وفقاً لدراسة نُشرت هذا الشهر، تسببت أربعة أعاصير ضربت لويزيانا خلال العامين الماضيين بخسائر تقدر بنحو 579 مليون دولار لمصايد الأسماك الشاطئية في الولاية. وكشفت الدراسة التي أجراها كل من إدارة الثروة السمكية والحياة البرية في لويزيانا والمركز الزراعي بجامعة ولاية لويزيانا، أن أعاصير لورا ودلتا وزيتا كانت وراء 30% من الأضرار التي حدثت عام 2020، بينما تسبب إعصار إيدا لوحده بنسبة الـ 70% المتبقية من الأضرار عام 2021.
خسائر مادية فادحة سببتها الأعاصير
تشمل الخسائر، والتي قُدرت إجمالاً بـ 580 مليون دولار، الإيرادات المفقودة والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والموارد الطبيعية نفسها. بلغ إجمالي الإيرادات المفقودة إجمالاً عبر 22 مجتمعاً ساحلياً 155 مليون دولار، حيث بلغت الخسائر 48 مليون دولار عام 2020، و66 مليون دولار عام 2021، و 40 مليون دولار عام 2022.
تعرض مايك فرينيت، وهو مرشد صيد منذ زمن طويل في لويزيانا ويمتلك ويدير منشأة «Redfish Lodge of Louisiana» لتقديم خدمات رحلات الصيد الترفيهية في مدينة فينيس بلويزيانا، لهذه الخسائر بشكل مباشر، حيث يقول فرينيت أن نُزله قد تعرض لأضرار كبيرة، وأن العواصف تسببت في إغلاق الكثير من مصايد الأسماك المحلية، لكنه يذكر أن مناطق الصيد الأخرى غرب فينيس، مثل جراند آيل وبورت فورتشن وكوكودري، قد تعرضت لدمارٍ أكبر، حيث كان تعافي مصايد الأسماك هناك أبطأ.
يقول فرينيت: «كان الوضع سيئاً في فينيس، لقد تعرضت لتأثير إعصار إيدا الذي صُنف من الفئة الرابعة بشكلٍ مباشر. لقد سوّت العاصفة الكثير من الأعمال والمنازل والمراسي بالأرض، وقتلت العديد من الأشخاص. كانت عاصفةً مروعة حقاً».
في حين أن الخسائر التي تسببت بها الأعاصير الأخيرة بالمنازل والأعمال كانت فادحةً وتسببت بمقتل العديد، إلا أن ما يثير قلق فرينيت أكثر حاليّاً هو الآثار المدمرة التي خلفتها الرياح العاتية وموجات المد والجزر الضخمة بالمناطق الساحلية والمستنقعات في لويزيانا.
كيف تؤثر الأعاصير على مصائد الأسماك؟
يقول فرينيت في هذا الصدد: «جميع هذه المناطق الساحلية ذات أهمية حيوية لصيد الأسماك في المنطقة ولاقتصاد الولاية. تعتبر المستنقعات والمياه الداخلية مناطق تكاثر للأسماك والمحار. في الواقع، من المستحيل تقدير الضرر الحاصل على المدى الطويل على مناطق تربية الأسماك الفريدة هذه».
يعتقد فرينيت أن فقدان موائل مصايد الأسماك في المنطقة الساحلية سيؤثر سلباً على مستقبل الصيد في لويزيانا لمدة ثلاثة إلى خمسة مواسم مقبلة (أو أكثر). كان تلاشي المستنقعات الساحلية مشكلة كبيرة في السنوات الأخيرة، وانحسرت بعض المناطق التي تحد فيها المستنقعات الساحلية المياه الساحلية المفتوحة أميالاً من موقعها الأصلي. ما يعني اختفاء مستنقعات شاسعة وبرك ساحلية وممرات مائية نتيجة للفيضانات والرياح وموجات المد العاتية.
تجري حالياً إعادة بناء البنية التحتية في فينيس ومناطق أخرى على طول الساحل، ولكن تأمين المواد والمقاولين لإعادة بناء مناطق الصيد الساحلية النائية قد يكون صعباً، خصوصاً وأن البلاد ما تزال تعاني بالفعل من مشاكل سلاسل التوريد بسبب الجائحة المستمرة.
يشرح فرينيت قائلاً: «في فينيس، عادت منشآت فينيسيا مارين وسيبرس كوف إلى العمل ولديهما الوقود وأماكن الإقامة، بينما ما يزال نُزلي بلا سقف حتى الآن، لكننا سنعود إلى العمل مجدداً بحلول نهاية فبراير/شباط 2022».
في أعقاب إعصار إيدا، ذكرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن جميع المنازل في جزيرة غراند آيل قد تضررت، وأن 40% من المنازل تعرضت للتدمير بشكلٍ كاملٍ تقريباً. في أقصى الغرب، في بحيرة كالكاسيو الشهيرة التي تقع إلى الجنوب من بحيرة تشارلز، كان الضرر الذي لحق بالبنية التحتية جراء الإعصار كبيراً، لكنه لم يكن بحجم الدمار الذي حدث في الشرق.
يقول بادي أوكاس، والذي يعمل في منشأة «Hackberry Rod & Gun Club» المشهورة على ضفاف بحيرة كالسيكو والتي تقدم خدمات الصيد الترفيهي: «صُنف إعصار لورا كعاصفةٍ من الفئة الخامسة مع رياحٍ بلغت سرعتها 240 كيلومتراً في الساعة، وقد تسبب في توقف عملنا لمدة سبعة أسابيع تقريباً. لقد خسرنا نحو 60% من أعمالنا، وبعد موسم البط، سنغلق أبوابنا حتى 13 مارس/آذار لإتمام بقية الإصلاحات كي نكون جاهزين في موسم الصيد القادم».
اقرأ أيضاً: قمر اصطناعي جديد للطقس من ناسا يستطيع عرض حرائق الغابات والعواصف بدقة مذهلة
ويقول أوكاس إن المنطقة تتعافى من إعصار لورا والعواصف الأخرى، على الرغم من أنها أضرت بالممتلكات والشركات المحلية بشدة. بالنسبة للصيادين الترفيهيين، فإن للعاصفة بعض الفوائد أيضاً.
ويضيف أوكاس: «نحن نعيش ونعمل على ساحل لويزيانا ونعرف كيفية التعامل مع الأعاصير، لذلك نتجاوز محنتها. لكن العاصفة في منطقتنا قضت على الكثير من الأسماك في المستنقعات، وقل صيد سمك السلمون المرقط. لقد قل عدد الأسماك التي نصطادها كثيراً، ومع ذلك، نأمل أن يكون موسم صيد عام 2022 رائعاً».