يزداد خطر الإصابة بنزيف الأنف أثناء الحمل نتيجة توسع الأوعية الدموية الناجم عن تبدلات ضغط الدم المرافق للحمل وتمدد البلازما، إذ تزداد كمية الدم في الأوعية وتتوسع نتيجة لذلك كما يضعف جدارها، وهذا ما يجعل أوعية الأنف حساسة للغاية وسهلة التمزق. طبياً تُعرف هذه الحالة باسم "الرعاف" الذي عادةً ما يكون سهل العلاج ونادر المضاعفات عند تدبيره بالشكل الصحيح.
اقرأ أيضاً: هل من الآمن ممارسة العلاقة الزوجية أثناء الحمل؟ ومتى يجب الامتناع عنها؟
أسباب حدوث نزيف الأنف أثناء الحمل
قد يكون نزيف الأنف ظاهرياً وفيه يخرج الدم من فتحتي الأنف، أو قد يكون خفياً ويتم الكشف عنه من خلال سؤال المريضة عما إذا كانت تشعر بوجود سائل في حلقها عندما تستلقي. ومن أهم أسباب حدوث نزيف الأنف المرافق للحمل نذكر:
- زيادة حجم الدم أثناء الحمل: تزداد كمية الدم في الجسم وتكاد أن تتضاعف أثناء الحمل لتلبية احتياجات الجسم الجديدة وعلى رأسها تأمين تغذية جيدة للمشيمة. تؤدي هذه الزيادة إلى توسع الأوعية وترقق جدارها ما يجعلها عرضة للتمزق والنزف تحت أقل ضغط.
- التبدلات الهرمونية: تتسبب التبدلات الهرمونية في جعل الأنف أكثر احتقاناً، إذ تؤثر على الأغشية المخاطية الأنفية بنفس الطريقة التي تتسبب فيها في حدوث زيادة سماكة بطانة الرحم المخاطية، وازدياد سماكة الأغشية المخاطية واحتقانها يعني أنها تصبح أكثر عرضة للنزيف.
- التجفاف: تزداد متطلبات جسم الحامل من الماء أثناء الحمل، وبذلك من السهل أن تقع العديد منهن في دائرة خطر حدوث التجفاف، والإصابة بالتجفاف تعني تشقق الأغشية المخاطية وحدوث النزيف.
- التحسس ونزلات البرد: تكون الأوعية الدموية عند المصابين بالتحسس الموسمي ونزلات البرد سهلة التهيج وأكثر عرضة للالتهاب، وهذا يعني زيادة خطر حدوث التمزق والنزف.
- التهاب الأنف الحملي: هناك حالة تُعرف باسم التهاب الأنف أثناء الحمل، وتحدث خلال الأشهر الثلاثة الأولى منه، يحدث فيها تورم الأغشية المخاطية الأنفية واحتقانها ما يتسبب بزيادة خطر حدوث نزيف الأنف.
ما الطبيعي عندما يتعلق الأمر بنزيف الأنف أثناء الحمل؟
تتفاوت كمية الدم وتواتر حدوث نزيف الأنف بشكل كبير بين الحوامل، ولا يوجد عادةً مجال طبيعي تقديري لكمية النزف، وإنما يُعتمد على تصنيف النزف بكونه إما سليماً أو خطيراً.
يوصف النزيف المرافق لخطورة عالية بكونه متكرراً ولا يقتصر على أشهر الحمل الثلاثة الأولى، وإنما يستمر حتى أواخر الحمل. ومن جهة أخرى، كلما ظهرت أوعية الأنف عند معاينتها بمنظار الأنف بشكل أكثر احتقاناً وامتلاءً فيكون خطر النزف عندئذ أكبر، كما أن النزف ثنائي الجانب يشير لحالة تتطلب التوجه إلى مقدم الرعاية الصحية للبدء بالتدبير.
اقرأ أيضاً: هل تشكل الركودة الصفراوية أثناء الحمل خطراً على صحة الجنين؟
كيف يتم إيقاف نزيف الأنف أثناء الحمل؟
يساعد اتباع الخطوات التالية في وقف تدفق نزيف الأنف، وغالباً ما تكون هذه الإجراءات كافية لإيقاف النزيف خفيف الشدة بشكل تام، وهي:
- الحفاظ على الرأس منتصباً وعدم إمالة الرأس للخلف وتجنب الاستلقاء بشكل تام، إذ يزيد الاستلقاء من الضغط داخل الأوعية الدموية في الرأس.
- الضغط برفق على الجزء الرخو من الأنف وإغلاق الفوهتين لمدة 10-15 دقيقة دون تحرير الضغط، ويُكرر ذلك في حال لم ينجح من المرة الأولى.
- إمالة الرأس نحو الأمام في حالات النزيف الشديدة لتجنب حدوث الاختناق بالدم.
- وضع كيس من الثلج أو أي جسم بارد على الجزء العلوي الأنف برفق، حيث تساعد هذه البرودة في تقبض الأوعية الدموية المتوسعة ما يقلل من النزف.
كما يُنصح بتجنب القيام بالنفخ في الأنف أو القيام بأعمال شاقة أو الانحناء للأمام خلال الـ24 ساعة التي تتلو حدوث النزيف.
وفي حال لم تنجح هذه التدابير بإيقاف النزيف بعد مرور 30 دقيقة على القيام بها، عندئذ يُفضل استشارة الطبيب، وخاصة عند مرضى ارتفاع ضغط الدم أو ممن لديهم ألم في الصدر وصعوبة في التنفس أو شعور بالدوار وخفة الرأس.
اقرأ أيضاً: هل من الطبيعي أن يتأخر سماع نبض الجنين للشهر الثالث من الحمل؟
تدابير عامة تقلل من نزيف الأنف أثناء الحمل
التدابير الوقائية التي تقلل من حدوث نزيف الأنف خلال الحمل بسيطة، من أهمها الحفاظ على رطوبة الجسم وشرب الماء بكثرة تعويضاً للسوائل المفقودة، كما يفيد ترطيب هواء الغرفة قبل الخلود للنوم وخاصة عند الأفراد المصابين بالحساسية الموسمية ونزلات البرد.
كما يقلل فتح الفم أثناء العطاس من الضغط داخل الأنف، والذي بدوره يسهم في التقليل من النزيف، ويساعد استخدام جل أو بخاخ أو مرطب أنف مائي لترطيب الأنف بشكل متكرر، وأهم نصيحة هي تجنب حك الأنف نظراً لسهولة تخريشه خلال هذه الفترة الحساسة.