ما هي نظرية الأكوان المتعددة؟
تدعى أيضاً نظرية الكون المتعدد أو تعدد الأكوان، تقترح نظرية الأكوان المتعددة أن كوننا، المؤلف من مئات المليارات من المجرات وتقريباً عدد لا يحصى من النجوم، والممتد على عشرات المليارات من السنين الضوئية، قد لا يكون الكون الوحيد، بل قد يكون هناك عالم كوني بعيد مختلف تماماً ومنفصل عن كوننا، بالإضافة لعدة أكوان أخرى.
هل السفر بين الأكوان المتعددة ممكن؟
حالياً لا، حتى وإن ثبتت نظرية الأكوان المتعددة، إذ لا يعتقد العلماء أنه من الممكن السفر بين الأكوان، لأننا لا نمتلك التكنولوجيا الكافية للانتقال ضمن مجرتنا الحالية، فكيف بالأحرى الانتقال بين المجرات، وهناك العديد من قوانين الفيزياء التي تمنع ذلك مثل حد السرعة الموجود بالكون هو سرعة الضوء، حيث لا نستطيع تجاوزه للانتقال مسافات بعيدة في زمن قصير نسبياً.
من الذي ابتكر نظرية الأكوان المتعددة؟
هناك عدة حضارات قديمة لمّحت أو أقرّت وجود أكوان متعددة منها حضارة اليونانيين والمصريين والبابليين، لكن نشأت نظرية الأكوان المتعددة كما نعرفها اليوم من قبل الفيزيائي الأمريكي هيو إيفريت في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وافترض أن كوننا مجرد واحد من العديد من العوالم المتوازية التي تتفرع من بعضها البعض، بفرق نانوثانية في النانو ثانية الواحدة، دون تقاطع أو اتصال.
ما هي الحجج التي تدعم نظرية الأكوان المتعددة؟
من أهم النظريات التي تؤيد وجود الأكوان المتعددة ما يلي:
- التضخم الكوني: إذ نما كوننا أضعافاً في اللحظات الأولى من وجوده، ولكن هل كان هذا التوسع موحداً؟ لذا قد تكون هناك مناطق متعددة من الفضاء نمت بمعدلات مختلفة واستقلت بشكل معزول عن بعضها البعض.
- الثوابت الرياضية: بما أن قوانين الكون دقيقة جداً، يقترح البعض أن هذا حدث فقط عن طريق الصدفة، وأننا الكون الوحيد من بين العديد من احتمالات الأكوان التي حصلت على نسب الرياضيات الصحيحة لتطور الكون.
- لا نعرف ما بعد الكون المرئي: حيث لم نكتشف إلى الآن ماذا يوجد بعد حدود كوننا الذي نعيش به، وإلى أن نعرف ذلك (وهو أمر شبه مستحيل)، فإن فكرة أن الكون الممتد إلى ما لا نهاية تعد فكرة مثيرة للاهتمام.
ما هي الحجج المناهضة لنظرية الأكوان المتعددة؟
من أبرز الحجج ضد نظرية الأكوان المتعددة ما يلي:
- القابلية للتزوير: حيث لا توجد طريقة حالية تسمح لنا باختبار صحة نظريات الأكوان المتعددة، وحتى يتم ذلك لا نستطيع أن نعتبرها نظرية ذات مصداقية.
- التعقيد المبالغ: تكون أبسط الأفكار غالباً هي الأفضل والأكثر صحة، فيجادل بعض الفيزيائيين بأننا لسنا بحاجة إلى نظرية الأكوان المتعددة على الإطلاق، لأنها لا تحل أي مفارقات وتخلق فقط التعقيدات.
- لا يوجد دليل مادي يدعمها: لا يمكننا دحض أي نظرية للكون المتعدد، ولا يمكننا إثباتها، وذلك لعدم امتلاكنا حالياً أي دليل على وجود أكوان متعددة، وكل ما نراه يشير إلى وجود كوننا فقط.
كيف تُفسَّر نظرية الأكوان المتعددة؟
تنص النظرية أنه بعد فترة وجيزة من الانفجار العظيم، والذي اعتبروه عملية كمومية أنتجت الكثير من التقلبات الكمية، حصلت فترة التضخم التي نما من خلالها الكون بسرعة و "تجمدت" هذه التقلبات الكمومية في اضطرابات كلاسيكية في مناطق مختلفة، ويمكن أن تكون كل منطقة من هذه المناطق كوناً مختلفًا، لها قوانينها المميزة الخاصة بالفيزياء منخفض الطاقة الذي يشكل كوننا.
ما هي الأكوان المتعددة في الأفلام؟
ناقشت بعض الأفلام في عام 2022 نظرية الأكوان المتعددة مثل فيلم "دكتور سترينج والكون المتعدد المجنون" "Doctor strange: Multiverse of Madness" , وفيلم "كل شيء في كل مكان في الوقت نفسه" "Everything Everywhere All at Once"، إذ تعد الأكوان المتعددة فكرة شيقة وممتعة في السينما وتستطيع من خلالها التوسع في الحبكة والخروج عن المألوف في السيناريوهات.