الآثار الجانبية والمضاعفات الناجمة عن حقن البوتوكس أو الفيلر

4 دقيقة
الآثار الجانبية والمضاعفات الناجمة عن حقن البوتوكس أو الفيلر
حقوق الصورة: shutterstock.com/ GingerKitten

كثيراً ما يلجأ الناس اليوم إلى حقن البوتكس والفيلر لتصحيح ما خرّبه الزمن، لكن هل هذه الحلول سحرية؟ أو لنقل، هل من آثار جانبية للبوتوكس والفيلر تنبغي معرفتها ومراقبة ظهورها؟ ومتى تكون هذه الآثار عرضية ومتى تكون شديدة الخطورة وتستوجب طلب العناية الطبية؟

ما هو البوتوكس؟

البوتوكس أحد أشهر العلامات التجارية للحقن المصنوعة من البوتولينوم. وهو مادة سامة عصبية تنتجها بكتيريا المطثّية الوشيقية (Clostridium botulinum) المسؤولة عن التسمم الغذائي. عند استخدام البوتولينوم بشكل مناسب وفي سياق علاجي ووفق جرعات صغيرة، يكون له العديد من الفوائد التجميلية والطبية. 

يذكر أن الناس غالباً ما تستخدم مصطلح البوتوكس بشكل عرضي لوصف العديد من المستحضرات التي تشتق من البوتولينوم، رغم أن "البوتوكس" علامة تجارية مسجلة تمتلكها شركة واحدة.

اقرأ أيضاً: لا تقع ضحية للجراحات التجميلية الفاشلة

كيف يعمل البوتوكس؟

الاستخدام الأساسي والشائع للبوتوكس هو تقليل ظهور التجاعيد وعلامات التقدم في السن، وذلك لأن البوتولينوم هو سُم يستهدف الجهاز العصبي ويعطِّل الإشارات العصبية التي تحفّز تقلص العضلات. فمن أجل تقلص أي عضلة، تُطلق الأعصاب ناقلاً كيميائياً يُدعى الأستيل كولين في الأماكن التي تلتقي فيها النهايات العصبية مع خلايا العضلات، فيرتبط الأستيل كولين بالمستقبلات الموجودة في خلايا العضلات مسبباً تقلصها. 

تمنع حقن البوتوكس إفراز الأسيتيل كولين، ما يمنع انقباض العضلات ويسبب شللاً عضلياً مؤقتاً، فتظهر العضلات بمظهر أكثر نعومة وأقل تجعداً.

ما استخدامات البوتوكس؟

كما ذُكر سابقاً، الاستخدام الأساسي للبوتوكس هو تقليل ظهور التجاعيد، ولكن تأثيراته مؤقتة وتستمر ما بين 3 إلى 6 أشهر، وذلك اعتماداً على نوع العلاج، وغالباً ما يطلب الناس حقن البوتوكس لمعالجة التجاعيد في المناطق التالية من الوجه:

  • التجاعيد بين الحاجبين (خطوط العبوس).
  • التجاعيد الأفقية في الجبهة.
  • التجاعيد في الزوايا الخارجية من العينين.
  • الخطوط في زوايا الفم.
  • تجاعيد الذقن.

بالإضافة إلى ذلك، يستخدم البوتوكس لعلاج العديد من الحالات المرضية الأخرى مثل:

  • الوقاية من الصداع النصفي وذلك بحقن البوتوكس في عضلات الرأس والرقبة.
  • علاج التعرق المفرط بحقن البوتوكس في الجلد داخل الأدمة.
  • علاج سيلان اللعاب الزائد بحقن البوتوكس في الغدد اللعابية.
  • علاج فرط نشاط المثانة بحقن البوتوكس في المثانة، وغيرها من الحالات.

اقرأ أيضاً: قد تحتوي مستحضرات التجميل على مواد كيميائية سامة «أبدية»

ما الآثار الجانبية للبوتوكس؟

على الرغم من أن سُمّ البوتولينوم يهدد الحياة، فإن الجرعات الصغيرة منه مثل المستخدمة في الحقن التجميلية تُعد آمنة بشكل عام عند تطبيقها بواسطة طبيب أمراض جلدية أو جراح تجميل معتمد، وغالبية الآثار الجانبية التي قد تظهر تكون خفيفة ومؤقتة. ومن الآثار الجانبية للبوتوكس ما يلي:

  • ألم أو تورّم أو كدمات في موقع الحقن.
  • صداع.
  • حمّى.
  • قشعريرة.
  • أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا.
  • اضطرابات المعدة.

ترتبط بعض الآثار الجانبية بمنطقة الحقن، على سبيل المثال، إذا تم الحقن في منطقة قريبة من العين، فقد تحدث الآثار الجانبية التالية:

  • تدلي الجفون.
  • تدلي الحاجب وعدم تناسق الحاجبين.
  • جفاف العينين.
  • إدماع مفرط.
  • في حين قد يؤدي الحقن حول الفم إلى ابتسامة ملتوية أو سيلان اللعاب.

وعلى الرغم من أن معظم الآثار الجانبية للبوتوكس عادة ما تكون مؤقتة وتتلاشى في غضون أيام قليلة، فإن تدلي الجفون وسيلان اللعاب وعدم التناسق هي آثار ناتجة عن التأثيرات غير المقصودة للسموم على العضلات المحيطة بالمناطق المستهدفة، بالتالي، فإن هذه الآثار قد تستغرق عدة أسابيع حتى تتحسن وذلك مع زوال السم.

اقرأ أيضاً: كيف يتم رسم الوشم على الجسد؟ وكيف تتم إزالته؟

وفي حالات نادرة، قد يصاب الشخص بأعراض جانبية خطيرة تشبه أعراض التسمم الوشيقي، ناتجة عن انتشار سم البوتولينوم إلى مناطق أخرى من الجسم خارج أماكن حقنه، وهذا قد يحدث حتى عند الأشخاص الذين يتلقون حقن البوتوكس لأغراض تجميلية. لذلك، ينبغي طلب العناية الطبية مباشرة عند حال ظهور أي من الأعراض التالية:

  • صوت أجش أو صعوبة في التحدث أو كلام غير واضح.
  • ضعف عضلي غير عادي أو شديد أو شلل في مناطق من الجسم لم تُحقَن بالسم.
  • صعوبة في البلع.
  • صعوبة في التنفس وضيق الصدر.
  • ألم أو ضغط في منطقة الصدر أو ألم ينتشر إلى الفك أو الكتف.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • مشكلات في الرؤية أو ازدواج الرؤية.
  • حساسية العينين الشديدة للضوء.
  • تورم الجفن أو حدوث تقشر أو نزيف من العينين.
  • فقدان السيطرة على المثانة أو صعوبة في إفراغ المثانة، أو وجود دم في البول، أو ألم وحرقة عند التبول.
  • ضعف عام.
  • اضطرابات شديدة في المعدة، وغيرها.

قد يعاني الشخص من آثار جانبية خطيرة إذا لم يتم تحضير الحقن وفقاً للمعايير الصحيحة، أو إذا تم تطبيق الحقن بواسطة أخصائي رعاية صحية قليل الخبرة.

اقرأ أيضاً: كيف تعمل تقنية تجميد الدهون للتنحيف وما مخاطرها؟

ما الفيلر؟

الفيلر أو الحشوات الجلدية (Dermal fillers)، هي مواد شبيهة بالهلام قد تكون طبيعية أو اصطناعية، تُحقن في خطوط الوجه وثنياته وأنسجته، لتقليل ظهور التجاعيد واستعادة الامتلاء الطبيعي للوجه الذي يتناقص مع التقدم في العمر، وتكون معظم مواد الحشو هذه قابلة للامتصاص بواسطة الجسم، لذلك فهي تقدم نتائج مؤقتة تستمر من عدة أشهر إلى سنتين، وذلك اعتماداً على المنتَج وعلى جسم الشخص نفسه واستقلابه. 

ومن أشهر هذه المواد:

  • حمض الهيالورونيك وهو سكر موجود بشكل طبيعي في الجسم.
  • هيدروكسيلاباتيت الكالسيوم وهو مكون رئيسي للعظام.
  • حمض بولي إل لاكتيك.
  • الدهون الذاتية وهي تقنية تعتمد على أخذ الدهون من أجزاء معينة من الجسم مثل الأرداف وحقنها في مناطق الوجه لملئها، وعادة ما توفر نتائج طويلة الأمد.
  • حبيبات بولي ميثيل ميثاكريلات وهي مادة اصطناعية لا يمتصها الجسم. 

اقرأ أيضاً: 6 نصائح مذهلة لتأخير ظهور التجاعيد

ما الآثار الجانبية للفيلر؟

على الرغم من أن الفيلر أو حشوات الوجه آمنة بشكل عام، لكن غالباً ما تظهر بعض الآثار الجانبية للفيلر بشكل فوري حول مواقع الحقن، أو قد تستغرق 7 إلى 14 لكي تظهر بشكل واضح. ومن الآثار الجانبية الشائعة للفيلر ما يلي:

  • احمرار.
  • تورم.
  • ألم.
  • كدمات.
  • حكّة.
  • طفح جلدي.

أما الأعراض الجانبية النادرة والأقل شيوعاً للفيلر والتي ينبغي معرفتها هي:

  • العدوى.
  • تسرب مادة الحشو من خلال مواقع الحقن.
  • عقيدات حول مواقع الحقن، والتي قد تحتاج إلى إزالتها جراحياً.
  • الورم الحبيبي (Granulomas)، وهو نوع من التفاعل الالتهابي الناتج عن مادة الحشوة.
  • تحرك الحشوة من منطقة إلى أخرى.
  • تضرر الأوعية الدموية.
  • العمى الذي قد يحدث عندما تُحقن مادة الفيلر في الشريان ما يمنع تدفق الدم إلى العينين.
  • موت الأنسجة بسبب منع تدفق الدم إليها نتيجة حقن الفيلر في الشريان.

اقرأ أيضاً: تحدث لأسباب مختلفة: حول جفاف الشفاه وطرق علاجه

حقن البوتوكس والفيلر هو إجراء آمن إذا تم تحت إشراف طبيب متمرس وفي مركز طبي مرخص لهذا الإجراء، وليس في المنزل أو في مكان ما، ويجب ضمان أن المواد المستخدمة ذات نوعية جيدة ومحفوظة بطريقة صحيحة. 

بالإضافة إلى ذلك، لا بُدّ أن تكون على دراية كافية بالمخاطر والآثار الجانبية للبوتوكس والفيلر، لكي تتصرف بسرعة في حال ظهور أي عرض خطير.

المحتوى محمي