تنتشر إشارات الواي فاي في كل مكان، وعلى الرغم من عدم قدرتنا على رؤيتها، فهي تتأثر بالمواد التي تصطدم بها. وتستطيع الأمواج الكهرطيسية أن تمر عبر مختلف الوسائط مثل: الخشب، والزجاج، والإسمنت، لكنها لا تمر عبر الماء، لذلك، ننصحك بألا تضع حوض سمك أمام الراوتر. أما المعادن، فهي تعكس هذه الأمواج، وهو أمر يمكنك أن تستفيد منه للتحكم بإشارة الواي فاي في منزلك.
وقد استفادت منه بالفعل جامعة دارتموث، وجعلته المحور الرئيسي لأحد أبحاثها، والذي يوضح طريقة صناعة عاكس مطبوع بشكل مجسم ثلاثي الأبعاد، يمكن وضعه قرب هوائي الراوتر. هذا العاكس، يجب أن يُغلف بورق الألمنيوم، وإذا صُمم ونُفذ بشكل صحيح، سيتمكن من مضاعفة قوة الإشارة في الاتجاه الذي ترغب به، ويضعفها في الاتجاهات الأخرى (مثل شقة الجيران).
تقول شيا زو، الأستاذة المساعدة في مجال علوم الحاسوب بجامعة دارتموث، والعالمة الأساسية المشرفة على هذا البحث: "تستند الفكرة بشكل أساسي على انعكاس إشارات الواي فاي". وتسمح الخوارزمية التي ابتكرها الباحثون بتصميم عاكس منحنٍ يعدِّل قوة إشارة الواي فاي في مختلف الأماكن، وتضيف زو مبتسمة: "على سبيل المثال، يمكن أن تطبق هذه الفكرة إذا رغبت بأن تكون الإشارة أقوى ما يمكن في غرفة المكتب، أو أضعف في المرحاض".
يمكنك استيعاب هذه الفكرة لو تخيلت أنك وضعت عاكساً، مصنوعاً من الألومنيوم أو النحاس أو الفضة، خلف مصباح كهربائي، فستجد أنه يقوم بتركيز شعاع الضوء في الاتجاه الذي تريد. وتقول زو أنهم أجروا اختباراتهم على راوتر "نيت جير" من طراز "أر 700"، وأن الطريقة نجحت بالنسبة لكلا الترددين المستخدمين عادة في أجهزة الراوتر ثنائية الحزمة: 2.4 و 5 جيجا هيرتز. من الناحية النظرية، تكون الطريقة أكثر فعالية مع زيادة التردد وتناقص طول الموجة.
في المحصلة، تأمل زو بأن يساعد هذا البحث الناس على التحكم في طريقة تغطية شبكة الواي فاي لمنازلهم. ولا يمكن أن ننكر أن أجهزة الراوتر، التي تصدر كل الإشارات غير المرئية التي تتوق جميع أجهزتنا الذكية إلى استقبالها، ما تزال طريقة عملها غامضة بالنسبة لمعظمنا.
بإمكانك أن تقرأ المزيد عن هذا البحث هنا أو تطلع على أحدث أوراقهم البحثية حول هذا الموضوع.
ويرى الخبراء أنه لا شيء يقف في طريق نجاح هذه التقنية من الناحية النظرية، وهو الرأي الذي يتفق معه سوارون كومار، الأستاذ المساعد في الهندسة الكهربائية والحاسوبية في جامعة كارنيجي ميلون، ويضيف أن إشارات الواي فاي تعكسها المعادن شأنها شأن الضوء. أما إريك سيو، مدير تطوير المنتجات في شركة "لينكسِس" المتخصصة في أجهزة الراوتر اللاسلكية، يقول موافقاً: "يمكننا القول أن هذه التقنية تعمل بشكل معقول".
ويقول سيو أن أغلب هوائيات أجهزة الراوتر تقوم ببث الأمواج في جميع الاتجاهات، وتشبه الإشارة الناتجة عن الهوائي الكعكة المثقوبة من منتصفها، والتي تشع أمواجها الكهرطيسية من جميع الجوانب، لذا فوجود خزانة معدنية بجوار الراوتر يعكس الإشارة، وهو ما قد يحدثه تواجد مرآة أيضاً.
غير أن سيو لا يميل إلى تشجيع الآخرين على صناعة هذه العواكس بأنفسهم من ورق الألومنيوم، ويقول: "لا يمكنني أن أنصح الناس فعلياً باستخدام ورق الألومنيوم لتصنيع أي شكل من العواكس، وذلك لأسباب قانونية، فلجنة الاتصالات الفدرالية بالولايات المتحدة وضعت قواعد صارمة تتحكم بأقصى حد مسموح للطاقة التي يبثها جهاز راوتر لاسلكي في أي اتجاه معين".
باختصار، إذا أردت، يمكنك إرتداء قبعة من الألومنيوم وأنت تجري تجاربك على جهاز الراوتر الخاص بك، دون أن تغفل عواقب ذلك.