إن بديهيات حسن اختيار الثياب راسخة في كل واحد منا، فالملابس ذات الخطوط الطولية تجعلك تبدو أنحف وأطول، بينما تجعلك الملابس المخططة بالعرض أسمن وأقصر.
ولكن قد لا يكون الأمر دوماً على هذا النحو. قم بمقارنة هذين المربعين بخطوطهما السوداء والبيضاء. إن المربع المخطط بشكل أفقي يبدو أطول، بينما يبدو المربع المخطط بشكل عمودي أعرض، أليس كذلك؟
كان عالم الفيزياء الألماني هيرمان فون هيلمهولتز أول من لاحظ هذا الوهم في عام 1867 (أصبح يدعى بمربعات هيلمهولتز). لكنه لم يعطِ تفسيراً له، وليس لدى علماء الأعصاب نظريات مقنعة عن سببه حتى اليوم. وقد أضاف هيلمهولتز في كتابه ملاحظة موجزة تقول: "إن الأثواب ذات الخطوط المتقاطعة تجعل القامة تبدو أطول".
والحقيقة أن دليله في حسن اختيار الأزياء أصحّ من دليلنا. ففي عام 2011، أجرى فريق من علماء النفس في جامعة يورك في إنجلترا اختباراً لمعرفة إن كان هذا الوهم الذي يرى في الأشكال ثنائية الأبعاد ينطبق أيضاً على الأجسام ثلاثية الأبعاد. إذ أحضروا تمثالين لعرض الملابس متطابقين تماماً وألبسوا الأول ثوباً ذا خطوط أفقية والآخر ثوباً بخطوط عمودية. ووجد الفريق أن التمثال الذي يرتدي الخطوط العمودية بدا أعرض. بل إن التمثال الذي يرتدي الخطوط الأفقية يحتاج إلى زيادة 10.7 في المئة في عرضه حتى يتطابق التمثالان بصرياً. وهذا تذكير لنا بأن عالم الأزياء هو علم بقدر ما هو فن.
نشر هذا المقال في عدد مايو/ يونيو 2017 من مجلة بوبيولار ساينس.