متى يُنصح باستشارة الطبيب حول تأخر حدوث الحمل؟

فشلت معالجة نشر الصورة. إذا كانت هذه لقطة أو صورة كبيرة، فيرجى تصغيرها إلى أقل من 2500 بكسل ومن ثم رفعها مرة أخرى.
حقوق الصورة: shutterstock.com/ TShaKopy

بمجرد أن يبدأ الزوجان بمحاولة الإنجاب، يبدو أي تأخير كأن كل المحاولات ستبوء بالفشل، حيث تصبح رحلة المتجر البسيطة وما تتضمنه من رؤية ملابس الأطفال تذكيراً بجميع حالات الحمل الأخرى التي تحدث من حولهما. وأبعد من ذلك، تُصبح كل دورة شهرية مصدراً للإحباط أو الشعور بالفشل تذكرهما أنهما لم ينجحا هذا الشهر أيضاً.

من المهم أن يعي الأزواج ممن يعانون صعوبة الإنجاب أنهم ليسوا وحيدين، إذ يعاني 1 من كل 8 أزواج تأخر الحمل. ولأن المعرفة قوة، ينبغي عليهم أن يطلعوا على أبرز المعلومات حول التوقيت الواقعي لنجاح الحمل ومشكلات الخصوبة الأكثر شيوعاً. وبينما لا يمكننا بالتأكيد ضمان نجاح الحمل بالشهر المقبل، إلا أن المعرفة ستُقرب الزوجين حتماً خطوات عدة للوصول إلى النجاح.

اقرأ أيضاً: هل الإفرازات الصفراء المهبلية علامة مبكرة على حدوث الحمل؟

متى ينبغي استشارة الطبيب حول تأخر الحمل؟

توضح الطبيبة شانتيل كروس، وهي أخصائية في أمراض الغدد الصم وأخصائية العقم في مركز جونز هوبكنز للخصوبة، الفترة المتوقعة لحدوث الحمل ومتى ينبغي استشارة الطبيب حول تأخر الحمل، إذ تقول بهذا الخصوص: "تنجح الغالبية العظمى من البشر في الحمل خلال الأشهر الـ 12 الأولى وذلك بعد ممارسة العلاقة الزوجية غير المحمية أي التي لا تتضمن استخدام موانع حمل". وتابعت كروس التوضيح مشيرةً إلى أن هذه الحالة تنطبق على الإناث ممن لا يبلغن سن 35 عاماً، حيث تختلف المدة اعتماداً على عمر الأنثى، وتحتاج الإناث ممن يبلغن 35 عاماً أو أكثر إلى استشارة الطبيب حول تأخر الحمل بعد 6 أشهر من المحاولات غير المجدية.

وتفسير هذا التفاوت يتجلى في العبارة التي نسمعها بشكلٍ دائم وهي "ساعتك البيولوجية تدق"، والتي تشير إلى انخفاض المخزون المبيضي لدى الأنثى وتراجع جودة النطاف لدى الذكر. حيث تولد الأنثى بمخزون مبيضي يقدّر بمليوني بويضة لتخسر مئات الآلاف منها بحلول منتصف البلوغ، ويستمر هذا الانخفاض في العدد والجودة مع مرور الوقت، إذ تتأثر حتى عملية انقسام الحمض النووي مع التقدم بالسن، وهذا ما يفسّر ازدياد معدل تشوّه الأجنة مع تقدم الأم والأب بالعمر.

اقرأ أيضاً: ما أسباب العقم عند الذكور والإناث؟

ما أسباب تأخر الحمل؟

تتباين أسباب تأخر الحمل بين عدم ممارسة العلاقة الزوجية في الوقت المناسب وتلك التي ترتبط بالمشكلات العضوية. ومن أبرز الأسباب المحتملة لتأخر الحمل والتي يبحث عنها الطبيب عند استشارته حول هذا الخصوص نذكر:

  • عدم ممارسة العلاقة الزوجية في الوقت الموافق للإباضة: تُعرف فترة الإباضة بأنها نافذة الخصوبة والتي تشتمل على الأيام من 11 حتى 17 التالية لأول يوم لآخر دورة شهرية.
  • اضطرابات الإباضة: من المهم معرفة موعد حدوث الإباضة على وجه الدقة لأنها العامل الحاسم الذي يضمن أن تلتقي الحيوانات المنوية مع البويضة ليحدث الإخصاب. وعلى رأس الأسباب التي تُخل بموعد الإباضة نذكر متلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOs) والإجهاد ونقصان الوزن الشديد وممارسة الرياضة عالية الكثافة.
  • مشكلات السائل المنوي: والتي تعتبر المسؤولة عن 30% من حالات تأخر الحمل، ولا نعني بذلك فقط نقص عدد الحيوانات المنوية وإنما تراجع نوعيتها وحركتها أيضاً.
  • العمر: تزداد صعوبة نجاح الحمل كلما تقدم الزوجان بالعمر، ففي عمر العشرين أو الثلاثين تكون فرص النجاح 1 إلى 4 عند الزوجين، والتي تنخفض إلى 1 إلى 10 بحلول عمر الأربعين. 
  • مشكلات أنبوب فالوب أو البوق: تندب أو انسداد البوق يمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة، والذي يحدث نتيجة التصاقات الحوض التالية للجراحة أو الإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسياً.
  • مشكلات الرحم: الرحم هو البيئة التي تنمو فيها البيضة الملقحة متحولة إلى جنين، والذي يكون صعب الحدوث في ظل وجود تشوه في شكل الرحم، كالرحم ذو القرنين أو الحجاب الرحمي. من جهة أخرى، تؤثّر أمراض الرحم كالأورام الليفية الرحمية وداء البطانة الرحمية الهاجرة على حدوث الحمل. 
  • استخدام المزلقات غير الصديقة للحيوانات المنوية: تؤثّر بعض المزلقات بشكلٍ سلبي على نوعية وحركية الحيوانات المنوية مثل اللعاب وبعض الزيوت مثل زيت الزيتون.
  • الإجهاد: يؤثّر الإجهاد سلباً على الخصوبة، حيث تزيد إدارة التوتر من فرص نجاح الحمل عند الأزواج ممن يحاولون الإنجاب.

ما الخيارات العلاجية لتأخر الحمل التي يعرضها الأطباء؟

يشمل تقييم الطبيب للأزواج الذين يراجعونه بقصة تأخر حمل ما يلي:

  • الفحص البدني السريري.
  • دراسة حوض الأنثى بالأمواج فوق الصوتية لتقييم الرحم والملحقات.
  • تحاليل دموية شاملة تشمل قياس الهرمونات الجنسية في الدم.
  • تحليل السائل المنوي.

اقرأ أيضاً: 5 علامات تشير إلى أن فترة الإباضة لديك انتهت

وأما بالنسبة للخيارات العلاجية المتاحة، فاعتماداً على نتائج تقييم تأخر الحمل الخاص بالزوجين ينتقي الطبيب أحد الخيارات التالية:

  • الأدوية المُحفّزة للإباضة: والتي تعمل على تحسين أنماط الإباضة وإطلاق أكثر من بويضة واحدة كل شهر ما يزيد من احتمالية حدوث الحمل.
  • التلقيح داخل الرحم (IUI): يُجرى التلقيح داخل الرحم بمفرده أو بالاشتراك مع أدوية الإباضة، ويتم فيه إدخال قثطرة صغيرة لإيصال السائل المنوي إلى داخل الرحم مباشرة.
  • الإخصاب في المختبر (IVP): حيث تتم إزالة بويضة واحدة أو أكثر وتخصيبها بالحيوانات المنوية خارج الرحم، ليتم بعد ذلك زرع المُضغة الجنينية في الرحم. 

المحتوى محمي