كل ما تودّ أن تعرفه عن الذقن المزدوجة التي تفاجئك في الصور

4 دقائق
هل ترى ذقناً مزدوجة هنا؟

تتحرك كاميرا الفيديو لتستعرض من الماضي بعض الصور الفاخرة للشخصيات المجهولة عبر التاريخ، حيث تظهر امرأة في القبة الإليزابيثية وهي تتبسم بغنج من مكانها الجاثم في لوحة زيتية. وينظر رجل مسنّ ذو لحية طويلة بيضاء نحو الأسفل وعيناه تطرفان. ولكن وراء هذه اللحية الطويلة التي تصل إلى السرّة يخفي هذا الشخص ذقناً مزدوجة.

واتضح بأن الفيديو الذي أشاهده ليس البداية الصحيحة لأحد الأفلام الوثائقية، بل هو إعلان لعلاج كيبيلا، وهو أحد الإجراءات التي وافقت عليها إدارة الأغذية والأدوية الأميركية بهدف إزالة الذقن المزدوجة، والتي تعرف عند الأطباء والمطلعين على علم التشريح باسم "الدهون تحت الذقنية". وهي نتيجة الأنسجة الزائدة المتوضعة تحت عظم الذقن، أو عظم الفك السفلي. ولا يُعرف العدد الدقيق للأشخاص الذين يملكون الذقن المزدوجة، ولكن نجاح بعض العلاجات مثل كيبيلا يوضح شيئاً واحداً، وهو بأن أولئك الذين لديهم هذه الدهون تحت الذقنية كثيراً ما يريدون التخلص منها.

وقد قضى الدكتور شایان إزادوست من کلیة بایلور الطبیة في ھیوستن سنوات وهو يدرس الذقن، وإعادة تشکیلها عند المرضی في عيادته المتخصصة بالجراحة التجميلية. ويقول بأن الذقن المزدوجة هي مصطلح يجمع ما هو أشبه في الحقيقة بثلاث مجموعات فرعية ومختلفة من الدهون. واتضح بأن الذقن المزدوجة يمكن أن تنجم في الواقع عن الجلد الزائد أو عن الدهون الزائدة أو عنهما معاً. وعندما يراجعه المرضى بشأن الدهون تحت الذقنية، فإن أول شيء يحاول إيزادوست تحديده هو أي مجموعة من المجموعات الثلاث التي تنطبق عليها.

مع تقدم البشر في العمر،يفقد الجلد  الكثير من مرونته الطبيعية. الأمر أشبه بالشريط المطاطي في السراويل الرياضية، والذي يكون مشدوداً في البداية. ولكن تقلبات الوزن والسحب والتمدد الطبيعي وتدهور غضاريف وعظام ودهون الوجه تؤدي في نهاية المطاف إلى ترهل الجلد. كما أن التدخين والتعرض لأشعة الشمس والجاذبية تزيد الأمر سوءاً. ولكن ترهل الجلد لا يختفي، وإنما يتجمع. وأحياناً، يتجمع مباشرة تحت ذقنك. ويمكن أن تظهر الذقن المزدوجة عند الشباب أيضاً، حتى عندما يكون جلدهم يتمتع بمرونته الطبيعية. وفي هذه الحالات (أو حالات الذقن المزدوجة الناجمة عن كل من ترهل الجلد والدهون تحت الذقنية معاً)، يقول إيزادوست بأن السبب الأكثر احتمالاً هو الوزن أو الوراثة.

لا تتوزع الدهون في جسم الشخص بنفس الطريقة، ولكن بشكل عام، إذا كان لديك جسد ثقيل الوزن، فيكون وجهك كبيراً على الأرجح. ولهذا السبب، بالنسبة للأشخاص الذين لديهم دهون تحت الذقن بالفعل وليس مجرد جلد زائد، يوصي إيزادوست باتباع حمية غذائية وممارسة الرياضة كوسيلة غير جراحية للحد من الذقن المزدوجة. تنص النظرية على أنه إذا انخفض مؤشر كتلة الجسم بشكل عام، فإن بعض الوزن الزائل سيكون من هذا الجيب الصغير أسفل الفك. وعلى الرغم من نجاح ذلك عند كثير من الناس، إلا أن الوراثة تلعب دوراً مزعجاً في ظهور الذقن المزدوجة.

لم يحدد أي باحث - حتى الآن على الأقل - تسلسلات الحمض النووي المميزة التي تجعل المنطقة تحت الذقنية سمينة، وفقاً لإيزادوست. لكنه يقول بأن الأدلة تشير إلى أن الذقن المزدوجة هي أكثر شيوعاً في العائلات، مما يشير إلى بعض الأسباب الوراثية. وهذا يعني بأنه حتى لو كان الشخص يتبع حمية غذائية ويمارس التمارين الرياضية، فقد لا ينجح أبداً بتغيير هذا البروز الوجهي. وعلى النقيض من ذلك، فإن الشخص الذي لم يسبق له اتباع الحمية الغذائية أو ممارسة الرياضة قد يتجنب ظهور ذلك في المقام الأول إذا كان لديه بعض الجينات.

وفي حين ما تزال الكثير من أسباب الذقن المزدوجة كامنة ضمن الحمض النووي، إلا أن الأطباء على يقين بأن الذقن المزدوجة لا تشكل خطراً على صحة الشخص. وهي لا تشير إلى وجود جينات "سيئة" أو أمراض كامنة أو أي شيء من هذا القبيل. إنها مجرد القليل من اللحم المضاف إلى عظامك. ومع ذلك، يقول إيزادوست بأن الكثير من الناس ينفقون كل ما يملكون لتخليص أنفسهم من الذقن المزدوجة إلى الأبد. ويضيف: "أي تغيير في وجهك يجذب اهتمام الآخرين. فعندما يكون لديك ذقن مزدوجة، فإن الناس يدركون بأن [الآخرين] يحدقون في ذلك أو ينظرون إلى ذلك أو يشعرون بأنه أمر غريب عن الشكل الطبيعي للإنسان. بالطبع، إن الأمر ليس كذلك. ولكنني أعتقد بأن الناس يظنون بأن الآخرين يرون ذلك الجزء على أنه خلل".

بالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن الكمال المفترض، فإن الطب الحديث يقدم مجموعة من التدخلات غير التامة باعتراف الجميع. وقد اعتمد العديد من الناس على شفط الدهون أو الإجراءات الجراحية الأخرى لإزالة الذقن المزدوجة. إلا أن الأميركيين يلجؤون على نحو متزايد إلى العلاجات الكيميائية مثل كيبيلا، والذي تمت الموافقة عليه في عام 2015 كبديل غير جراحي لإزالة الدهون تحت الذقنية، ويتكون المصل من حمض ديوكسي كوليك، وهي مادة كيميائية تأكل الدهون.

في مقال نشر في مجلة ذا أتلانتيك في يونيو، وصفت ليندسي هنتر لوبيز تجربتها الخاصة مع كيبيلا. في أول زيارة لها، تم حقن ثلاث عبوات من الدواء بواسطة إبرة تحت فكها مباشرة. وبعد ستة أسابيع، عادت من أجل جولة علاجية ثانية. وبين الجولتين، قام حمض الصفراء بحلّ الخلايا الدهنية في ذقنها، والتي أفرزها جسدها ببطء كنفايات. وعانت من بعض الألم والتورم والكدمات، وأنفقت ما بين 800 إلى 1400 دولار أميركي لكل جولة علاجية. ولكن بالنسبة لهنتر لوبيز والعديد من الأشخاص الآخرين المعجبين بعلاج كيبيلا، فقد كانت المعاناة الخفيفة تستحق النتيجة النهائية. وفي الواقع، يأمل بعض الناس أن يتم توفير علاجات مماثلة لأجزاء أخرى من الجسم، مثل المناطق القريبة من الصدر أو فوق الركبة. ومع ذلك، قد يكون التطور بطيئاً في المناطق الجديدة لإزالة الدهون، لأنه كلما ازدادت المساحة المعرضة للمواد الكيميائية التي تأكل الدهون، كلما ازداد احتمال نشوء (بدلاً من زوال) الجلد ذي النقرة والرواسب الدهنية غير المستوية.

لا يملك كل الأشخاص المال أو الدوافع للتعامل مع شيء غير مهم من الناحية الطبية كالذقن المزدوجة. قد يكون من الأفضل لهؤلاء الأفراد ممارسة تمارين القلب والأوعية الدموية، أو اتباع نظام غذائي أكثر توازناً، أو إجراء تمارين الذقن المستهدفة، أو ارتداء وشاح مزركش أو إطالة اللحية.

المحتوى محمي