لا تقع ضحية للجراحات التجميلية الفاشلة

3 دقائق
لا تقع ضحية للجراحات التجميلية الفاشلة
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Macrovector

ظهرت الجراحة التجميلية والترميمية في القرن الثامن قبل الميلاد، عندما بدأ الأطباء عمليات حصد الأنسجة من جبهات المرضى وإعادة تشكيلها لتحل محل الأنوف المبتورة. كان أيضاً القدماء المصريون والرومان يجرون عمليات تجميلية بهدف إصلاح عيوب الوجه وتحسين مظهر البشرة.

ويعود تاريخ الجراحة التجميلية الحديثة إلى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. وبعد مضي نحو 3 عقود، برزت ظاهرة العمليات الجراحية الفاشلة التي تهدد الحياة. وتنتشر اليوم الجراحات التجميلية غير الناجحة في أجزاء من الشرق الأوسط والدول النامية وروسيا ورابطة الدول المستقلة الـ 11 الأخرى.

في عام 2019، قمت بإجراء عملية جراحية لإزالة زيت السينثول وأنسجة العضلات الميّتة من ذراعي لاعب كمال الأجسام الروسي الملقّب بـ بوباي. قام المريض بحقن نحو 3 لترات من الفازلين في كلٍ من ذراعيه. ولأنه مصمم للاستخدام الخارجي فقط وليس للحقن، فقد أدى الفازلين إلى تعطيل الدورة الدموية في ذراعي المريض، ما تسبب في ارتفاع درجة الحرارة في الجسم والألم الشديد والعجز. 

 اقرأ أيضاً: قد تحتوي مستحضرات التجميل على مواد كيميائية سامة «أبدية»

وأدّت عمليات الزرع الكارثية هذه إلى تشبيع عضلات الذراعين والأنسجة تحت الجلد وصولاً إلى البشرة. نتيجة لذلك، ماتت الأنسجة المتأثّرة في ذراعي المريض وتحوّلت إلى كتل صلبة. لسوء الحظ، اضطررت إلى استئصال كل تلك الأنسجة، وتمثّل التحدّي الكبير في الحفاظ على سلامة الأوردة والأعصاب والوظائف الأخرى للذراعين.

لقد حالف الحظ المريض هذه المرّة بسبب عدم انتشار التلف في الأنسجة إلى بقية الجسم. يمكن للفازلين إلحاق أضرار في كافة أنحاء الجسم، وفي الكلى على وجه الخصوص. على غرار بوباي الروسي، لا يدرك الكثير من الناس عواقب مثل هذه الممارسات الطبية غير المرخّصة، ولا يوجد علاج أو إمكانية شفاء من هذه الإجراءات الطبية التي تبوء بالفشل، باستثناء الإزالة الكاملة للأنسجة الميتة.

وتقوم النساء على وجه الخصوص باستخدام الفازلين بشكلٍ متزايد من منطلق تحقيق إصلاحات تجميلية قليلة التكلفة كبديل للجراحة التجميلية المشروعة. يوافق المرضى على حقن الفازلين ثم يأتون إلينا لاحقاً لإزالته. لقد رأيت حالات مزرية لنساء تم حقنهن بهلام البترول في صدورهن وأردافهن وأجزاء أخرى من أجسادهن. تعد هذه الممارسات الطبية خطيرة للغاية، إذ تسبب آلاماً للجسم وتؤدي إلى ندوب عميقة. وفي غياب علاج طبي مناسب، قد تؤدي تلك الممارسات الطبية غير المشروعة إلى مضاعفات تستمر مدى الحياة، بالإضافة إلى تشوّه وتلف في الأعضاء والأعصاب، وحتى الموت في بعض الأحيان.

تروي معظم هؤلاء النساء اللواتي يعانين هذه المشكلات نفس القصة: لقد دفعهنّ الجناة للاعتقاد بأنه يتم حقنهنّ بمواد مالئة معتمدة. تتضمن بعض الحالات الحقن الذاتي أو طلب المساعدة من الأصدقاء، في حين تشمل الحالات الأخرى اللجوء إلى أخصائيين غير معتمدين يدّعون أنهم أطباء مرخّصين.

لقد صادفت أيضاً حالات بين الرجال الذين قاموا بحقن السيليكون السائل وزيت الفازلين لتكبير القضيب. لسوء الحظ، قد تؤدي هذه الممارسة إلى بتر العضو الذكري أو حتى الموت.

 اقرأ أيضاً: الجمال والوحشية: كابوس اختبار مستحضرات التجميل على الحيوانات

الوقاية خير من العلاج 

سواء كان هدفك هو تحسين مظهرك أو الحفاظ عليه بعد الحوادث أو العمليات الجراحية، أو لتغطية العيوب، أو ببساطة لتعزيز ثقتك بنفسك، يجب ألا تقع ضحية لسوء الممارسة الطبية. ابتعد عن الجرّاحين أو أطباء التخدير غير المؤهلين. تأكّد من قيام طبيبك بدراسة تاريخك الطبي بالكامل وإجراء الجراحة في منشأة طبية مجهزة بالكامل مثل عيادة أو مستشفى.

جراحات التجميل الشائعة القابلة للفشل

تعد عملية تكبير الثدي من أكثر العمليات التجميلية شيوعاً اليوم. غالباً ما يؤدي عدم حصول المريضة على استشارة مناسبة إلى فشل العملية الجراحية، وتشمل الأخطاء وضع الغرسات في مكان خاطئ أو انكماشها من حيث الحجم المزمع أو الالتهابات. قد تؤدي العمليات الجراحية أيضاً إلى ظهور ندوب عميقة. في معظم الحالات الفاشلة، يجب على الأطباء إزالة الغرسات وإجراء الجراحة من جديد، ما قد يؤدي إلى خسائر فادحة في الصحة البدنية والعقلية للمريضة. 

تشمل العمليات الجراحية الشائعة الأخرى التي يمكن أن تفشل: شد الشفاه، ما يؤدي إلى مظهر غير متناسب للشفاه، وشد الوجه الذي ينتج عنه امتداد في شحمة الأذن، وشد الرقبة الذي قد يؤدي إلى الحروق والندوب والعدوى.

تجنب الجراحين الفاسدين

يتعرّض المرضى للمخاطر حتى بين أيدي أفضل الجرّاحين. ولكن هناك العديد من الاحتياطات التي يمكن اتخاذها للتقليل من مستوى المخاطر في الجراحة التجميلية.

  • أولاً: يجب التروّي في مرحلة اختيار الطبيب المناسب وتقييم عدد من الجراحين لاختيار طبيب متمرس لديه سجل حافل. 
  • ثانياً: يجب على المريض طلب رؤية مؤهلات الطبيب، وإذا لزم الأمر، يجب أيضاً طلب الدعم من العائلة والأصدقاء لمشاركة آرائهم طوال عملية التقييم. والأهم من ذلك، يجب التأكد من حيازة الجرّاح على شهادة صادرة عن مجلس طبي موثوق به.

إن دفع المريض إلى الجراحة دون التعمّق في تاريخه الطبي أو التساؤل حول التعقيدات المحتملة مثل الحساسية يضع علامة استفهام كبيرة على الجرّاح الذي يجري تقييمه. 

 اقرأ أيضاً: شفط الدهون كاد أن يقتل هذه المرأة، فما دخل الجراحة التجميلية في ذلك؟

من الناحية المثالية، يجب إجراء الجراحة التجميلية في بلدك أو مكان إقامتك لضمان حماية حقوقك القانونية. أخيراً، قم بإجراء بحوثاتك الخاصة قبل الخضوع للعملية للاطلاع على كافة حيثيات الجراحة، وانضم إلى المنتديات للاستعانة بتجارب المرضى السابقين.

المحتوى محمي