس أن يقفز من حاجز بشرتك؛ حيث يكون غير ضار، إلى خلايا نشطة موجودة على الأسطح الداخلية لتلك التجاويف؛ حيث يصبح قادراً الآن على الوصول إلى بقية جسمك، وغسل اليدين بشكل متكرر وسليم يحمي من هذه النتيجة.

إذا كنت في حالة تنقل ولا يمكنك الوصول إلى مغسلة، فإن معقم اليدين بديل جيد. المطهر يعمل عن طريق قتل البكتيريا والفيروسات؛ لكن على عكس غسل اليدين؛ والذي يزيل كل المواد اللزجة التي تتراكم على بشرتنا - ومنها العوامل المُمْرضة، فإن المطهر لا يزيل الميكروبات وغيرها فيزيائياً عن الجلد. لهذا السبب؛ يفضل استخدام الماء والصابون إلا إذا كنت مضطراً.

على الرغم من أن نظافة اليدين تقينا من إيصال جزيئات غير مرغوب فيها إلى الفتحات على وجوهنا، فمن الأفضل تجنب لمس وجوهنا قدر الإمكان دائماً؛ وهو أمر فعله أسهل من قوله. بالنسبة لمعظمنا؛ يُعتبر لمس الوجه فِعلاً غير واعٍ، ويمكن أن يكون من الصعب التخلّص من هذه العادة.

تتمثل إحدى الاستراتيجيات في الحد من لمس وجوهنا، هي ارتداء النظارات لحماية العينين، الكمامات فعالة أيضاً هنا، بالإضافة إلى غرضها الأساسي المتمثل في منع انتشار جزيئات الجهاز التنفسي. نظراً لأن الكمامات تغطي الأنف والفم (عند ارتدائها بشكلٍ صحيح)؛ يصبح الوصول إلى نقاط الوجه باستخدام الأيدي الملوّثة غير ممكن.

في حين أن الحصول على لقاح كوفيد-19 يظل أهم خطوة يمكن أن يتّخذها المرء لمنع انتشار المرض؛ إلا أن هذه الاستراتيجيات، جنباً إلى جنب مع ارتداء الكمامات وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، أثبتت فعاليتها ضد فيروس كورونا الأصلي، وسلالة دلتا ليست استثناءً من هذا الكلام.

اقرأ أيضاً: خيارات متعددة: أيّ لقاحات كورونا هو الأفضل؟

يقول سيثي: «إن غسل اليدين وحده لن يقلل من خطر انتشار سلالة دلتا؛ لكنه سلوك مهم وضروري، ويضيف: «بالترافق مع اللقاحات وارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي وتجنّب التجمعات غير الضرورية؛ يمكننا تقليل انتشار سلالة دلتا في المجتمع بشكلٍ كبير».

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً

المحتوى محمي