هذه القصة رواها مات موراي، مهندس مدني، مسؤول ارتباط في سد أوروفيل.
يعد سد أوروفيل، حيث أعمل، بارتفاعه الذي يصل إلى 235م أعلى سد في الولايات المتحدة الأميركية وفيه ثاني أكبر مخزون للماء في كاليفورنيا. فأنا من أوروفيل، وقد كنت هناك في فبراير الماضي، في اليوم الذي كان السد يهدد بإغراق آلاف البيوت.
ففي غضون ستة أسابيع فقط تسببت العواصف بهطول أمطار تحتاج في المواسم العادية ستة أشهر كاملة، ثم أتت العاصفة الأخيرة وضربت بقوة أكثر مما توقعنا بكثير. فكان مخزون السد يرتفع بسرعة كبيرة، ومن أجل تفريغه كان علينا أولاً أن نرفع منسوب المياه إلى الحد الأقصى كي يصل إلى قنوات التصريف، وهي وسيلة استثنائية لتصريف الفائض من المياه نستخدمها في الحالات الطارئة فقط. واستعنا بحوالي عشرين مهندساً وعالم جيولوجيا لمراقبة
الانجرافات المحتملة التي قد تحصل على المنحدرات الترابية.
وفي 12 فبراير، وردت إشارة من أحد المراقبين في الموقع بأن الماء بدأ يدمر سفح التل، وقال إن الانجراف قد يصل إلى الجدار الذي يحجز الماء خلال ساعة حسب تقديره، والذي سيؤدي في حال سقوطه إلى تدفق مياه بارتفاع 10 أمتار كانت وراءه، مهدداً بإغراق عدد من الأحياء السكنية.
وهنا جاء دور العمدة، والذي كان معنا في غرفة المراقبة حينها، في القيام بمسؤولياته حيث قال إن الأمر لم يعد متعلقاً الآن بكيفية تصريف المياه وإنما يجب أن تتوجه الجهود لإنقاذ حياة الناس، وسأل بصوت عال: "هل يوافقني الجميع في هذا الرأي؟"، فقال جميع من في الغرفة بكل حماسة "نعم".
لقد عملنا على إخلاء المنطقة أسفل السد من حوالي 188 ألف إنسان، وقد استقبلت في بيتي 30 شخصاً مع حيواناتهم الأليفة. ولحسن الحظ لم يحصل الانهيار كما كان متوقعاً، وتمكنّا في نهاية المطاف من السيطرة على أكبر العواصف التي شهدتها هذه المنطقة. وبعد مضي عدة أشهر الآن فإننا ما زلنا نعيد بناء السدّ، حيث نقوم بتجهيز 380 ألف متر مكعب من الباطون قرب الموقع بدل نقله بالشاحنات وذلك كي يتسنى لنا العمل بشكل أسرع وإصلاح الضرر الذي لحق بالسد قبل نهاية العام وبدء موسم الأمطار من جديد، إذ ليس لدينا خيار آخر.
نشر هذا المقال في عدد يوليو/ أغسطس 2017 من مجلة بوبيولار ساينس.