أغذية أساسية يجب توافرها في إفطار كل مُرضع في رمضان

3 دقائق
أغذية أساسية يجب توافرها في إفطار كل مُرضع في رمضان
حقوق الصورة: شترستوك.

رمضان هو الوقت من العام الذي يُضيف شيئاً ساحراً إلى أيامنا لسنا قادرين على وصفه، وعلى الرغم من صعوبة الصيام في شهر رمضان وخاصة في فترات الصيف إلّا أنه يعتبر امتيازاً لكل إنسانٍ قادر على الصيام، وعلى المرء أن يتمتع بصحة جيدة بما يكفي حتى يصوم.

تعتبر المُرضعات إحدى الفئات التي لم يُفرَض عليها الصيام، ولكن بعض الأمهات يرغبن في الموازنة بين واجبات الأمومة الخاصة بهن إضافةً إلى أداء الواجبات الدينية على أتم وجه، والخبر السار هو أنه بإمكانهن القيام بذلك مع وجود بعض الخصوصيات، فإذا كانت لديك مخاوف بشأن الصيام أثناء الرضاعة الطبيعية ستساعدك هذه المقالة إذاً في اتخاذ قرار مستنير.

هل من الآمن الصيام أثناء الرضاعة؟

ينتج جسم المُرضع ما يكفي من الحليب لإشباع احتياجات الرضيع كاملةً، ويتكيف جسمها بتعديل استقلابه تعويضاً عن الطاقة التي يفقدها أثناء تغذية الرضيع، حتّى يصبح الجسم بالنهاية قادراً على إنتاج الحليب بعد الصيام لمدة تصل إلى 24 ساعة. أي أن الصيام لمدة يوم واحد لا يعيق جودة أو كمية الحليب التي ينتجها الثدي؛ ومع ذلك، قد يؤثر الصيام لفترات أطول أو لأيام ممتدة على الرضاعة الطبيعية، إذ قد يؤدي الصيام المطوّل أحياناً إلى الفطام المبكر ولذلك يجب دائماً استشارة  الطبيب إن كانت هناك أية مخاوف بشأن الصيام والرضاعة الطبيعية.

تأثير الصيام على المُرضع

يتأقلم جسم المُرضع مع الصيام بشكل جيد، فالتوازن الكيميائي للجسم لا يختلف كثيراً بين الأم التي تصوم وتلك التي لا تصوم، إذ يعمل الجسم بطريقة مماثلة أثناء الصيام وبدونه. قد تفقد المُرضع بعض الوزن نتيجة الصيام لكن هذا طبيعي جداً، ومع ذلك يتوجب التوقف عن الصيام وطلب المشورة الطبية إذا تم فقدان ما يعادل كيلوغرام في الأسبوع. كما يجب التوقف عن الصيام في حال الشعور بالدوار أو بصداعٍ شديد أو إن أصبح لون البول غامقاً بشكل ملحوظ وعند الشعور بالضعف أو التعب. 

تأثير الصيام على الرضيع

لا يؤثر الصيام على الرضيع إذ يستمر جسم الأم في إنتاج ما يكفي من الحليب لتلبية متطلباته، كما لا تتغير جودة أو كمية حليب الثدي بسبب الصيام ليوم واحد، إلّا أن كمية الدهون في حليب الثدي قد تختلف قليلاً عند الصيام المطوّل، لكنها لن تقلل من كمية الحليب. ومع ذلك إذا لاحظت الأم أن الطفل لا يكتسب وزناً كافياً أو فقد وزنه أو إن لاحظ انخفاضاً في عدد الحفاضات المبللة، فقد يكون ذلك علامة على أن الرضيع لا يحصل على ما يكفي من حليب الثدي وعندها يتوجب استشارة الطبيب وتحديد كيفية المضي قدماً مع الصيام وفقًا لذلك.

النظام الغذائي للمرضع: ما الإفطار الذي يجب أن تتناوله؟

يتطلب النظام الغذائي للمرضع إضافة ما يعادل 330 إلى 400 حريرة فوق متوسط حاجة أي امرأة، ولا يختلف والنظام الغذائي للمُرضع أثناء شهر رمضان كثيراً عن النظام الغذائي لأي شخص آخر ذي احتياجات أعلى قليلاً.

لا يوجد نظام غذائي صحيح وآخر غير صحيح فكل جسم يختلف عن الآخر، ولكن هناك مجموعة من الأطعمة الأساسية وبعض القواعد التي يجب التقيد والالتزام بها:

  • توازن العناصر الغذائية: يجب أن يتضمن إفطار المُرضع نسب متوازنة من النشويات والبروتينات والدُسم. من المهم وجود حصتين من البروتين الحيواني كالسمك أو الدجاج أو اللحوم الحمراء أو الأجبان والألبان، وثلاث حصص من الخضار الطازجة وخاصة الورقيات ذات اللون الأخضر الغامق، إضافةً إلى حصتين من الفواكه الطازجة.
  • الماء: تفقد المُرضع كميات لا يُستهان بها من الماء ولذلك من المهم عدم إهمال شرب الماء طوال فترة الإفطار وحتى موعد الفجر. قد يكون من المفيد الاعتماد على الحساء والمرق كأحد مصادر الماء أيضاً.
  • البذور والمُكسرات: تلعب البذور والمكسرات دوراً معززاً لإدرار الحليب كما أنها مصدر مهم للفيتامينات والمعادن الضرورية.
  • الحبوب الكاملة: تعتبر الحبوب الكاملة مصدراً مهماً لفيتامينات ب كما أنها تُحسن من عملية الهضم وتساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول، ولها دور إيجابي في المحافظة على توازن مستويات سكر الدم.
  • تجنب بذل الطاقة في الأعمال غير الضرورية: هذا لا يعني استلقاء المُرضع طوال النهار لكن يمكن الاستغناء عن القيام بأي عمل غير ضروري نظراً لأن عملية الإرضاع تستهلك جزءاً من طاقة المُرضع المحدودة خلال الصيام.
  • المكملات الغذائية: لا تُستطب المكملات الغذائية عند المُرضع عادةً، إلّا أن خصوصية صيامها تتطلب إيجاد مصدر ثابت للمعادن والفيتامينات التي قد لا تحصل المُرضع عليها بشكل كافٍ أثناء صيامها.

بعض الأطعمة التي تعزز إدرار الحليب 

من الممكن ألّا يكتفي الرضيع بجلسات الإرضاع التي تقدمها أمه له، إذ يعتبر نقص حليب الثدي أحد المشاكل الوارد مواجهتها أثناء عملية الإرضاع. الأمر سيّان بالنسبة للصيام، فقد تخشى الأمهات أن صيامهن سيؤثر على كمية ونوعية الحليب اللواتي تقدمنه الأمر الذي يدفعهن للبحث عن كل ما يساعدهن لاستمرار تقديم الغذاء الكافي للرضيع، ولذلك إليكم أهم الأطعمة التي عُرفت بتأثيراتها الإيجابية المعززة لإدرار الحليب:

  • الحبة السوداء أو "البذرة المباركة": لها خصائص علاجية لمعظم الأمراض وخصائص مُشابهة للأوكسيتوسين، وهو الهرمون الذي يعزز من إدرار حليب الثدي.
  • التمر: والذي يمتلك أيضاً خصائص مشابهة للأوكسيتوسين إضافةً لكونه يحتوي على نسبة عالية من السكر والتي تؤمن الطاقة اللازمة بعد يوم طويل وشاق من الصيام والإرضاع. 
  • الحلبة: وهي من البذور العطرية القوية التي تحتوي مركبات مشابهة للأستروجين. تمت مقارنة مجموعة من المُرضعات اللاتي يشربن شاي الحلبة ثلاث مرات في اليوم بأخريات لم يشربنه، ووُجدَ أن الفئة الأولى تنتجن حليباً أكثر بكثير مقارنة بالفئة الثانية. كما يوجد مزيج خاص دارج في الثقافة المصرية لزيادة إدرار حليب الأم، يتكون من مسحوق بذور الحلبة مع المكسرات المقلية في الزبدة والسكر.
  • الشوفان: تعتمد الأمهات المرضعات على الشوفان لمساعدتهن على إنتاج المزيد من الحليب، كما أنه يُعتبر مصدراً مهماً للحديد والألياف.
  • بذور الشمر: والتي تشابه بذور الحلبة بدورها المُقلد للأستروجين، إلّا أنها تتميز بأنها تجعل حليب الثدي أكثر دسامة، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على وزن الرضيع.

المحتوى محمي