صور مذهلة للحياة البرية لن تصدق أنها التُقطت على الأرض

حان الوقت لإظهار مهاراتكم في التقاط الصور المقرّبة.

تم الكشف عن الفائزين بالمسابقة السنوية الرابعة لأفضل مصور عن قرب، والصور التي التقطوها مثيرة للإعجاب حقاً. تشمل المسابقة على 11 فئة للصور، وتغطي الصور المئة الفائزة موضوعات مختلفة، من الأخطبوطات وعثة الأطلس وحتى مسارات الفرومونات والمقاطع العرضية الدقيقة للأوراق.

قصة الصورة الفائزة بالجائزة الكبرى (الصورة أعلاه)

يستطيع نبات الإبريق الشمالي (Sarracenia purpurea) العيش في موائل المستنقعات التي تفتقر إلى المغذيات لأنه من الأنواع اللاحمة، حيث تفتقر هذه البيئات إلى التربة الغنية بالمغذيات وتسود فيها طحالب الإسفغنون (Sphagnum) بدلاً عن ذلك. لا يمتص هذا النبات العناصر الغذائية من جذوره، وبدلاً من ذلك، يقوم باصطياد فرائسه عن طريق محاصرتها داخل أوراقه المتخصصة التي تشبه الأباريق، ومن ثم هضمها وامتصاص عناصرها الغذائية. عادةً ما تتغذى هذه النباتات على اللافقاريات، مثل العث والذباب، لكن الباحثين في محطة أبحاث الحياة البرية في ألغونكوين ذُهلوا عندما اكتشفوا مؤخراً أنها يمكن أن تتغذى على حيوان آخر غير متوقع؛ السمندل المرقط (Ambystoma maculatum).

كانت مجموعة النباتات هذه التي تعيش في حديقة مقاطعة ألغونكوين أول مجموعة يتم اكتشاف أن نظامها الغذائي يشتمل على الفقاريات بانتظام، وقد أثار ذلك دهشة الخبراء نظراً لأن السمندل يُعد وجبة كبيرة جداً بالنسبة لنباتٍ يتغذى عادةً على اللافقاريات.

كنت أرافق الباحثين في استقصاءاتهم اليومية للنباتات والتقطت هذه الصورة في ذلك اليوم. عادةً ما يصطاد نبات الإبريق فريسة واحدة من السمندل في كل مرة، لكنه قد يفترس أحياناً عدة سمندلات في الوقت نفسه. وتصادف أن لاحظت أحد تلك النباتات وهي تفترس سمندلين صغيرين وكان كلاهما في مرحلة التحلل ويطفوان على سطح السائل ضمن أوراقها التي تتخذ شكل الإبريق، وأدركت حينها أنها لحظة استثنائية قد لا تتكرر مرة أخرى. في اليوم التالي، هبطت بقايا كلا السمندلين في قاع السائل في الإبريق.

المصورة سامانثا ستيفنز

صور أخرى مذهلة

سيتم فتح الاشتراك مجدداً في مسابقة مصور الماكرو للعام في شهر مارس/ آذار المقبل، وهناك حد أدنى من مواصفات الصور لقبول مشاركتها في المسابقة في هذا العام. ولكن قبل أن تبدأ بتجهيز كاميراتك، ألهم نفسك قليلاً بإلقاء نظرةٍ على الصور الفائزة هذا العام للحصول على الإلهام.

صورة مشاركة في مسابقة التصوير الفوتوغرافي تظهر مجموعة من الضفادع الأوروبية وهي تتزاوج في بركة ماء في براغ. — نسبة الذكور إلى الإناث في الضفادع الأوروبية (Bufo bufo) مرتفعة جداً، حيث يوجد 5 ذكور مقابل كل أنثى، ما يؤدي غالباً إلى نشوب منافسة شرسة بين الذكور للفوز بالأنثى والتزاوج بها. لاحظت هذه الضفادع في إحدى البرك في براغ في التشيك، حيث يتجمع نحو 15 ذكراً في الوقت نفسه حول أنثى واحدة فقط، ثم تغرق هذه التكتلات الكبيرة إلى أعماق أكبر، وغالباً ما تغرق الأنثى التي تكون في وسطها معها. فيت لوكاس/ المسابقة السنوية الرابعة لأفضل مصور عن قرب.

صورة مشاركة في مسابقة التصوير الفوتوغرافي تظهر فقاعات من الصابون بألوان متلألئة على خلفية سوداء — "يثير الكون خيالاتنا، من ألعاب الطفولة وحتى أفلام الخيال العلمي. في هذه الصورة، حاولت إلهام المشاهد تخيّل وجود عوالم خارجية تحتوي على أشكال فريدة من الحياة، وذلك من خلال استخدام تصوير الماكرو وغشاء فقاعة صنعتها من ثلاثة مكونات فقط: الماء والصابون والغليسرين. وبعد خلطها بنسب مختلفة، تمكنت من التقاط الصور التي كنت أبحث عنها، حيث كان كل تغيير صغير يخلق أنماطاً وألواناً مختلفة جداً. من المثير للاهتمام أن هذا التكوين الشبيه بالديدان نادر الحدوث في حياة الفقاعة ولا يستمر سوى بضع ثوانٍ قبل أن تنفجر. برونو ميليتيلي/ المسابقة السنوية الرابعة لأفضل مصور عن قرب.

صورة مشاركة في مسابقة التصوير الفوتوغرافي تظهر فراشة صفراء مخططة تطير حول بركة ماء يسطع عليها ضوء الشمس. — بعد ظهر يوم 23 أغسطس/ آب عام 2021، وعلى طريق ريفي في مقاطعة هاينينغ بمحافظة تشجيانغ بالصين، رأيت الكثير من الفراشات بالقرب من بركة صغيرة. حرصاً على عدم إزعاجها، التقطت صوراً لها عن بعد في البداية، "لكنها لم تهرب بسبب وجودي، لذلك اقتربت ببطء والتقطت عشرات الصور واخترت منها هذه الصورة". غوانغو غو/ المسابقة السنوية الرابعة لأفضل مصور عن قرب.

صورة مشاركة في مسابقة التصوير الفوتوغرافي تظهر خيوط العفن المغلفة بالثلج — "في يناير/ كانون الثاني العام الماضي، وبعد يومين من ظروف الضباب ودرجات الحرارة المتجمدة، وجدت بعضاً من أعفان "كوماتريشا" (Comatricha) الناضجة ناميةً على عمود سياج مُلقى على كومة من الأخشاب المتحللة. لفت انتباهي كيف يغلف الجليد أبواغ العفن بطريقةٍ تخلق أشكالاً غريبة تشبه الأوراق التي تمزقها الرياح. كان ارتفاع هذه الأعفان، مع الجليد الذي يظهر في الصورة، 3 مليمترات فقط. الصورة النهائية ناتجة عن 55 صورة ذات أقواس بؤرية مجمعة بواسطة برنامج "زيرين ستاكر" (Zerene Stacker)". باري ويب/ المسابقة السنوية الرابعة لأفضل مصور عن قرب.

صورة مشاركة في مسابقة التصوير الفوتوغرافي تظهر دودة وردية وهي تعقد نفسها على صخرة — في أوائل الخريف خلال رحلة ليلية نستكشف فيها جداول الغابات المطيرة الأسترالية في منطقة "صنشاين كوست"، صادفت أنا وصديقي مشهداً فريداً؛ دودة شعرية طويلة تخرج من بطن عنكبوت الصياد. لقد قرأت عن هذه المخلوقات المرعبة من قبل، ولكنها المرة الأولى التي أشاهد فيها دودة "جورديان" الشعرية في الواقع. لحسن الحظ، لا تصيب هذه الديدان الطفيلية، والمعروفة بتشكيل عدد كبير من العقد، سوى اللافقاريات. بمجرد فقس بيوضها، تسبح يرقاتها المجهرية بحرية في الماء في انتظار أن تلتهمها الحشرات لتنمو بعدها داخل معدتها، وتخترق في النهاية بطانة المعدة وتبدأ في التغذية على أعضائها غير الحيوية. وبعد أن تصل إلى مرحلة النضج، تطلق هذه الدودة مادة كيميائية تؤثر على دماغ مضيفها وتحوله إلى ما يشبه الزومبي وتدفعه إلى السير نحو الماء، حيث تخرج من بطنه وتسقط في الماء لإكمال دورة حياتها. تمكنت من إخراج الدودة من الماء ووضعتها على صخرة وهي معقودة وسمحت لي بتصويرها. من الصعب في الواقع التصوير في بيئة مليئة بالصخور الزلقة والمياه المتدفقة لأن ذلك يتطلب معدات مقاومة للماء بالإضافة إلى صعوبة العثور على مكان مناسب لنصب الكاميرا والتقاط الصور منه. إعداد الماكرو المعتاد لدي هو فلاش خارجي ومشتت إضاءة صنعته بنفسي لتنعيم الضوء، وغالباً ما أستخدمه لاستكشاف المناطق الطبيعية ليلاً لتوثيق اللحظات الفريدة في الحياة البرية التي قلّما نشاهدها في تلك المواقع". بن ريفيل/المسابقة السنوية الرابعة لأفضل مصور عن قرب.

صورة مشاركة في مسابقة التصوير الفوتوغرافي تظهر قنديل البحر وهو يصطاد تحت الماء بواسطة مجساته — الصورة لـ "لوسرناريا كوادريكورنيس"، وهو نوع من قناديل البحر التي تنتمي إلى عائلة "ستاوروميدوزا" (Stauromedusae)، والتقطتها تحت الجليد في البحر الأبيض في روسيا؛ البحر المتجمد الوحيد في أوروبا. يدل لون الماء الأخضر على نمو الطحالب، ما يشير إلى قرب حلول الربيع. يتمكن قنديل البحر هذا من الالتصاق بالصخور أو الأعشاب البحرية من خلال "ساقه"، وتمتد مجساته لأعلى أو لأسفل في انتظار مرور أي فريسة للقبض عليها. بعد نجاحه في إمساك الفريسة، تلتف مجساته حولها ويقبض عليها بإحكام، وإذا لم يتمكن من إمساك أي فريسة في ذلك الموقع، ينتقل إلى موقع آخر مستخدماً "ساقه" هذه. فيكتور لياجوشكين/ المسابقة السنوية الرابعة لأفضل مصور عن قرب.

صورة مشاركة في مسابقة التصوير الفوتوغرافي تظهر عنكبوتاً قافزاً زهرة صفراء. — "توفر الصخور الحارقة في ميالتون في السويد موئلاً مثالياً لهذه العناكب القافزة الكبيرة، وقد صادفت العديد من العناكب القافزة من نوع "أيلوريلوس في-إنسيغنيتوس" (Aelurillus V-insignitus) على طول الشاطئ الصخري هناك. يمكن أن تنمو هذه العناكب إلى أحجام كبيرة، بحجم ظفر اليد، ما يجعل منها أحد أكبر العناكب القافزة في السويد. العنكبوت في هذه الصورة أنثى، ويمكن معرفة ذلك من خلال لونها الرمادي وحجمها، لأن الذكور أصغر قليلاً وألوانها أغمق، وبالإضافة إلى ذلك، يوجد على رأس الذكر نمط على شكل حرف "V"، وهو ما يُعطي هذه العناكب اسمها اللاتيني. كانت هذه العنكبوت نشطة جداً، وكان علي الانتظار لبعض الوقت لأتمكن من التقاط الصورة التي أردتها، حيث أثار ضوء الفلاش انتباهها، فنظرت للأعلى، فانتهزت الفرصة لالتقاط هذه الصورة". غوستاف بارينمارك/ المسابقة السنوية الرابعة لأفضل مصور عن قرب.

صورة مشاركة في مسابقة التصوير الفوتوغرافي تظهر أسماكاً وردية وأرجوانية في البحر الأحمر. — حاولت في هذه الصورة نقل الشعور الأثيري بأنك تحت الماء، وقد التقطتها في البحر الأحمر في مصر، حيث تعيش الكثير من هذه الأسماك الجميلة التي تُعرف باسم "أنثيا البحر الأحمر" (Red Sea anthia). استخدمت مزيجاً من التعريض المزدوج في الكاميرا وعدستين لالتقاط هذه الصورة؛ عدسة "أوريستن" خلفية من شركة "ماير" لإظهار تأثير فقاعة البوكيه، وعدسة "سيغما 17" بقياس 70 ميلمتراً لتصوير السمكة. كاثرين هولمز/ المسابقة السنوية الرابعة لأفضل مصور عن قرب.

صورة مشاركة في مسابقة التصوير الفوتوغرافي تظهر طائر درانغو يطارد سرباً من النمل الأبيض في مشهد ليلي ضبابي — تطير بعض أنواع النمل الأبيض في أسراب قبل حلول الرياح الموسمية في وقت متأخر بعد الظهر وساعات المساء، ويُعرف هذا السلوك بطيران التزاوج، وقد شاهدت هذا الحدث في أحد الأيام بالقرب من محطة للوقود في مدينة كوتش بيهار بالهند. كان هناك آلاف الحشرات من النمل الأبيض التي كانت منجذبة إلى ضوء الشارع القوي، بالإضافة إلى طائر درانغو أسود ظل يتغذى عليها نحو 20 دقيقة. استخدمت تعريضات متعددة لتصوير هذا الحدث النادر الذي لم أره من قبل. التقطت 3 صور، الأولى بسرعة غالق عالية وبتوازن كيلفين للون الأبيض، والثانية بسرعة غالق عالية للتركيز على الطائر، والثالثة بسرعة غالق بطيئة في توازن تنغستن للون الأبيض، ومن ثم دمجتها لاحقاً في الكاميرا لإنشاء الصورة النهائية. أنيربان دوتا/ المسابقة السنوية الرابعة لأفضل مصور عن قرب.

صورة مشاركة في مسابقة التصوير الفوتوغرافي تظهر أفعى رمل الصحراء وهي تحفر مساراً في الرمل في الصحراء. — حالفنا الحظ أخيراً في العثور على إحدى أفاعي رمل الصحراء التي تُعرف بالأفعى القرناء (Cerastes vipera) في أحد الأيام الجافة بعد عدة محاولات فاشلة للبحث عنها في ظروف ممطرة. تتبعنا آثار هذا الثعبان لمسافة تزيد على 100 متر عبر الكثبان الرملية في صحراء النقب، وبقينا ننظر عن كثب إلى الرمال حتى لا نفقد أثرها، بل ولاحظنا أنها اجتازت آثار أقدامنا السابقة. بعد ملاحقتها لفترة طويلة، وجدنا هذا الثعبان بينما كان يحفر لنفسه مكاناً في الرمال لنصب كمين لفريسته بالقرب من آثار أبو بريص، والذي نجا بأعجوبة من براثنها قبل أن يصبح وجبة لذيذة لها". بول لينارت شميد/ المسابقة السنوية الرابعة لأفضل مصور عن قرب.

صورة مشاركة في مسابقة التصوير الفوتوغرافي تظهر فطر الدراق المتجعد مع قطيرات برتقالية على خلفية خضراء. — "يُصنف فطر الدراق المجعّد (Rhodotus) على أنه من الأنواع المهددة بالانقراض في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة بسبب تناقص أشجار الدردار ورماد الخشب الناجمين عن الأمراض الفطرية وإزالة الأخشاب الميتة، لذلك يُعتبر جمع هذا الفطر أو تدمير موائله غير قانوني في المملكة المتحدة. سوف يسعد عشاق الفطريات بمعرفة أن هذه العينة النادرة قد شوهدت في حديقة بلندن في عام 2021، وقد تبدو صغيرة الحجم، لكنها أكبر في الواقع. يبلغ ارتفاع الفطر في هذه الصورة 1 إلى 2 سنتيمتر على الأكثر، ويُدعى السائل الذي يبدو وهو يقطر منها الادماع، وهو عبارة عن ماء زائد يتخلص منه الفطر عبر الجزء المثمر منه مع نموه. يعود لون القطيرات البرتقالي النابض بالحياة إلى الصبغات الموجودة في الفطر. جيمي هول/ المسابقة السنوية الرابعة لأفضل مصور عن قرب.

صورة مشاركة في مسابقة التصوير الفوتوغرافي تُظهر البرنقيل الذهبي موزعاً بين مجموعة من بلح البحر المتجمعة على الشاطئ. — التقطت هذه الصورة عام 2020 على الساحل الشرقي لأستراليا بالقرب من إنفيرلوك في فيكتوريا. كنت هناك لتصوير إحدى المسلات البحرية المشهورة، ولكن الظروف لم تكن ملائمة، لذلك قضيت بعض الوقت في مراقبة التفاصيل الأخرى المثيرة للاهتمام على طول الشاطئ. وبينما كنت أسير على طول هذه الصخور الضخمة المسطحة بالقرب من الشاطئ، عثرت على مجموعة بلح البحر هذه. لفتت انتباهي في البداية محارات البرنقيل الذهبي التي تغطيها وكيف يتباين لونها بشكلٍ مذهل مع لون بلح البحر لدرجة أنها بدت وكأنها قطع صغيرة متناثرة من الذهب.أردت التقاط صورة يظهر فيها البرنقيل الذهبي موزعاً بشكل متسق بين بلح البحر، وأردت التقاط المشهد بأكمله دون الحاجة إلى استخدام تقنية التقاط الصور المتعددة، لذلك بحثت عن بقعة مسطحة نسبياً ومستوية من بلح البحر لتصويرها. كانت أشعة الشمس الساطعة تنفذ بين الفينة والأخرى من بين الغيوم وتعيق تصوير هذه البقعة، لذلك انتظرت إلى أن اختفت كلياً خلف الغيوم كي ألتقط صورة يتوزع فيها الضوء بشكل متساوٍ لإظهار التفاصيل المعقدة لهذا المشهد. جيف فريستون/المسابقة السنوية الرابعة لأفضل مصور عن قرب.