قالت شركة موديرنا الأسبوع الماضي، مستندةً إلى نتائج دراسة المرحلتين الثانية والثالثة من تجارب اللقاح التي انتهت مؤخراً، إن لقاحها آمن وفعالٌ للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات. وتأمل الشركة أن توافق إدارة الغذاء والدواء قريباً على الاستخدام الطارئ للقاح في تلك الفئة العمرية.
تجربة لقاح موديرنا على الأطفال
في التجربة العشوائية المعمّاة والمضبوطة بالدواء الوهمي، أُعطي 2500 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر إلى سنةٍ واحدة؛ و4200 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 2-5 سنوات، جرعتين من لقاح الرنا المرسال الخاص بموديرنا. كانت كل جرعةٍ 25 ميكروغراماً، وبفاصل 28 يوماً بينهما. للمقارنة، يتلقى البالغون جرعتي لقاحٍ تبلغ كلّ منهما 100 ميكروغرام. وقالت الشركة في بيان لها إن فعالية اللقاح بلغت 43.7% لدى الأطفال من سن 6 أشهر إلى سنتين، و37.5% في الفئة العمرية من 2 إلى أقل من 6 سنوات، مع "مستوى سلامة ملائم" على حد وصف الشركة.
على الرغم من أن نسبة فعالية اللقاح تبدو منخفضة، إلا أن موديرنا قالت في بيانها إنها تتماشى مع ما يتوقعه المرء من جرعتي لقاح ضد متغير أوميكرون، والذي كان المتغير الأكثر انتشاراً في وقت التجربة. لم يتعرض أي من الأطفال الملقحين لمرضٍ خطير أو دخول المستشفى أو الموت. عانى 17% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنة، و14.6% من الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين سنتين و5 سنوات، عانوا من حمّى زادت عن 37.77 درجة مئوية، لكن هذه المعدلات متقاربة مع نتائج تجارب لقاحات الأطفال الأخرى.
قالت جاكلين ميللر، نائبة رئيس قسم الأمراض المعدية في موديرنا، لصحيفة وول ستريت جورنال: «نعتقد أن هذه النتائج هي أنباء سارة حقاً لأهالي الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات، وللأطفال أنفسهم. نأمل بطرح هذا اللقاح في السوق لتلبية هذه الحاجة الطبية غير المحققة».
اقرأ أيضاً: قريباً جداً: الأطفال على قائمة المتلقين للقاحات كوفيد-19
الحاجة إلى حماية الأطفال
لا يوجد لقاح معتمد للاستخدام في حالات الطوارئ للأطفال دون سن الخامسة. بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على لقاح فايزر بيونتيك. لكن أفراد المجتمع الأصغر سناً لا يزالون غير محميين.
وقال بيل مولر، الباحث في دراسات طب الأطفال في موديرنا، لوكالة أسوشيتيد برس: «لقد كان تطعيم المجموعات السكانية الأصغر سناً هدفاً متحركاً بعض الشيء في الأشهر الأخيرة. أعتقد أنه لا يزال هناك حاجة ملحة لتحقيق ذلك الهدف في أسرع وقت ممكن».
وقالت لوسيانا بوريو، كبيرة العلماء السابقة بالإنابة في إدارة الغذاء والدواء وهي الآن شريكة في شركة آرك فينتشر بارتنرز، لوكالة ستات نيوز: «إن فعالية اللقاح بنسبة 40% مع بيانات السلامة الكافية يمكن أن تكون مهمة للغاية، خاصة بالنسبة للأفراد المعرضين لمخاطر أعلى».
على الرغم من أن تلقيح الأطفال الأصغر سناً سيكون مصدر ارتياح كبير للبعض، إلا أن الأدلة تظهر أن معظم الآباء لن يسعوا على الفور للحصول على لقاحات لأطفالهم الصغار. فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة كايسر فاميلي فونديشين (Kaiser Family Foundation) أنه اعتباراً من فبراير/شباط من عام 2022، قال 21% من آباء الأطفال دون سن الخامسة إنهم سيقومون بتلقيح أطفالهم على الفور. وقال 26% إنهم ينوون "الانتظار والترقب"، وقال 15% إنهم لن يقوموا بتلقيح أطفالهم إلا إذا اضطروا إلى ذلك، بينما أفاد 36% من الآباء إنهم لن يقوموا بتلقيح أطفالهم مطلقاً.
على عكس لقاح فايزر، لم تتم الموافقة على لقاح موديرنا حتى الآن للاستخدام بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و11 عاماً. كما قامت إدارة الغذاء والدواء الأميركية بتأجيل قرارها بالموافقة على لقاح موديرنا للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً، حيث تقول الوكالة إنها ما تزال تقيّم المخاطر المحتملة من الآثار الجانبية الخطيرة، مثل التهاب عضلة القلب. وقالت موديرنا في بيانها إنها ستعيد تقديم طلب الاستخدام الطارئ لهذه الفئة العمرية مع توفير بيانات متابعة إضافية. تخطط موديرنا أيضاً لاختبار جرعة معززة لجميع مجموعات الأطفال.