قبل الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي في 17 من نوفمبر 2017، لاحظ مسؤولو التشغيل بأن الضغط قد انخفض في أحد خطوط الأنابيب، والذي يمكنه ضخ 590 ألف برميل من منتجات النفط الخام كل يوم من كندا وصولاً إلى ساحل الخليج الأميركي.
وكان النفط على الأرجح من الأسفلت المخفف، وهو خليط من نفط قطراني وعوامل مخففة تسمح بتدفق المادة من خلال الأنابيب. ولكن الانخفاض في الضغط أشار إلى أن النفط بدلاً من أن يتوجه إلى مساره المحدد، فقد خرج من الأنابيب وانتشر على الأرض بالقرب من مدينة أمهرست بولاية داكوتا الجنوبية، وشكّل بقعة كبيرة على الأرض ذات المنظر الخريفي.
وتقول شركة ترانس كندا المسؤولة عن تشغيل خط الأنابيب في بيان لها: "تم فصل جزء من الأنابيب على طول حرم الطريق الواقع حوالي (56 كيلومتراً) جنوب محطة ضخ لودن في مقاطعة مارشال بولاية داكوتا الجنوبية في غضون 15 دقيقة، وتم تفعيل إجراءات الاستجابة للطوارئ".
وتشير التقديرات الأولية إلى أن مجموع الكمية التي تسربت بلغ 5000 برميل من الأسفلت المخفف والتي انسابت إلى المناطق المحيطة.
وتفيد الإذاعة الوطنية العامة أنه لم يتم تبليغ إدارة البيئة والموارد الطبيعية في ولاية داكوتا الجنوبية عن التسرب حتى الساعة 10:30 صباحاً بالتوقيت المحلي، أي بعد عدة ساعات من الحادث.
وأغلق الآن خط الأنابيب بين ألبرتا وكندا وبعض المواقع في أوكلاهوما وإلينوي. ويقال بأن الأراضي المتضررة تستخدم لرعي الماشية.
كيف يمكن تنظيف التسريب؟
وذكرت شبكة سي إن إن بأنه لا توجد مؤشرات فورية على تأثر أي من المجاري أو الإمدادات المائية أو الحياة البرية. وقال المتحدث باسم إدارة البيئة والموارد الطبيعية في ولاية داكوتا الجنوبية براين والش لشبكة سي إن إن بأن "خط الأنابيب تحت الأرض، ولكن ظهر بعض النفط فوق الأرض حتى وصل إلى العشب. وسيستغرق الأمر بضعة أيام حتى يتمكنوا من التنقيب وحفر التجاويف لمعرفة فيما إذا كان هناك أي تلوث في المياه الجوفية". وتعتبر التجاويف حفراً عميقة تسمح للجيولوجيين بمعرفة ما يجري تحت الأرض.
ويمكن أن يشمل تنظيف تسرب النفط على اليابسة إجراء تنقيب يدوي أو آلي في المنطقة، وذلك تبعاً لنوع التربة وموقع التسرب. في بعض الأحيان قد ينجرف النفط بواسطة الماء، وقد يزول أو يُمتص أو يتم شفطه وإزالته بطريقة أخرى. وتعتمد الطريقة على نوع التربة وحساسية المنطقة، ومدى قرب تفاعل البشر أو الحياة البرية مع التسرب.
هل حدث أمر مماثل من قبل؟
تسرب خط أنابيب كيستون 12 مرة في السنة الأولى من تشغيله، وتراوحت التسريبات من سبعة ونصف لتراً إلى ما يقارب ثمانين ألف لتر. ففي أبريل الماضي، أدى تسرب في خط الأنابيب إلى تسريب 63595 لتر من الأسفلت المخفف.
ثم في عام 2013، تسبب تسرب مقداره 507 ألف لتر من الأسفلت المخفف في مدينة ماي فلاور بولاية أركنساس بأضرار في الممتلكات بما يقدر بنحو 57.5 مليون دولار عندما حدث التسرب في منطقة الضواحي.
ووقع حادث أشد في عام 2010 في ميشيغان عندما سرب خط أنابيب ما يزيد عن ثلاثة مليون لتر من النفط في نهر كالامازو، وهو أكبر تسرب للنفط الداخلي في الولايات المتحدة.
ويسبب الأسفلت المخفف مشاكل في المياه بشكل خاص. إذ يكون الأسفلت سميكاً وكثيفاً في الأرض، ويشبه المواد الصلبة أكثر من النفط السائل، ويتم استخراجه من الرواسب الرملية في كندا إما عن طريق التعدين أو تسخين النفط تحت الأرض حتى يصبح بالإمكان ضخه إلى السطح، ويتدفق من خلال الأنابيب بمساعدة المواد الكيميائية التي تخففه. لكن عندما يتعرض للبيئة، يمكن لهذه المكونات أن تنفصل، مما يسمح للمواد الكيميائية المتطايرة أن تتبخر، تاركة راسباً طينياً كثيفاً ولزجاً يغرق في الماء بدلاً من أن يطفو على شكل بقعة كغيره من أشكال النفط. ومع مرور الوقت، يصبح النفط أثخن، ويلتصق بالمناطق المحيطة به، ويصبح تنظيفه أكثر صعوبة.
قرار سيتحكم بمد خط الأنابيب
لا يعتبر خط أنابيب كيستون هو نفسه خط أنابيب كيستون إكس إل، ولكنه مرتبط به. إذ أن كيستون إكس إل هو خط أنابيب من المقترح أن يكون طوله 1897 كيلومتر ومن شأنه أن يربط حقول النفط في كندا والتي تحتوي على النفط الرملي الغني بالأسفلت مع خط أنابيب كيستون القائم بالفعل. ويعدّ كيستون إكس إل مثيراً للجدل بشكل خاص لأنه يمر عبر المياه الجوفية في مدينة أوجالالا في نبراسكا، وهي مصدر ثمين للمياه العذبة. ومن المتوقع صدور قرار بشأن ما إذا كان سيسمح لخط أنابيب كيستون إكس إل بالعبور من نبراسكا في الأسابيع المقبلة.