علقت مرة في كهف في مدينة رومني في ولاية نيوهامبشر. كان هذا الكهف ضيقاً وكنت أرتدي حقيبة ظهر، وهو خيار غير حكيم عند محاولة العبور في ممرات ضيقة. في هذه الأثناء، كانت ابنتي البالغة من العمر 7 سنوات تسبقني وتتحرك دون أية مشاكل، ولم تردعها المساحات الصغيرة ولم تخفها أسماء بعض النقاط مثل «عرين الدب».
قالت ابنتي: «ما المشكلة؟»، بينما كنت أحاول التحرر من صخور الغرانيت التي علقت بها في كهف سُمي بشكل مهين «مُعذّب الرجل السمين».
أمضينا في «الكهوف القطبية»، كما هي معروفة، حوالي الساعة نحاول التحرّك دون فائدة بين صخور الغرانيت والصخور الكلسية.
سألتُ ابنتي: «ما هو الفرق بين الصخور الكلسية والغرانيت؟»
قالت ابنتي بفضول: «هل هذه مزحة؟».
فقلت: «لا، بل درسآ في الجيولوجيا».
مضت ابنتي للأمام، ولكن قررت ابنتي الأصغر أن تظل بجانبي. لذا بدأت أشرح لها كيف أنه قبل 50000 سنة، كان هناك نهر جليدي في هذه الولاية، تسببت مياهه بتسريب صخور الغرانيت فوق قواعد من الصخور الكلسية. حرصت على تفسير كيفية تشكّل الغرانيت في الطبقات الأرضية العميقة، وتشكّل الصخور الكلسية تحت سطح الماء.
على الرغم من أن دروس الجيولوجيا توقّفت خلال عبورنا للأنفاق القليلة التالية، إلا أنني حظيت بفرصة أفضل لإلقاء الدروس عندما وصلنا إلى السيارة.
لكنك لست مضطراً للنزول إلى كهوف ما قبل التاريخ أو إلى البراكين حتى تقدم دروساً في الجيولوجيا للأطفال.
نشاطات الجيولوجيا المفضّلة للأطفال
لدى وكالة «خدمة المنتزهات الوطنية» الأميركية استبيان للبحث عن الصخور في الفناء الخلفي للمنازل يمكنك الدخول عليه من هاتفك أثناء اكتشاف الصخور في منزلك. تجعل الأسئلة الموجودة في هذا الاستبيان الأطفال قادرين على دراسة الصخور عن كثب، واستخدام حواسهم الخمسة خلال هذه العملية، مثلما يجب على أي محقق ناجح أن يفعل. كما أن هذه التجربة ستكون بمثابة تجربة لن تنسى بالنسبة للأطفال.
إن لعب دور محقق الصخور مسلٍ للغاية أيضاً. يمكنك أن تشتري دليلاً ميدانياً حول الصخور المحلية، وأن تتجول في الباحة الخلفية للمنزل بحثاً عن المكتشفات الجيولوجية والتوقّف للتعرّف على الأحجار التي توجد تحت قدميك. أو يمكنك بهدف توفير المال أن تصحب معك جدولاً مرجعياً لعلوم الأرض يتعلق بالمنطقة التي تقطنها إن كان متوفراً على الإنترنت. على الرغم من أن هذا الجدول مخصص لطلاب المرحلة الثانوية، إلا أنه جدول بسيط ومباشر يسمح لك ولأطفالك بخوض نقاشات حول قوام الصخور وأحجام حبيباتها وتركيبها الكيميائي بينما تتجولون محاولين تحديد أنواع الصخور في الحي.
اقرأ أيضاً: 8 أنشطة متنوعة تحافظ على صحة طفلك خلال الأزمات
هناك طريقة أخرى لإغراء الأطفال بمثل هذا النشاط، وهي إحضار عدسة مكبّرة. تصبح كل صخرة أجمل بكثير عند فحصها بالعدسة المكبرة، وتحديداً عندما تجد صخرة تحتوي على بلورات.
إذا كنت تفضّل أكثر تطبيق مقاربة علمية، حاول القيام بهذه التجربة البسيطة في المرة التالية التي ترى فيها صخوراً كلسية: ضع الصخرة في زجاجة زجاجية شفافة أو وعاء بلاستيكي، وصب الخل الأبيض فوقها. سيتفاعل الخل مع مركب كربونات الكالسيوم الموجود في الصخرة، مما يفككها إلى مكوّناتها الأساسية: الرمل، التراب، والقشريات البحرية. قارن هذه العملية بصب الخل فوق صخور أخرى غير كلسية.
يمكنك أيضاً أن تجمّع الصخور، وتخدشها بصخور أخرى (أو بمسامير فولاذية أو برؤوس المثقاب الكربيدية) وتستنتج قساوتها باستخدام مقياس «موس» للقساوة. على سبيل المثال، إذا تركت إحدى الصخور خدشاً مرئياً على صخرة أخرى، فهي أقسى.
إذا كنت بحاجة إلى وسيلة مساعدة بصرية مذهلة، اذهب إلى موقع يكشف فيه التآكل الجرفي طبقات الصخور الرسوبية، مثل شاطئ البحر. يمكنك إجراء مشروع فني وحرفي بعد هذه الزيارة، كما يمكنك إقامة جلسة للعب بمكعّبات الليغو حتى تفسح المجال لأطفالك بأن يصمموا نموذجاً يحاكي تلك الطبقات، وهي طريقة مسلية لمواصلة النقاشات الجيولوجية.
بغض النظر عن النشاط الذي تختار القيام به، فالمهم هو أنك ستعلّم أطفالك عن الفروقات البسيطة بين الأشياء التي كانوا يطلقون عليها اسم صخور فقط. وبالفعل، تجعل الفروق الدقيقة والتعقيد هذا النشاط مثيراً للاهتمام وممتعاً.