سوف تتوقف خدمة تخزين الملفات "جوجل درايف" من دعم تطبيقات سطح المكتب في مارس القادم. ولكن ما الذي يتغير بالضبط؟ ما الذي سيحدث للبيانات الخاصة بك؟ والأهم من ذلك، ما الذي تحتاجه لتكون مستعداً؟ سنقوم بالرد على كل هذه الأسئلة وأكثر من ذلك. نعرض فيما يلي خلاصة لخطط جوجل الخاصة بخدمات التخزين السحابي، وكيف ينبغي لك أن تستعد لها.
ما الذي لن يتغير؟
لا تخف إذا رأيت عناوين رئيسية بشأن إنهاء أو إلغاء جوجل لخدمة "جوجل درايف"، فهي واحدة من المنتجات الأساسية لعملاق التكنولوجيا، ولن يتم التخلي عنها. وهذا يعني أن خدمة "جوجل درايف" الرئيسية ومجموعة الأدوات المكتبية، حيث يمكنك تخزين الملفات والعمل على المستندات، ستبقى كما هي. بشكل عام، يمكنك الاستمرار باستخدام خدمة "جوجل درايف" كالمعتاد، إنشاء المستندات، جداول البيانات والعروض التقديمية، بث مقاطع الفيديو من الإنترنت، وتحميل الملفات من جهازك الحاسوبي عبر متصفح الويب.
سيبقى بإمكانك فتح متصفح الويب والوصول إلى بياناتك من خلال موقع "درايف" على الإنترنت. وبالمثل، ستبدو تطبيقات الهواتف الذكية لنظامي التشغيل أندرويد و iOS كسابق عهدها. وإن كنت تعتمد على التطبيقات التي ترتبط بخدمة "درايف"، أو كنت تستخدمها للتخزين السحابي، فينبغي لها أن تعمل بشكل جيد أيضاً. وحتى إن كان لديك خطة تخزين خاصة بك، وكانت من النوع المدفوع، فإنها ستبقى كما هي.
وبالتالي إن كانت كل هذه الأشياء ستبقى مستقرة، فما سبب كل هذه الضجة إذاً؟ إنّ الذي يتغير هو تطبيقات الوصول إلى خدمة " درايف" من خلال سطح المكتب في الحاسوب، سواء كان نظام التشغيل ويندوز أو ماك.
ما الذي سيتغير
تقتصر تغييرات "جوجل درايف" على تطبيقاتها العميلة العاملة على نظامي التشغيل ويندوز وماك، وهي تسمى أيضاً تطبيقات "جوجل درايف". إذا لم يسبق لك أن سمعت عن هذه التطبيقات، فلا تقلق، فهي ليست ضرورية لتجربة "جوجل درايف". فهي ببساطة تسهل من عملية مزامنة الملفات مع حساب "جوجل درايف" بالاتجاهين معاً (سواء تحميل الملفات الأحدث، أو رفعها إلى محرك الأقراص السحابي) على الحاسوب المكتبي أو المحمول، بشكل مشابه جداً لما تفعله خدمة "دروب بوكس".
لذلك إن كنت تستخدم "جوجل درايف" في المقام الأول لكتابة المقالات في متصفح الويب مباشرةً، فأنت لست بحاجة في الواقع إلى تطبيقات سطح المكتب تلك. أما إذا كنت تعتمد على "درايف" لإجراء نسخ احتياطي لكل ما لديك من ملفات الموسيقى والأفلام وغيرها من الملفات، فإن تلك التطبيقات تجعل رفع الملفات وتحميلها أكثر سلاسة. إنّ شركة جوجل على دراية بذلك، وهذا هو السبب في أن الشركة لن تلغي ببساطة هذه التطبيقات، وإنما هي تعمل على تحديثها. وسيحصل كل من المستخدمين المنزليين ومستخدمي الشركات على بدائل خاصة بهم.
يمكن للمستخدمين المنزليين استبدال تطبيقات "درايف" المكتبية لكل من ويندوز وماك بأداة جديدة تسمى "باك أب آند سينك" (النسخ الاحتياطي والمزامنة)، والتي أعلنت عنها جوجل سابقاً في يوليو الماضي. إنها لا تختلف كثيراً عن التطبيقات القديمة، لكنها توفر نسخاً احتياطياً أكثر شمولاً لكافة محتويات جهازك الحاسوبي. فكما كان الحال مع تطبيق "جوجل درايف" المكتبي السابق، تتيح لك أداة "باك أب آند سينك" اختيار مجلدات معينة من حسابك على جوجل درايف لمزامنتها مع جهازك الحاسوبي، لذا لا يتعين عليك مزامنة كل شيء على حاسوبك المكتبي أو المحمول في وقت واحد.
بالإضافة إلى ذلك، تتيح لك الأداة الجديدة رفع الملفات من خارج المجلد المحلي المخصص لخدمة "جوجل درايف"، بحيث يمكنك إجراء نسخ احتياطي للمجلدات الخاصة بسطح المكتب أو المستندات لديك دون الحاجة إلى نقل تلك الملفات إلى مجلد جوجل درايف. في السابق، كان لدى خدمتي "جوجل درايف" و"جوجل فوتوز" تطبيقات سطح مكتب منفصلة للمزامنة. إحدى ميزات البرنامج الجديد هو أنه يجمع بين الاثنين معاً: حيث يتيح لك "باك أب آند سينك" رفع الصور إلى "جوجل فوتوس" وكذلك رفع كافة أنواع الملفات إلى "جوجل درايف".
بالنسبة لمستخدمي الشركات - وهي الشركات التي تدير حسابات "جوجل درايف" و "جيميل" التي تحمل علامة تجارية لموظفيها - فإن تطبيقات سطح المكتب تنحصر في اثنين من الخيارات: "باك أب آند سينك" بالإضافة إلى برنامج جديد يسمى "درايف فايل ستريم" (Drive File Stream). وهذا الأخير يتيح لك تحميل الملفات المحلية وفتحها عند الطلب، لذلك يمكن لكافة البيانات البقاء في محركات الأقراص السحابية، لتنتقل إلى محركات الأقراص الصلبة المحلية عند الحاجة فقط. وهذا من شأنه أن يحرر مساحة إضافية من القرص الصلب لديك. يمكن لمدراء الشركات الاختيار بين مشاركة "باك أب آند سينك"، أو "درايف فايل ستريم"، أو كليهما مع المستخدمين من موظفيهم.
كيفية الاستعداد
على افتراض أنك لست معيناً من الشركة لإدارة خدمة "جوجل درايف" (أما إن كنت كذلك، فبإمكانك الاستعانة بمنشورات مدونة جوجل ووثائق الدعم التي توفرها جوجل)، فلن تحتاج إلى القيام بالكثير حتى تتمكن من الاستعداد للتغييرات القادمة. ببساطة حمّل التطبيق "باك أب آند سينك" ثم قم بتثبيته. لا داعي للقلق بشأن إلغاء تثبيت التطبيق "جوجل درايف" الحالي، لأن البرنامج الجديد سيهتم بذلك.
يحافظ التطبيق "باك أب آند سينك" على الإعدادات التي قمت بتهيئتها مسبقاً. بعد الانتهاء من التثبيت، تحقق مرة أخرى من أن التطبيق يقوم بمزامنة المجلدات التي تريدها.
إن لم يسبق لك تثبيت أي نوع من برامج "جوجل درايف" على جهازك الحاسوبي، فبادر بذلك: ستعمل الأداة الجديدة تلقائياً على مزامنة المجلدات التي تختارها مع حسابك على الإنترنت، طالما أن لديك مساحة كافية للتخزين السحابي. كما أن بإمكانها إجراء نسخ احتياطي لجميع الصور ومقاطع الفيديو تلقائياً على قرصك الصلب وبطاقات الذاكرة الخاصة بك أيضاً. وفي حال كنت مصراً على الوصول إلى حسابك على "جوجل درايف" من خلال متصفحك فقط، فبإمكانك المتابعة كالمعتاد.
أما بالنسبة لمن يود من المستخدمين الاستمرار حتى الرمق الأخير بتشغيل تطبيق "جوجل درايف" على نظامي التشغيل ويندوز وماك لأطول فترة ممكنة، فأمامهم حتى 11 ديسمبر من العام 2017 للانتقال إلى الأداة الجديدة. وهو التاريخ الذي تبدأ فيه جوجل بسحب الدعم عن التطبيق، وهذا يعني أنه لن يحصل على أي تحديثات جديدة بعد هذا التاريخ، وقد تبدأ الأخطاء بالظهور. ومع ذلك، ينبغي للتطبيق أن يستمر بالعمل بطريقة ما إلى أن تقوم جوجل بحجب الخدمة عنه تماماً في 12 مارس 2018.