تعودت عقولنا إلى درجة كبيرة على العيش في هذا العالم حتى أننا كثيراً ما نحكم عليه اعتماداً على الخبرة الماضية لا على الرؤية الحالية. ويعتبر وهم "مولر- لاير" الذي يظهر في الصورة حالة مثالية تقريباً لهذه الذاكرة العضلية العقلية والبصرية.
نرى كل يوم مثل هذين الشكلين – أي خطاً عمودياً مع خطوط بزوايا تتجه للأعلى أو للأسفل. إن الخطين العموديين اللذين يشكلان الزوايا الداخلية والخارجية للغرفة والبناء متساويين تماماً في الطول، ولكن بطريقة ما يبدو الخط في المنظر الداخلي أطول بكثير. فلماذا؟
وفقاً لبعض علماء الأعصاب، عندما تشكل الخطوط الحمراء رأس السهم - كما هو ملاحظ في الصورة اليمنى - فإنها تظهر وكأنها تبتعد عن الخط العمودي، مما يجعله يبدو صغيراً.
ولكن آخرين يعتقدون بأن الظروف التي نواجه فيها هذه الأشكال تؤثر على كيفية إدراكها. وقد وجد أحد التحليلات لمجموعة من الصور التي يظهر فيها هذا الوهم، بأن الخطوط التي تشكل ذيل السهم عادة ما تكون أبعد؛ وقرَن ذلك مع حقيقة أن الخطوط العمودية البعيدة - ولأسباب لم يدركها علم الأعصاب بشكل كامل حتى الآن - تظهر عموماً أطول من الخطوط القريبة. إن هذه الأفكار مطبوعة في الشبكات العصبية لأدمغتنا، ولذلك ننخدع عندما نرى الأشكال على الورق. ومن حسن الحظ أنها ليست كذلك في الواقع.
نشر هذا المقال في عدد مايو/ يونيو 2017 من مجلة بوبيولار ساينس.