ما هي المواجهة الصوتية؟
المواجهة الصوتية (Voice Confrontation): مصطلح صاغه عالما النفس "فيل هولزمان" (Phil Holzemann) و"كلايد روسي" (Clyde Rousey) عام 1966، ويشير إلى المواجهة الذاتية للشخص بينه وبين صوته، وعدم الإعجاب به بعد تسجيله وسماعه، وما يتوقعه الشخص من صوته وكيف يبدو للآخرين.
لماذا يختلف صوتك المُسجّل عن توقعاتك؟
- ينتقل الصوت من تسجيل صوتي إلى الدماغ بأسلوبٍ مختلف عن انتقال الصوت الذي ينشأ أثناء التحدث، إذ أنه عند الاستماع إلى تسجيل صوتك، ينتقل الصوت عبر الهواء إلى أذنيك، وهذا ما يشار إليه باسم "التوصيل الهوائي". وهنا تَهز طاقة الصوت طبلة الأذن وعظام الأذن الصغيرة. ثم تنقل هذه العظام الاهتزازات الصوتية إلى القوقعة، ما يحفز المحاور العصبية التي ترسل الإشارات السمعية إلى الدماغ.
- أما عندما تتحدث، يصل الصوت الصادر من التحدث إلى الأذن الداخلية بطريقة مختلفة. بينما ينتقل بعض الصوت من خلال التوصيل الهوائي، فإن الكثير من الصوت ينتقل داخلياً مباشرةً من خلال عظام الجمجمة، فعندما تسمع صوتك أثناء التحدث، فهذا يرجع إلى مزيج من التوصيل الخارجي والداخلي، ويبدو أن التوصيل العظمي الداخلي يعزز الترددات المنخفضة التي لا يتم تضمينها في الصوت الموصَل بالهواء.
- وهذا هو السبب، إذ ينظر الناس عموماً إلى أصواتهم على أنها أعمق وأكثر ثراءً عندما يتحدثون. في المقابل، يمكن أن يبدو الصوت المسجل أرق وأعلى حدةً، وهو ما يجده الكثيرون محرجاً.
- هناك سبب ثانٍ، إذ يمكن أن يكون سماع تسجيل لصوتك مقلقاً للغاية، حيث قد يكشف الفرق بين إدراكك لذاتك والواقع، ونظراً لأن صوتك فريد ومكوِّن مهم للهوية الذاتية، فقد يكون عدم التوافق هذا أمراً مزعجاً.
أجرى باحثون في "مستشفى الملكة اليزابيث" (Queen Elizabeth Hospital) و"مستشفى جامعة لويشام" (University Hospital Lewisham)، دراسة بعنوان "موثوقية المريض وصلاحية التقييم الذاتي لجودة صوته" عام 2005، إذ قيّم بعض مرضى ممن يعانون من مشاكل في الصوت أصواتهم عند تقديمها مع تسجيلات لهم. كما قيّم الأطباء الأصوات. وجد الباحثون أن المرضى، عموماً، يميلون إلى تقييم جودة صوتهم المسجل بشكل سلبي مقارنة بالتقييمات الموضوعية للأطباء.