لماذا تم إرسال خلايا بقرية إلى محطة الفضاء الدولية؟

2 دقائق
ما المواد الغريبة التي أرسلت حديثاً إلى محطة الفضاء الدولية وما استخداماتها؟
وصلت مركبة الشحن سيغنوس التي صنعتها شركة نورثروب غرومان إلى محطة الفضاء الدولية بتاريخ 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022. إذاعة ناسا تي في التلفزيونية.

تألفت شحنة أرسلت مؤخراً إلى محطة الفضاء الدولية من 4 أطنان من المواد والمعدات، منها طابعة ثلاثية الأبعاد وخلايا مبيضيّة بقريّة. حُملت مركبة الشحن سيغنوس إن جي-18 إلى الفضاء الخارجي بواسطة الصاروخ أنتاريس (Antares) المصنوع من قبل شركة نورثروب غرومان، والذي انطلق من منصة وسط الأطلنطي الفضائية الإقليمية في منشأة والوبس للطيران التابعة لوكالة ناسا (والتي تقع في جزيرة والوبس في ولاية فيرجينيا الأميركية) الساعة 5:32 صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأميركية بتاريخ 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022. وصلت هذه المركبة، والتي حملت اسم إس إس سالي رايد (SS Sally Ride) تكريماً لأول رائدة فضاء أميركية، والتي توفيت في 2012، إلى محطة الفضاء الدولية بتاريخ 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 بعد نجاح رواد الفضاء داخل المحطة بالتقاطها بواسطة ذراع آلية.

اقرأ أيضاً: لماذا ترسل ناسا معدات كاشفة عن الغبار إلى محطة الفضاء الدولية؟

شحنة إمدادات غريبة لأغراض بحثية

تضمنت شحنة الإمدادات طيفاً من المعدات والمواد التي ستستخدم في التجارب الخاصة بظروف الجاذبية الصغريّة، بالإضافة إلى أول قمرين اصطناعيين تطلقهما كل من أوغندا وزيمبابوي. بالأخص، تضمنت الشحنة طابعة ثلاثية الأبعاد أُرسلت إلى محطة الفضاء الدولية من قبل في عام 2019 وتم إرسالها مجدداً بعد أن أعيدت إلى الأرض لكي يتمكن مطوروها في شركة ريد واير سبيس (Redwire Space) من تحديثها. قال نائب رئيس برنامج التطوير المؤسسي في قسم التصنيع والعمليات في الفضاء في شركة ريد واير سبيس، ريتش بولينغ (Rich Boling)، عبر بث حي لمؤتمر صحفي عُقد في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2022: "أحضرنا [الطابعة] مجدداً إلى مختبرنا في ولاية إنديانا لتزويدها ببعض الميزات الجديدة مثل القدرة على ضبط درجة حرارة كل من الرؤوس الطابعة بدقة. ونحن الآن متحمسون لإطلاقها مجدداً إلى الفضاء".

حالما يعاد تنصيب هذه الطابعة، سيستخدمها رواد الفضاء في صناعة أنسجة الركبة الغضروفية باستخدام الحبر الحيوي والخلايا، وذلك تمهيداً لاستخدام هذه الأنسجة في عمليات زرع الأعضاء لدى المرضى من البشر. بالإضافة إلى ذلك، سيستخدم رواد الفضاء هذه الطابعة لصناعة الأوعية الدموية والأنسجة القلبية المختلفة وما يدعى بأشباه الأعضاء، وهي نسخ مصغرة من الأعضاء يمكن استخدامها في اختبار فاعلية الأدوية. تشمل مواد الاختبار الأخرى خلائط من الماء والهواء والرمل ستفيد التجارب عليها في الأبحاث حول الانهيارات الطينية الأرضية والتي زاد التغير المناخي من شدتها وتواترها. بالإضافة إلى البذور التي أُنبتت في الفضاء والتي تم إرسالها مجدداً لتخضع للدراسات المتعلقة بقدرة النبات على التكيف عبر الأجيال المتعددة.

اقرأ أيضاً: 20 عاماً في المدار: محطة الفضاء الدولية تخبرنا تجربة العيش في الفضاء

وأخيراً، هناك خلايا البقر. وفقاً لموقع سبيس (Space.com)، حملت مركبة إس إس سالي رايد أيضاً خلايا مبيضيّة مستخلصة من البقر. لن تفيد هذه الخلايا في الأبحاث على العلاجات المتعلقة بالخصوبة على الأرض فحسب، بل ستؤدي دوراً حاسماً في التمهيد للدراسات المتعلقة بتكاثر البشر في المستوطنات القمرية والمريخية. نظراً لأن وكالة ناسا تستعد لإعادة إرسال البشر إلى القمر ثم إنشاء قاعدة دائمة هناك خلال العقد القادم، ستمثل إمكانية استدامة المستوطنات القمرية المبنية في مناطق مجهولة عبر عدة أجيال معضلة كبيرة يجب حلها. وبقدر ما تبدو هذه الفكرة غريبة، إلا أن الخلايا البقرية ستساعد في تحقيق هذا الهدف.

المحتوى محمي