كيف تتفادى الإصابة بالرشح والإنفلونزا؟

5 دقيقة
كيف تتفادى الإصابة بالرشح والإنفلونزا؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ YAROSLOVE_PHOTO_VIDEO

يصاب معظم الناس بالرشح أو الإنفلونزا في الشتاء، ومهما كنت حذراً في الاحتياطات لتفادي الإصابة، قد تجد نفسك في موقف تتعرض به لمسببات المرض بشكل مباشر، مثلاً عندما تركب المواصلات المزدحمة أو يصاب معظم أفراد عائلتك في المنزل بالرشح أو الإنفلونزا، لكن لحسن الحظ هناك بعض النصائح والحيل العملية التي تساعدك في تعزيز المناعة وتقليل مدة المرض بالرغم من الظروف المحيطة.

ما الفرق بين الرشح والإنفلونزا؟

قبل تحديد أساليب الوقاية والعلاج يجب علينا معرفة الفرق بين الرشح والإنفلونزا، من جهة لا يوجد اختلاف كبير بينهما، وكلا المرضين مصدرهما فيروس ينتشر من أشخاص مرضى إلى سليمين، ويتشابهان في الأعراض، ولكن تتميز الإنفلونزا بأن أعراضها تكون أكثر شدة من الرشح (الزكام) وتستمر لفترة أطول، وتتميز بأنها سريعة الحدوث عكس الزكام الذي تتفاقم أعراضه تدريجياً.

كيف تتفادى الإصابة بالرشح أوالإنفلونزا؟

يمكننا تفادي الإصابة بالرشح أو الزكام وحتى الإنفلونزا عن طريق اتباع بعض النصائح التالية:

الحفاظ على الدفء

لأن البرودة تضعف جهاز المناعة عن طريق تقليل التفاعلات التي تحدث في الجسم من امتصاص مغذيات وعبور لكريات الدم البيضاء عبر الأوعية الدموية لمناطق دخول المُمرضات وغيرها، ولمزيد من الإيضاح إن وضعت نقطة ملونة في كأس ماء بارد ونقطة أخرى في ماء ساخن ستكون سرعة جزيئات الماء الساخن أكبر وتنتشر في الماء الساخن بشكل أسرع، وهذا يشبه قليلاً ما يحصل بالجسم.

يجب محاولة تدفئة المنزل أو مكان العمل لأكثر من 18 درجة مئوية، ويمكن المحافظة على درجة حرارة الجسم داخلياً عن طريق تناول المشروبات الساخنة باستمرار خلال اليوم، ومن المفضل أيضاً ارتداء قبعة في الطقس البارد لأننا نفقد 30% من حرارة الجسم من خلال الرأس.

اقرأ أيضاً: لماذا يعد الشتاء موسم الأمراض وليس الصيف؟

غسل اليدين باستمرار

يقلل غسل اليدين لنحو 20 ثانية بشكل كبير من احتمال الإصابة بفيروسات البرد، ويمنع انتشارها للأشياء التي نلمسها والأشخاص الذين نحتك معهم، لكن يجب تجفيف اليدين بشكل جيد، لأن جو الشتاء الجاف يسحب الرطوبة من اليدين، ما يؤدي لإحداث التشققات وجفاف البشرة، ما يزيد من احتمال دخول الممرضات عن طريق اليدين، ويمكن أن تصل نسبة الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي عند غسل اليدين إلى 21% تبعاً لمنظمة غلوبال هاند وشينغ (Global Handwashing).

تفادي لمس الوجه

لأن الأنف والفم والعينين هي الأماكن الأكثر شيوعاً لدخول الجراثيم والفيروسات إلى الجسم، من الممكن أن يقلل لمس الوجه من معدل الإصابة، نظراً لأن الشخص قد يصل عدد مرات لمسه لوجهه نحو 23 مرة في الساعة، وهذا العدد أقل بكثير من عدد المرات التي يغسل بها الشخص يديه ويعقمها.

أخذ قسط كافٍ من الراحة 

لن يمنع المزيد من النوم والراحة الإصابة بالمرض، لكن قلة النوم قد تسبب انخفاض كفاءة جهاز المناعة، ما يزيد من خطر التعرض للإصابة بالرشح، وقد يطيل من مدة الإصابة، لذا ينصح بالنوم لمدة 7-8 ساعات يومياً، وفي حال عدم القدرة على الالتزام بهذه المدة يمكن تعويضها بأخذ قيلولة بعد الغداء لمدة 30 دقيقة على الأكثر.

اقرأ أيضاً: دليلك الشامل للتعامل مع الربو الوراثي: أسبابه وتشخيصه وعلاجه

تجنب الحشود والتجمعات

يقلل تجنب الازدحامات بالمواصلات العامة والمتاجر وغيرها من احتمال الإصابة بالرشح أو الإنفلونزا، لأن هذه الأماكن تكون قليلة التهوية ويمكن أن تنتشر بها الفيروسات بشكل كبير. 

من الممكن أيضاً محاولة التنقل بأوقات غير ساعات الذروة بالازدحام التي تكون عادةً بين 7.30 - 9 صباحاً وعند 2 - 3 بعد الظهر، وارتداء الكمامة الواقية بالمواصلات المكتظة في حال اضطررت لركوبها.

اقرأ أيضاً: دليلك للاهتمام بالكمامة: تخزينها وارتداؤها وخلعها

الحفاظ على السوائل في الجسم

يزيد وجود السوائل من كفاءة جهاز المناعة، فهو وسط التفاعلات بالجسم، لذا يُنصح بشرب نحو 8 أكواب من الماء يومياً، ما يسهم في صحة الكلى وطرد السموم المتراكمة في الجسم، ويؤدي نقص السوائل وعدم تعويضها إلى جفاف المخاط فيصبح أكثر لزوجة وأقل قدرة على مواجهة البكتيريا والفيروسات الغازية. 

الحفاظ على الصحة البدنية

يمكن للمستويات المعتدلة من التمارين الرياضية المنتظمة أن تقلل من قابلية الإصابة بالمرض، لكن دون الإفراط بالتمارين المتعبة والشاقة لأنها تؤثر سلباً على جهاز المناعة ما يزيد من احتمالات الإصابة بالرشح والإنفلونزا، ويعد الهدف الأسبوعي للتمارين الرياضية نحو 150 دقيقة موزعة على كامل أيام الأسبوع. 

زيادة إضاءة الشمس في المنزل

يمكن أن يؤدي نقص التعرض لضوء الشمس إلى نقص فيتامين د، واختلال دورات النوم واليقظة بسبب زيادة إفراز هرمون النوم أو الميلاتونين، وتعد أشعة الشمس معقماً طبيعياً من خلال أشعتها فوق البنفسجية التي تقضي على الجراثيم والفيروسات الموجودة في الهواء وعلى الأسطح. 

من الجيد إذاً فتح الستائر وتعريض المنزل قدر الإمكان لأشعة الشمس في الشتاء.

أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية

لا يعد هذا اللقاح حلاً مثالياً، لأنك بحاجة لهذا اللقاح في كل موسم شتاء، لكن هناك بعض الأشخاص الذين يحتاجون هذا اللقاح أكثر من غيرهم، ومنهم كبار السن والذين يشغلون وظائف تعرّضهم للأمراض مثل الأطباء والممرضات وغيرهم. 

يعمل لقاح الإنفلونزا عن طريق إدخال مستضدات فيروس الإنفلونزا، ما يسمح لجهاز المناعة بالتصدي للفيروس عند التعرض له لاحقاً، ويمكن أن تصل نسبة الوقاية إلى 60%، ويقلل من شدة الأعراض بشكل واضح.

اقرأ أيضاً: ما أعراض الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي؟ وهل يمكن التمييز بينهما؟

تعقيم الأسطح المختلفة

يمكن الوقاية من انتشار العدوى الفيروسية عن طريق تعقيم الأسطح المختلفة التي نلمسها باستمرار مثل الطاولات والكراسي والهواتف المحمولة واللابتوبات وصنابير الحمامات العامة، ويمكن أن تظل فيروسات الإنفلونزا فعّالة لعدة أيام على الأسطح المختلفة، وذلك يختلف تبعاً للرطوبة ودرجة الحرارة وغيرها من العوامل.

تعقيم الأسطح المختلفة
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Maridav

طرائق تقليل فترة الإصابة بالزكام والإنفلونزا

بعد الإصابة بالزكام أو الإنفلونزا يمكن تقليل مدة الإصابة بشكل واضح عن طريق اتباع النصائح التالية:

تناول الأغذية المعززة للمناعة

يمكن لبعض الأغذية أن تزيد من كفاءة الجهاز المناعي ومنها ما يلي:

  •  اللحوم والأسماك والمكسرات التي تحتوي على الزنك: إذ يمكن أن تقلل الأطعمة الغنية بالزنك من مدة نزلات البرد بنحو 33%.
  • الخضار الغنية بالألياف: وتفيد في تنظيم الهضم وتحسين الاستجابة المناعية.
  • الثوم: حيث يزيد من عدد خلايا الدم البيضاء التائية، ويفضل تناوله نيئاً.
  • المخلل: يحتوي على البروبيوتيك الذي يقوي جهاز المناعة في الجهاز الهضمي، علماً أن نسبة 70-80% من الخلايا المناعية في الجسم موجودة في السبيل الهضمي. 
  • مص مكعب من الثلج: قد لا تبدو هذه العادة صحية، لكن يسهم بعض الثلج في تخفيف آلام التهاب الحلق.
  • الفواكه الغنية بفيتامين سي: ومنها الحمضيات وغيرها، ما يسهم في تقوية جهاز المناعة ويقلل من مدة الإصابة.
  • حساء الدجاج: وهي الوجبة الأساسية لعلاج أمراض البرد شعبياً، إذ يحتوي على البروتينات التي تزيد من قوة مناعة الجسم ومقاومته للفيروسات والجراثيم، وبشكل خاص حمض التربتوفان الأميني الذي يساعد على راحة المريض.
  • التوابل: مثل الزنجبيل والكركم، وهي معروفة بدورها المضاد للالتهابات وتعزيز الجهاز المناعي.

تفادي الأغذية والمشروبات التالية

هناك عدة أطعمة ومشروبات تؤثر سلباً على مناعة الجسم ومنها ما يلي:

  • القهوة والمنبهات: إذ تحتوي على الكافيين الذي يزيد من الجفاف ويضعف جهاز المناعة، وفق بحث لويز هوريغان وزملائها في دورية فارماكولوجي ثيرابوتيكس (pharmacology theraputics) المنشور عام 2009.
  • منتجات الألبان: من الممكن أن تزيد كثافة المخاط ما يؤدي إلى تفاقم الاحتقان.
  • السكر: ومن المعروف تسببه بالالتهابات ما يشغل جهاز المناعة عن محاربة الفيروسات.
  • الأطعمة الدسمة: تسبب الدهون المشبعة إضعاف جهاز المناعة.
  • الملح: إذ تؤدي زيادة الصوديوم إلى التأثير سلباً على مناعة الجسم.

حقائق ونصائح مختلفة تتعلق بالأمراض في الشتاء

  • يحتاج الفيروس نحو 15 دقيقة من الاتصال الوثيق مع شخص مصاب لإحداث العدوى.
  • يمكن زيادة رطوبة المنزل وتحسين المناعة عن طريق تعليق الغسيل في داخل المنزل.
  • يمكن لفيروسات الإنفلونزا أن تنتقل بالعطاس أو السعال لمسافة تصل إلى 3.7 متر.
  • تجنب التدخين الإيجابي والسلبي يقلل من فترة الإصابة بالرشح.
  • صافح بالقبضة في الشتاء لتفادي إحراج تقبيل شخص تشك بأنه مصاب بالعدوى.
  • لا تنفع المضادات الحيوية في علاج الرشح والإنفلونزا لأنها أمراض فيروسية.
  • يوجد أكثر من 200 فيروس يسبب نزلات البرد، فعندما تكتسب مناعة ضد أحدها يصيبك غالباً نوع آخر منها لاحقاً.

اقرأ أيضاً: ما تأثير البرد في احتمال الإصابة بحالات العدوى التنفسية؟

قد لا نستطيع منع الإصابة بالرشح والإنفلونزا، ولكن باتباع بعض هذه النصائح قد تكون فرصنا أفضل في الوقاية وتقليل أيام الإصابة قدر الإمكان، لكي نستمر في أداء واجباتنا بصحة جيدة.

المحتوى محمي