10 أسباب تؤدي لفرط التجشؤ

التجشؤ هو رد فعل طبيعي يحدث عند امتلاء المعدة بالهواء بشكل يفوق قدرتها على التوسع، ما يدفعها إلى التقلص ودفع الهواء للأعلى ليخرج عن طريق الفم. وعلى الرغم من أن التجشؤ يُخفف ضغط المعدة ويجعلنا مرتاحين أكثر وأقل انتفاخاً، فإنه قد يتكرر ليصبح مزعجاً ومصدراً للإحراج وخاصةً في المجالس الاجتماعية أو أثناء العمل بالمكتب.

قد يحدث التجشؤ المفرط نتيجة وجود حالة صحية تتطلب التدبير، وهذا صحيح بشكل خاص عندما يكون التجشؤ المفرط مصحوباً بأعراض أخرى مثل ألم البطن أو حرقة المعدة أو صعوبة البلع وغيرها، إلا أنه لا يشير عادةً لأي حالة صحية خطيرة. ولكن عندما يبدأ فرط التجشؤ بالتعارض مع الأنشطة اليومية والتأثير على نوعية الحياة، عندئذ يتوجب البحث في أسبابه بشكل دقيق، لهذه الغاية أوردنا أبرز 10 أسباب تقف وراء حدوث التجشؤ المفرط. 

اقرأ أيضاً: جرثومة المعدة: المتهم الأول في سرطان المعدة

• القرحة المعدية وإصابة المعدة بالإنتان الذي تسببه بكتيريا الملوية البوابية

يكون التجشؤ في بعض الأحيان علامة على حدوث قرحة في المعدة، حيث يمكن تشبيه القرحة بتآكل في الغشاء المخاطي المعدي والذي بدوره يجعل المعدة أكثر حساسية وأكثر قابلية للانزعاج عند تناول الطعام وخاصةً الأطعمة الدهنية، لهذا السبب من الطبيعي أن يشعر مرضى القرحة المعدية بالامتلاء والانتفاخ وما يترتب عليه من رغبة ملحة بالتجشؤ بعد تناول الطعام.

من جهة أخرى، تؤدي إصابة المعدة بالالتهاب الذي تسببه الملوية البوابية دوراً في تحريض التجشؤ، عن طريق دفع المعدة إلى إنتاج المزيد من الحمض والذي بدوره يراكم الغازات في المعدة.

• اضطراب تحمل اللاكتوز

يغيب إنزيم "اللاكتاز" الذي يهضم اللاكتوز الموجود في الحليب ومنتجاته، وعند غياب هذا الإنزيم، تفشل المعدة في هضم الأطعمة التي تحتوي على الحليب، لتُخَمر اللاكتوز بدلاً من هضمه مسبباً ذلك تراكماً مفرطاً للغازات في المعدة والذي يزيد بدوره من التجشؤ.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن للمصابين بحساسية اللاكتوز الاستمتاع بفوائد الحليب ومنتجاته؟

• القلس المعدي المريئي

يعاني الأشخاص البدينون كما تعاني الحوامل من القلس المعدي أو ارتجاع الحمض من المعدة إلى المريء، والذي يُشعر به كأنه "كتلة" مزعجة في الحلق، ما يدفع المصابين بالارتجاع للبلع بصورة متكررة في محاولةٍ للتخلص من هذه الكتلة العالقة. والبلع المُتكرر يعني إدخال كمية من الهواء إلى المعدة ما يؤدي لحدوث الانتفاخ والتجشؤ.

• الربو

كيف للربو أن يُسبب التجشؤ؟ هذا تساؤل منطقي حتماً فكيف لمرض تنفسي أن يُسبب أعراضاً هضمية؟ في الربو تلتهب القصبات التنفسية وتتشنج ما يجعل الشهيق أصعب، ليبذل المرضى جهداً أكبر لإدخال هواء إلى الرئتين، كما يضيف هذا أيضاً ضغطاً إضافياً على عضلة الحجاب الحاجز. كل هذه المتغيرات من الشد العضلي تجبر الغاز الموجود في المعدة إلى الخروج، ما يجعل مرضى الربو يتجشؤون بمعدل أعلى من غيرهم.

• تناول الطعام بسرعة

تناول الطعام بسرعة كبيرة أو تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة يؤدي لابتلاع كميات إضافية من الهواء، وهذا الهواء الإضافي لن يصل للمعدة وإنما يستقر في المريء ليخرج بعد ذلك عند التجشؤ. من جهة أخرى، يساعد تناول كميات أقل من الطعام وبوتيرة بطيئة إلى تخفيف التجشؤ بآليتين، أولهما منع بلع كميات إضافية من الهواء وثانيهما إنقاص الوزن ما يُخفف الضغط على المعدة والذي بدوره يُخفف من التجشؤ إلى حد كبير.

• نوعية الأطعمة

لربما تكون عادة "مضغ العلكة" هواية يستمتع بها كثيرون، غير مدركين أنها تجعلهم يبتلعون الكثير من الهواء أثناء الاستمتاع بها، لهذا السبب في حال كنت تعاني من فرط التجشؤ وكنت من هواة العلكة، فربما عليك التفكير بالتخلي عن هذه العادة.

تؤدي الأطعمة الحارة والحامضة دوراً كبيراً في تحريض الخلايا المعدية على إفراز الحمض، وهذا ما يُفسر الشعور بالحرقة والامتلاء بعد تناولها، وما يترتب على ذلك من حدوث زيادة في التجشؤ.

اقرأ أيضاً: كيف تستدل على وجود أمراض سوء الامتصاص وكيف يتم علاجها طبيعياً؟

• المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة

يُسأل أي شخص يعاني من التجشؤ "هل تستهلك المشروبات الغازية بكثرة؟" ولا توجه أصابع الاتهام بهذه القوة نحوها عن عبث، حيث تحتوي المشروبات الغازية والبيرة على كميات كبيرة من غاز ثنائي أوكسيد الكربون، والذي يُضيف هواءً إضافياً للمعدة، ولا طريق أمام هذا الهواء سوى الخروج بنفس الطريقة التي دخل منها، عن طريق المريء ومن ثم الفم محدثاً حالة من فرط التجشؤ.

كما يؤدي تناول الفاكهة وعصائرها الغنية بالفركتوز الطبيعي في زيادة حدوث التجشؤ، حيث يتحلل الفركتوز في المعدة محرراً كميات كبيرة من الغاز والذي يشعرنا بالامتلاء ويزيد رغبتنا بالتجشؤ.

• التوتر والقلق

من المعروف أن أمراض الجهاز الهضمي ترتبط بشكل وثيق بالحالة النفسية، وهذا ما يُفسر شيوع الإصابة بالقولون العصبي عند مرضى القلق والتوتر والاكتئاب. وفي القولون العصبي، تتشنج الأمعاء مراكمةً كميات كبيرة من الهواء في الأمعاء والتي بدورها تضغط على الصدر، دافعةً المعدة إلى إخراج الهواء الموجود فيها عن طريق التجشؤ.

• فتق الحجاب الحاجز

تفصل عضلة الحجاب الحاجز مكونات الصدر عن مكونات البطن، وعند حدوث فتق في الحجاب، يبرز الجزء العلوي من المعدة منه ليصل إلى التجويف الصدري، ما يؤدي إلى زيادة حدوث القلس المعدي المريئي وتحرض الخلايا المعدية إنتاج المزيد من الحمض، والذي بدوره يراكم الهواء في المعدة والمريء ويزيد من التجشؤ.

• ازدياد عدد العوامل الممرضة في الأمعاء

صحيح أن الحمض المعدي يُراكم الغازات في المعدة، إلا أنه يُساعد على قتل العوامل الممرضة أيضاً، لهذا السبب يزداد عدد العوامل الممرضة في الأمعاء عند حدوث ضعف إفراز الحمض المعدي. تجعل زيادة النمو البكتيري من امتصاص المغذيات أصعب، ما يؤدي إلى تراكمها في الأمعاء وتحللها ما يراكم الغازات بدوره ويزيد من انتفاخ البطن والتجشؤ على حد سواء.

اقرأ أيضاً: ما هي الحمية الغذائية التي تخفف من أعراض القولون العصبي؟

ختاماً، يمكن التخلص من التجشؤ بتدبير مُسببات حدوثه، ففي حال كنت تعاني من حالة صحية تقف وراء تجشؤك المفرط فإن تدبيرها سيُريحك من التجشؤ، أما في حال كانت عاداتك الغذائية هي السبب، فالابتعاد عن الأغذية والمشروبات التي تُزعجك وتزيد من حساسية جهازك الهضمي سيكون كفيلاً بتخليصك من الإزعاج المرافق للتجشؤ.